من المقرر أن تعلن شركة تسلا عن أرباحها الربع السنوية للأشهر الثلاثة الأخيرة من عام 2022، حيث يترقب المستثمرون في وول ستريت معرفة خطط نمو الشركة في ضوء ضعف الطلب الواضح.
ويتوقع المحللون أن تعلن الشركة التي يملكها الملياردير إيلون ماسك، عن أرباح تقارب 3.8 مليار دولار في الربع الأخير، وذلك بزيادة حوالي 62% عن العام السابق.
ومن المتوقع أن تحقق تسلا حوالي 24.7 مليار دولار زيادة في مبيعات الربع الرابع، بزيادة 40% عن العام السابق.
وتراجعت ثقة مستثمري وول ستريت بشركة تسلا، التي تعتبر عملاقة صناعة السيارات الكهربائية، حيث تواجه الشركة عدة تحديات تشمل ارتفاع أسعار الفائدة، والمنافسة الشديدة، وتراجع شعبية العلامة التجارية.
وفي عام 2022، لم تحقق شركة تسلا هدفها للنمو السنوي، وخسرت حوالي 675 مليار دولار في تقييم السوق، وشهدت انخفاضا في سعر السهم بنسبة 65%، وهو أكبر انخفاض سنوي لها حتى الآن، على الرغم من تعافي السهم منذ ذلك الحين إلى حد ما.
وفي الأسابيع الأولى من العام الجديد، سعت شركة تسلا إلى زيادة الطلب عن طريق خفض أسعار السيارات، ووصلت بعض الحالات إلى تخفيض بنسبة 20%، وهي استراتيجية غير عادية وفقاً لمعايير صناعة السيارات التقليدية.
ولم تعان شركة تسلا في الماضي من أي ضائقة مالية، ولكنها تحاول تخطي الاضطرابات الاقتصادية الحالية، وساعدت قفزات الربح المتتالية في تعزيز مكاسب المستثمرين، مما دفع البعض منهم إلى المطالبة بإعادة شراء كبيرة للأسهم.
وقال إيلون ماسك في أكتوبر الماضي، أن شركة تسلا تحاول إعادة شراء أسهم بقيمة 5 مليارات دولار إلى 10 مليارات دولار في عام 2023، على الرغم من أنه حذر مؤخراً من عملية إعادة الشراء.
وتتمتع شركة تسلا بهامش تشغيلي أعلى من العديد من منافسيها، مما يمنحها مساحة أكبر للمناورة، لامتصاص تخفيضات الأسعار.
ويتوقع المحللون أن تنمو الشركة بنحو 46% في عام 2023، لتصل إلى حوالي 1.91 مليون سيارة، حيث تطمح الشركة إلى بيع 20 مليون سيارة سنوياً بحلول عام 2030، مما سيجعلها أكبر شركة لتصنيع السيارات من حيث الحجم.
وقالت شركة تسلا، يوم الثلاثاء، إنها تخطط لاستثمار أكثر من 36 مليار دولار في مصنع جديد بولاية نيفادا، حيث تخطط للاستثمار ببطاريات السيارات الكهربائية، وزيادة إنتاج الشاحنة نصف المقطورة التي طرحتها في السوق ديسمبر الماضي، كما قدمت أوراقا لتوسيع مصنعها في تكساس.
واستثمرت الشركة منذ عام 2014 نحو 6.2 مليار دولار في ولاية نيفادا، و بنت مرافق بحجم 5.4 مليون قدم مربع، كما وظفت أكثر من 11 ألف موظف لإنتاج حوالي 7.3 مليار خلية بطارية و3.6 مليون وحدة محرك في السنوات التسع الماضي.
وتأتي خطط توسعة مصنع تسلا بعد عام مليء بالتحديات لشركة تسلا، وتراجع أداء سهم الشركة وحقق أسوأ أداء على الإطلاق العام الماضي، وسط اضطرابات الإنتاج في الصين، ومخاوف الركود، وعوامل أخرى، وانخفض السهم بنسبة 54% تقريباً خلال الـ 12 شهراً الماضية.
وفي أواخر عام 2022، باع ماسك أكثر من 3.5 مليار دولار من أسهم تسلا، مما أثار مخاوف بشأن توقعات الشركة، ومن المتوقع أن تعلن شركة تسلا عن أرباحها للربع الرابع يوم الأربعاء.
ومنذ الانخفاض الحاد، ارتفع الشراء بشكل طفيف في العام الجديد مع انتعاش أسهم التكنولوجيا.
ومن المتوقع أن تدخل تسلا، سوق شاحنات البيك آب في وقت لاحق من هذا العام، بشاحنتها Cybertruck التي طال انتظارها.
وأدت تعديلات أسعار شركة تسلا الأخيرة، إلى تراجع مبيعات الشركات المنافسة، حيث اندفع المستهلكون إلى المضي قدماً في عملية شراء تسلا.
وأنفق المستثمرون المزيد من الأموال لشراء أسهم تسلا في الأشهر الستة الماضية، مقارنة بالخمس سنوات السابقة، وفي العاشر من يناير الجاري سجل صافي مشتريات أسهم تسلا ليوم واحد، رقماً قياسيا بلغ 316 مليون دولار.
وانتعشت أسهم التكنولوجيا والأسهم الأخرى في بداية العام الجديد، مدعومة بآمال أن المجلس الاحتياطي الفيدرالي، سوف يبطئ من وتيرة زيادات أسعار الفائدة، وارتفع مؤشر S&P 500 بنسبة 3.2% في يناير.
