باتت الشركات في سباق محموم لاعتماد استراتيجيات مبتكرة تعزز ثقة العملاء، مع نمو متوقع لسوق تحليل البيانات الذي يساعد في فهم احتياجات العملاء، بمعدل سنوي مركب 18.2% من عام 2023 إلى 2030.
«برامج الولاء ومركزية العميل 360» المدعومة بالذكاء الاصطناعي، أصبحت أداة رئيسية في إعادة تشكيل السوق، ما يتيح للشركات تعزيز مكانتها في بيئة الأعمال التنافسية، وفقاً لخبراء تحدثوا إلى إرم بزنس.
تشير التقارير الحديثة إلى أن حجم سوق برامج ولاء العملاء في السعودية سيصل إلى 1.61 مليار دولار بحلول 2028، بمعدل نمو سنوي مركب يبلغ 12%.
في حين بلغت قيمة هذه السوق في دولة الإمارات 1.4 مليار دولار عام 2023، مدفوعاً بانتشار الهواتف الذكية بنسبة 97%، والتوسع في التجارة الإلكترونية.
وبحسب دراسات أجرتها مؤسسة «ومضة»، فإن 65% من تجار التجزئة في الإمارات شهدوا زيادة في المبيعات بعد اعتمادهم على الرقمنة.
كما أشارت تقارير أن الشركات التي طبقت برامج الولاء ارتفعت حصتها السوقية بنسبة 80%، ما يعكس الأثر الفوري لهذه الاستراتيجيات على نمو الإيرادات وتعزيز تجربة العملاء.
بحسب توفيق كريدية، الرئيس التنفيذي لمجموعة «براند فور ليس»، فإن برنامج ولاء المستهلك يسهم في بناء علاقة قوية بين العلامة التجارية والعملاء.
وأوضح كريدية في حديث خاص لـ«إرم بزنس» أن هذه البرامج تجعل العميل لا يقتصر على عملية شراء واحدة، بل يصبح جزءاً من منظومة مستدامة تقدم له مزايا حصرية وامتيازات تشجعه على تكرار الشراء.
ومن جانبه، رأى علي الفلاسي، نائب أول الرئيس للتسويق في شركة بترول الإمارات، أن برنامج «مركزية العميل 360» كما أطلق عليه، أصبح حجر الأساس في زيادة الإيرادات، من خلال استراتيجيات تشجع العملاء على تكرار عمليات الشراء.
الفلاسي أشار في حديث لـ«إرم بزنس» إلى أن الشركات التي تعتمد على أنظمة المكافآت والخصومات تشهد ارتفاعاً ملحوظاً في إنفاق العملاء.
واستشهد بتطبيق «إمكان» التابع لـ«بترول الإمارات»، الذي يتيح للمستهلكين استخدام النقاط المكتسبة من عمليات تعبئة الوقود في شراء احتياجاتهم عبر عدد من المتاجر والأسواق الشريكة، ما يضمن تجربة تعزز من ولاء العملاء.
كما تعتمد الشركات الكبرى على بناء تحالفات تجارية واسعة، فعلى سبيل المثال، أبرمت «بترول الإمارات» عقود شراكة طويلة الأمد مع «البنوك، ومجموعة اللولو التجارية، والفطيم، و(ACE)، وآيكيا» تتيح للعملاء استخدام النقاط المكتسبة من عمليات الشراء كبديل عن الدفع النقدي، كما أبرمت عقوداً مع تطبيقات التقسيط «تابي» و«تمارا» لتوفر للمستهلك تقسيط مشترياته.
بدوره، رأى محمد الهاشمي، الرئيس التنفيذي لتعاونية الاتحاد، أن أدوات السوق الحديثة المعتمدة على الذكاء الاصطناعي التوليدي أصبحت الحل الأمثل لفهم احتياجات المستهلكين وتحليل توجهاتهم.
وأشار الهاشمي في حديث لـ«إرم بزنس» إلى أن الاعتماد على هذه الأدوات أحد أسباب النجاح الكبير لمنتجات تعاونية الاتحاد مثل «حليب مليحة العضوي» ومنتجات «سبع سنابل»، التي حققت انتشاراً واسعاً بفضل استراتيجيات تحليل بيانات المستهلكين.
خلال عام 2024، شهد قطاع تحليلات البيانات نمواً كبيراً مدفوعاً بزيادة اعتماد الحلول وتقنيات الأتمتة القائمة على الذكاء الاصطناعي. وفقاً لتقرير شركة (Grand View Research).
ومن المتوقع أن ينمو سوق تحليلات البيانات في الشرق الأوسط وإفريقيا من 4,869.8 مليون دولار في عام 2023 إلى 15,714.4 مليون دولار بحلول عام 2030، بمعدل نمو سنوي مركب بنسبة 18.2% خلال هذه الفترة.
إلى ذلك، قال محمد الزواري، المدير العام لمنطقة الشرق الأوسط وتركيا وإفريقيا في شركة «سنوفليك» المتخصصة في تخزين البيانات وتحليلها، إن الذكاء الاصطناعي التوليدي لم يقتصر على تحسين تجربة العملاء، بل أسهم في تعزيز الأمن السيبراني داخل المؤسسات.
وأوضح الزواري لـ«إرم بزنس» أن التشغيل الآلي للمهام الرئيسية، مثل تحليل السجلات واكتشاف الثغرات والاستجابة للحوادث، أسهم في تقليل الأخطاء البشرية، ما جعل عمليات الأمن السيبراني أكثر كفاءة.
هذه الأتمتة سمحت لفرق الأمن داخل المؤسسات بالتركيز على المهام ذات الأولوية العالية، مثل البحث الاستباقي عن التهديدات والتخطيط الاستراتيجي، ما يضمن استمرارية الأعمال دون مخاطر تقنية تهدد سرية بيانات العملاء، وفقا للزواري.
وفي ظل التطورات السريعة في عالم البيانات والتكنولوجيا، بات واضحاً أن برامج الولاء ليست مجرد أدوات تسويقية، بل أصبحت جزءاً لا يتجزأ من استراتيجيات النمو المستدام للشركات.