الشركات الناشئة محرك رئيس للنمو الاقتصادي والحلول الرقمية تدعم توسعها

أصبحت الشركات الناشئة أحد المحركات الرئيسة للنمو الاقتصادي للبلاد؛ إذ ارتفعت الصفقات الاستثمارية في الشركات الناشئة في منطقة الشرق الأوسط خلال العام الماضي 3.5% مقارنة بعام 2023، مدفوعة بالتوسع في الحلول الرقمية.

«إرم بزنس» رصدت مجموعة من المشاريع الناشئة التي أسسها رواد أعمال شباب اختاروا الإمارات كوجهة لإطلاق شركاتهم، التي بدأت كمشاريع صغيرة، وأصبحت اليوم جزءاً لا يتجزأ من الاقتصاد الكلي.

زيادة الصفقات الاستثمارية

تقرير لمنصة «ومضة» (Wamda) حول «مراجعة مشهد الاستثمار في الشركات الناشئة بالشرق الأوسط لعام 2024»، أشار إلى أن منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا سجّلت 610 صفقات استثمارية في الشركات الناشئة خلال العام الماضي، بزيادة بلغت 3.5% مقارنة بعام 2023، ما يعكس نمواً ملحوظاً في هذا القطاع.

وتتصدر الإمارات المشهد الإقليمي، إذ جمعت الشركات الناشئة فيها 1.1 مليار دولار عبر 207 صفقات استثمارية، ما يعكس ثقة المستثمرين في بيئة الأعمال المحلية.

وتأتي السعودية في المركز الثاني بمبلغ 700 مليون دولار من خلال 186 صفقة، ثم مصر بـ334 مليون دولار عبر 84 صفقة.

أما في شمال إفريقيا، فقد قاد كلّ من المغرب وتونس الاستثمارات، بجمع 20.8 مليون دولار و13.1 مليون دولار على التوالي.

قطاعات واعدة

يبرز قطاع التكنولوجيا المالية (FinTech) والتجارة الإلكترونية (Ecommerce) كأكثر المجالات جذباً للاستثمارات في الشرق الأوسط، حيث استحوذا على 30% من إجمالي التمويل، متفوقين على قطاعات ناشئة أخرى مثل الذكاء الاصطناعي والتكنولوجيا العقارية.

أما على مستوى القارة الإفريقية، فتعد التكنولوجيا المالية الأسرع نمواً، حيث مثلت 40% من إجمالي الإيرادات المالية في جنوب إفريقيا، بقيمة تجاوزت 1.3 مليار دولار عام 2021، مع توقعات بوصول حجم السوق إلى 230 مليار دولار في 2025 الجاري، وفق تقرير (LBDO SCRUMS) لعام 2024.

وفي أوروبا، تصدرت فرنسا المشهد بعد إعلان «جمعية فرنسا الرقمية» وجود 751 شركة ناشئة تعمل في القطاع بنهاية 2024، أي بزيادة بلغت 27% مقارنة بعام 2023.

الإمارات.. مركز جذب إقليمي

تعد الإمارات مركز جذب إقليمي للشركات الناشئة، مستفيدة من بنيتها التحتية الرقمية المتقدمة، وإطارها التنظيمي المرن الذي يتيح للشركات الناشئة النمو والتوسع بسرعة.

قبل أسبوع، كشفت وزيرة الدولة لريادة الأعمال علياء المزروعي، في أحد المؤتمرات، عن ارتفاع عدد رواد الأعمال الإماراتيين في القطاع الخاص إلى 130 ألفاً، مشيرة إلى وجود 1.2 مليون رخصة تجارية، وهو ما يعد دليلاً على بيئة الأعمال المزدهرة بالدولة.

شركة (AR Engineering) تعمل على تطوير تقنيات تدريب قائمة على الواقع المعزز، ما يساهم في تقليل زمن التدريب بنسبة 32% وزيادة معدل الاحتفاظ بالمعرفة بنسبة 50%.

وفي هذا السياق، قال أكرم أمير، أحد مؤسسي الشركة، إن لديهم شراكات استراتيجية مع جهات عالمية كبرى، مثل: (Thales, Boeing, GE Aerospace, EDGE Group)، بالإضافة إلى مركز التوازن في أبوظبي، باستثمارات بلغت مليون درهم (ما يعادل 250 ألف دولار).

وأضاف أمير، في حديثه لـ«إرم بزنس» أن الشركة استطاعت خلال 5 سنوات أن تُحدث نقلة نوعية في قطاع التدريب المهني والتعليم التقني، من خلال إيجاد حلول تفاعلية تحاكي الواقع العملي بدقة.

وتحرص دولة الإمارات على تعزيز دور الشركات الناشئة في الاقتصاد، من خلال مبادرات، مثل: (e&Capital)، الذراع الاستثماري لمجموعة (&e)، التي ضخت 5 ملايين دولار في شركة (Maxbyte) الإماراتية المتخصصة في الروبوتات وتقنيات الثورة الصناعية الرابعة.

توجه نحو الاستدامة

لم تقتصر الاستثمارات في الشركات الناشئة على التكنولوجيا الرقمية فحسب، إذ زادت الشركات التي تقدم حلولاً مستدامة، ونمت الاستثمارات في التكنولوجيا الخضراء بنسبة 33% في عام 2022 مقارنة بالعام الذي سبقه، وفق إحصاءات (Statista).

وتشير الأرقام إلى أن استثمارات رأس المال في الشركات الناشئة عالمياً وصلت إلى 621 مليار دولار في 2022، ما يعكس تسارع وتيرة الاستثمار في هذا القطاع.

خالد سلومة، المدير التنفيذي لشركة «فيندو» (venduo)، المتخصصة في صناعة الملابس بجودة عالية ومستدامة، أكّد لـ«إرم بزنس» أن شركته تمكّنت خلال أقل من عام من الوصول إلى 140 عميلاً موزعاً في الإمارات والسعودية ومصر وبريطانيا ودول أوروبية، محققة مبيعات تجاوزت مليون درهم إماراتي.

وفي ظل استمرار التحولات الاقتصادية المدعومة بالتطور التكنولوجي والدعم الحكومي، أضحت الشركات الناشئة قوة دافعة لاقتصاد المستقبل، وليست فقط مجرد مشاريع شبابية، لتبقى تلك الشركات على رأس المشهد الاقتصادي العالمي.