شهدت أسهم شركة "لي أوتو" (Li Auto)، الصينية المتخصصة في تصنيع السيارات الهجينة والكهربائية، تراجعاً كبيراً في هونغ كونغ، مسجلة أكبر انخفاض يومي لها منذ أكثر من عامين، وذلك في أعقاب إعلان الشركة عن نتائج مالية مخيبة للآمال وتوقعات مستقبلية حذرة.
بحلول منتصف يوم الثلاثاء، انخفضت أسهم الشركة بنسبة 19% إلى 80.70 دولار هونغ كونغ (حوالي 10.35 دولار أميركي). كما انخفضت أسعار شهادات الإيداع المدرجة في الولايات المتحدة (ADR) بنسبة 13% بين عشية وضحاها.
وجاء هذا الانخفاض الحاد بعد تقرير أرباح الربع الأول، الذي أصدرته لي أوتو في وقت متأخر من يوم الاثنين، والذي كشف عن خسارة تشغيلية وفارق كبير عن التوقعات في الأرباح. وتم عزو هذا الأداء الضعيف إلى زيادة الإنفاق على البحث والتطوير وتكاليف التشغيل الأخرى.
وعلى الرغم من ارتفاع الإيرادات بنسبة 36% مقارنة بنفس الفترة من العام الماضي، إلا أنها جاءت أقل بنسبة 39% عن الربع السابق، ما يعكس التحديات التي واجهتها الشركة في إطلاق أول نموذج كهربائي بالكامل.
كما ساهمت التوقعات الحذرة للربع الثاني في إثارة مخاوف المستثمرين، حيث توقعت الشركة تسليم ما بين 105.000 إلى 110.000 مركبة وإيرادات تصل إلى 31.4 مليار يوان (4.34 مليار دولار أميركي). وفي حين تمثل هذه الأرقام نمواً مقارنة بالفترة نفسها من العام الماضي، إلا أنها أقل من نتائج الربع الرابع للشركة. واعترف المدير المالي تاي لي بأن الفترة من أبريل إلى يونيو ستكون "أصعب ربع بالنسبة للشركة هذا العام".
وأعرب المحللون عن شكوكهم بشأن قدرة "لي أوتو" على تحقيق أهداف مبيعاتها السنوية. وأشار المحلل في "نومورا"، جويل يينغ، إلى أن شركة "لي أوتو" ستحتاج إلى متوسط مبيعات شهرية يبلغ حوالي 60 ألف مركبة في النصف الثاني من العام لتحقيق أهدافها، وهو ما يعتبره تحدياً للشركة.
كما أبرز Qu Ke المحلل المالي في شركة "سي سي بي إنترناشيونال" خيبة الأمل في توجيهات المبيعات، لكنه رأى جانباً إيجابياً في قرار الشركة بتأخير إطلاق المركبات الجديدة. وأوضح أن تأجيل إطلاق السيارات الكهربائية كان مفيداً، مع الأخذ في الاعتبار أن اللاعبين الرئيسيين فقط مثل "بي واي دي" و"تسلا" هم من يحققون أرباحاً حالياً في سوق السيارات الكهربائية نظراً لحجم إنتاجهم الكبير.
إلى ذلك أيد محللو شركة "بيرنشتاين"، بقيادة يونيس لي، هذا التأجيل، مشيرين إلى أنه سيوفر لشركة "لي أوتو" وقتاً إضافياً لتطوير المركبات ويساعد في تقليل تآكل الهامش. ووصفوا الوضع بأنه "مطب خفيف وليس عقبة كبيرة على الطريق".
وعلى الرغم من هذه التحديات، حافظت "لي أوتو" على هامش إجمالي يزيد على 20% في الربع الأول، على الرغم من تراجع هامش المركبات إلى 19.3% من 19.8% في العام السابق و22.7% في الربع السابق، بسبب التعديلات في استراتيجية التسعير الخاصة بها. ولم تشر الشركة إلى أي خطط حالية لمزيد من تخفيضات الأسعار، رغم أن محللي "غولدمان ساكس" توقعوا المزيد من التخفيضات في النصف الثاني من العام بسبب المنافسة الشديدة في سوق السيارات الكهربائية في الصين.
كما توقع محللو "غولدمان ساكس" أن تشكل الأرباع القادمة مرحلة انتقالية لشركة "لي أوتو"، ما يعكس حالة عدم اليقين الأوسع والضغوط التنافسية، التي تواجهها الشركة في صناعة السيارات الكهربائية سريعة التطور.
