شهدت عمليات الاحتيال بالعملات المشفرة ارتفاعاً قياسياً في عام 2024، مدفوعة بالاستخدام المتزايد للذكاء الاصطناعي التوليدي، بحسب تقرير صادر عن شركة تحليل بيانات «تشين أناليسيس».
ووفقاً للتقرير، ارتفعت الإيرادات من عمليات الاحتيال المالية، إذ يبني المحتالون علاقات مع الضحايا لإقناعهم بالاستثمار في مشاريع احتيالية، بنسبة تقارب 40% مقارنة بعام 2023.
وأشار التقرير إلى أن إيرادات عمليات الاحتيال بالعملات المشفرة بلغت ما لا يقل عن 9.9 مليار دولار في عام 2024، مع احتمالية وصولها إلى رقم قياسي قدره 12.4 مليار دولار بمجرد توفر مزيد من البيانات.
وأكد باحثو «تشين أناليسيس» أن عمليات الاحتيال المتعلقة بالعملات المشفرة تزداد تعقيداً بشكل مستمر. وسلطت الشركة الضوء على أن منصات التداول التي تدعم استخدام الذكاء الاصطناعي التوليدي تعد عوامل رئيسية تسهل على المحتالين توسيع عملياتهم بتكاليف أقل.
وذكرت «تشين أناليسيس» أن التكنولوجيا التوليدية قد تزيد عمليات الاحتيال بالعملات المشفرة كثيراً. وأضاف التقرير أن أنشطة الاحتيال المرتبطة بالعملات المشفرة ارتفعت بمعدل سنوي بلغ 24% منذ عام 2020.
يأتي هذا الارتفاع في ظل ازدهار سوق العملات المشفرة، لا سيما عملة «بيتكوين»، التي شهدت ارتفاعاً كبيراً في الأسعار والشعبية، مدفوعة بسعي المستثمرين وراء العوائد المرتفعة وتزايد الاهتمام بتقنية البلوك تشين.
كما أشار التقرير إلى أن القطاع حقق قفزة ملحوظة بعد فوز الرئيس الأميركي دونالد ترامب في انتخابات نوفمبر 2024، ما عزز التوقعات بتخفيف القيود التنظيمية.
وشملت عمليات الاحتيال البارزة الأخرى ما يُعرف بـ«مصارف العملات المشفرة»، حيث يتظاهر المحتالون بأنهم مشاريع بلوك تشين ويستولون على محافظ العملات المشفرة للضحايا، بالإضافة إلى عمليات الاحتيال الاستثمارية التي تعد بعوائد مبالغ فيها.
وفي يناير 2024، تظاهر أحد المحتالين بأنه هيئة الأوراق المالية والبورصات الأميركية، مستغلاً اختراق حساب على منصة «إكس» للإيقاع بالضحايا.
كما سلط التقرير الضوء على أن أجهزة الصراف الآلي للعملات المشفرة كانت من أبرز نقاط الاستهداف، حيث يتقمص المحتالون دور موظفين رسميين أو عملاء خدمة العملاء لإقناع الضحايا بإيداع أموالهم في هذه الأجهزة.