لماذا أصيب سوق العملات المشفرة بالنزيف؟

يشهد سوق العملات المشفرة عملية تصحيح عنيفة بعد فترة صعود هائلة من أكتوبر 2023 إلى مارس 2024 بنسبة تجاوزت 100% على الأقل بالنسبة لأولئك الذين استثمروا في أكبر اثنين من الأصول الرقمية وهي البتكوين والإثريوم.

وتعرضت محافظ  المستثمرين  في العملات المشفرة  الأصغر، إلى تصحيح قاس يصل إلى 90% للبعض منها ، ما أثار حالة من اليأس والشعور بأن السوق دخل في اتجاه هابط كما تظهره تعليقات المتداولين على وسائل التواصل  الاجتماعي.

في حين أن عملة البيتكوين) والإثريوم أقل بنسبة 15٪ فقط من أعلى مستوياتهما السنوية ( كما تظهره أسعار اليوم الأحد 23 يونيو) ، فإن العديد من العملات الرقمية الرئيسية مثل سولانا وأفالانش انخفضت بنسبة 40٪ إلى 50٪ من ذروتها في مارس، في حين أن منافسي الاثريوم في تقنية الطبقة الأولى بالعملات المشفرة وهما عملتي  "سوي" و" ابتوس"  تراجعا على التوالي  بنسبة 60% و 70%.

وساهمت ضغوط البيع من صناديق الاستثمار مع توسيع نطاق العرض  في السوق ، ونقص التدفقات الجديدة إلى العملات المشفرة والاتجاهات الموسمية، في ضعف الشراء .، خاصة على العملات البديلة وهي تلك التي تأتي في قيمتها السوقية بعد البتكوين والإثريوم .

وتواجه العديد من العملات البديلة انخفاضًا مستمرًا في  التدوالات  بسبب   المعروض الفائض  من خلال عمليات الفتح والتوزيع المقررة لسنوات قادمة. وذلك لأن معظم الرموز المميزة كانت مقفلة، أو تم شراؤها من قبل المستثمرين الأوائل أو مخصصة لتطوير النظام البيئي والمنح.

على سبيل المثال، يقترب رمز "اربتروم" لشبكة الإثيريوم من أدنى سعر له على الإطلاق منذ سبتمبر الماضي، على الرغم من ارتفاع القيمة السوقية إلى 2.5 مليار دولار من 1 مليار دولار بسبب الزيادة الهائلة في المعروض.

ويقول كوين طومسون، مؤسس صندوق التحوط للعملات المشفرة " ليكر كابيتل " (Lekker Capital) على منصة أكس: "على عكس الأسهم التي لديها عرض سلبي ثابت من تدفقات صناديق الاستثمار المتداولة وعمليات إعادة شراء السندات، فإن العملات المشفرة، وخاصة العملات البديلة، لديها العكس - تيار مستمر من ضغوط البيع".

يأتي جزء كبير من ضغوط البيع من صناديق رأس المال الاستثماري التي تحقق أرباحًا من استثماراتها المبكرة في المشاريع التي تم إطلاقها خلال السنوات الماضية.

كما توقفت تدفقات السيولة إلى أسواق العملات المشفرة أو حتى انعكست خلال الأسابيع الماضية، وهو ما يتضح من القيمة السوقية للعملات المستقرة المرتبطة بالدولار مثل (USDT و USDC) والتي تستخدم في الغالب كوسيط لتداول العملات المشفرة.