logo
اقتصاد

الحرب التجارية تعرّض 80 ألف وظيفة للخطر في أيرلندا

الحرب التجارية تعرّض 80 ألف وظيفة للخطر في أيرلندا
منظر لرافعات البناء فوق موقع تشييد برج «سيلزفورس» في منطقة دوكلاندز في دبلن - أيرلندا يوم الخميس 10 يونيو 2021المصدر: (أ ف ب)
تاريخ النشر:25 مارس 2025, 08:56 ص

في حال تنفيذ الرسوم الجمركية التي أعلن عنها دونالد ترامب، تخشى أيرلندا خسارة 80 ألف وظيفة، وألا تحظى بدعم الاتحاد الأوروبي الذي ينتقد بشدة سياساتها الضريبية، معتبراً إياها غير عادلة.

مخاوف تداعيات الرسوم

وتتزايد المخاوف في أيرلندا مع استمرار تهديدات دونالد ترامب بحرب تجارية عالمية، فقد أعلن الرئيس الأميركي، في 26 فبراير، عزمه فرض رسوم جمركية بـ25% على المنتجات الأوروبية، وهو إجراء حمائي يستهدف الاتحاد الأوروبي، ومن ثم أيرلندا؛ ما يضع حكومة دبلن في موقف صعب.

وفي أسوأ السيناريوهات، قد يؤدي ذلك إلى فقدان 50 ألف - 80 ألف وظيفة، وفقاً لما صرح به وزير المالية الأيرلندي باسكال دونوهو، في مقابلة مع الإذاعة الوطنية الأيرلندية «آر تي إي» أمس الاثنين.

ضغوط مالية 

أوضح دونوهو أن التداعيات المحتملة ستجبر الحكومة الأيرلندية على اتخاذ قرارات صعبة، قائلًا: «سنضطر إلى اتخاذ خيارات صعبة تتعلق بإنفاقنا، نظرًا لأن النمو المتوقع لن يتحقق. كما قد نضطر إلى إعادة النظر في نظامنا الضريبي، حيث ستكون أولويتنا الحفاظ على الوظائف وضمان تنافسية الاقتصاد».

وكانت المخاوف قد بدأت بالظهور منذ منتصف فبراير الماضي، عندما أثارت التصريحات الأولى لترامب اضطراباً في الأوساط السياسية والاقتصادية الأوروبية.

وعلّقت صحيفة «آيريش إندبندنت» حينها قائلة: «قد يكون العالم في حالة ارتباك، لكن السياسة والاقتصاد بحاجة إلى الاستقرار من أجل الاستمرار».

انقسامات أوروبية 

بصفته رئيساً لمجموعة اليورو، حذّر باسكال دونوهو من أن الاتحاد الأوروبي «يجب أن يرد بحزم» إذا تم تنفيذ هذه الرسوم الجمركية.

وخلال زيارته إلى البيت الأبيض في 12 مارس، حاول رئيس الوزراء الأيرلندي، ميشال مارتن، الموازنة بين علاقاته مع واشنطن وبروكسل.

وفي اللقاء الذي جمعه بدونالد ترامب، أرسل الرئيس الأميركي إشارات متناقضة، حيث أكد أنه «لا يريد الإضرار بأيرلندا»، لكنه في الوقت نفسه اتهمها «بالاستحواذ على شركات أميركية كبرى».

 وفي ظل هذا الموقف الغامض من واشنطن، تخشى أيرلندا أن تجد نفسها معزولة حتى داخل الاتحاد الأوروبي.

نجاح محفوف بالمخاطر

يرى المحلل الاقتصادي كليف تايلور، في مقال بصحيفة «آيريش تايمز»، أن النجاح الاقتصادي الكبير الذي حققته أيرلندا قد يجعلها في موقف ضعف أمام شركائها الأوروبيين.

وقال: «نظراً إلى الأداء الاقتصادي القوي لأيرلندا في السنوات الأخيرة، رغم الانتقادات الأوروبية لسياساتها الضريبية التفضيلية، لا ينبغي توقع تعاطف كبير من العواصم الأوروبية مع أزمتنا». وتحقق أيرلندا فائضاً في الميزانية يزيد على 8 مليارات يورو، بفضل نظامها الضريبي الجذاب الذي استقطب شركات عملاقة، لكنه أثار استياء بروكسل.

إضافة إلى ذلك، قد يحث ترامب الشركات الأميركية الكبرى التي تتخذ من أيرلندا مقراً لها، على إعادة أنشطتها إلى الولايات المتحدة، تماشياً مع سياسة «أميركا أولاً».

وهو سيناريو مقلق بالنسبة لدبلن، حيث تستضيف أيرلندا نحو ألف شركة أميركية، من بينها عمالقة التكنولوجيا مثل «ميتا» (فيسبوك، إنستغرام، واتساب) وشركات الأدوية مثل «فايزر».

يختتم كليف تايلور تحليله بالقول: «قد يكون النجاح الأخير لأيرلندا سبباً في وضعها تحت المجهر، ولكن ما هو مؤكد أن أيرلندا ستكون في صلب المواجهة التجارية التي يوشك ترامب على إشعالها».

logo
اشترك في نشرتنا الإلكترونية
تابعونا على
تحميل تطبيق الهاتف
جميع الحقوق محفوظة © 2024 شركة إرم ميديا - Erem Media FZ LLC