أعلن الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، السبت، أن كييف مستعدة لإرسال الفحم لدعم تشغيل محطة رئيسة للطاقة في منطقة ترانسنيستريا المولدوفية الانفصالية التي تشهد أزمة طاقة غير مسبوقة.
وشهدت المنطقة الواقعة بين أوكرانيا ومولدوفا انقطاعات في التدفئة والمياه الساخنة والكهرباء منذ مطلع العام؛ بسبب انقضاء مهلة عقد بين كييف وموسكو كان يسمح للغاز الروسي بالوصول إلى المنطقة.
وأثناء مؤتمر صحفي مشترك مع الرئيسة المولدوفية مايا ساندو في كييف، قال زيلينسكي إن بإمكان بلاده إرسال الفحم لتشغيل محطة كوشورغان في ترانسنيستريا.
وباتت المحطة التي كانت تعتمد على الغاز الروسي المستورد عبر أوكرانيا تعمل بالفحم، علماً بأنها كانت في الماضي مصدراً لـ 70% من الكهرباء التي تستهلكها مولدوفا.
وقال زيلينسكي: "لدينا فحم يمكننا تقديمه لمولدوفا، لتيراسبول. إذا كانوا حقاً يريدون أن يحصل الناس على الكهرباء"، في إشارة إلى السلطات الانفصالية في المدينة الرئيسة في ترانسنيستريا.
وأضاف: "إذا زودناهم بالفحم، نحن على استعداد للتحدث عن سعر منخفض، بل حتى بشكل مجاني"، بينما طرح إمكان أن تزود المنطقة في المقابل أوكرانيا بالكهرباء.
وأفاد زيلينسكي الذي تعرضت شبكة الطاقة في بلاده لضربات جوية روسية بأن أوكرانيا مستعدة أيضاً لإرسال وفد إلى المحطة لتحسين إنتاجها.
بدورها، قالت ساندو: "يتوقف الأمر الآن على النظام في تيراسبول لقبول هذه المساعدة لضمان حصول الناس على التدفئة والكهرباء في أقرب وقت ممكن".
وخرجت تظاهرة في ترانسنيستريا الجمعة لدعوة مولدوفا إلى تسهيل مرور الغاز الروسي ووضع حد لأزمة الطاقة، بحسب ما أفاد الإعلام المحلي.
وكانت ترانسنيستريا تحصل على الغاز من روسيا عبر خط أنابيب يمر في أوكرانيا ومولدوفا. ورفضت كييف تجديد عقد نقل الغاز الذي انقضت مدته في الأول من يناير، منهية فجأة إمدادات الغاز الروسي إلى ترانسنيستريا التي أعلنت حال الطوارئ.
ولم تشهد بقية مناطق مولدوفا انقطاعات للغاز بفضل واردات الغاز والكهرباء من رومانيا المجاورة.
ومع قرب دخول الحرب الروسية الأوكرانية عامها الرابع، تخشى مولدوفا إمكان اتساع رقعة النزاع ليشمل أراضيها إذا حاولت روسيا زعزعة الأمن في ترانسنيستريا.
وقال زيلينسكي إن "مولدوفا تمر بأزمة طاقة مصطنعة تماماً، اختلقتها موسكو، موارد الطاقة هي بالضبط نوع السلاح الذي تستخدمه روسيا للتأثير على سياسات بلدان أخرى من خلال الأزمات".
وفي مقابلة مع «فرانس برس»، اتهم رئيس الوزراء المولدوفي دورين ريسيان الأربعاء موسكو بالسعي لإثارة «عدم الاستقرار» في مولدوفا، مشيراً إلى أنه لا يمكن حل الأزمة إلا إذا انسحبت القوات الروسية المتمركزة في ترانسنيستريا منذ الحرب على مولدوفا عام 1992.