تفاؤل كبير في أوساط رجال الأعمال الأميركيين بعد فوز ترامب

ارتفعت الثقة بين كبار المسؤولين والرؤساء التنفيذيين في الولايات المتحدة بعد إعادة انتخاب دونالد ترامب رئيساً، وأصبح رجال الأعمال لكبرى الشركات في العالم، أكثرَ تفاؤلاً حول الاقتصاد مقارنة بأي وقت مضى منذ سنوات.

هذا التفاؤل، بحسب ما نقلت صحيفة «وول ستريت جورنال» الأميركية، مصحوب بآمال كبيرة في أن يفتتح الرئيس ترامب عصراً من الضرائب المنخفضة على الشركات والتنظيمات، وفقاً لاستطلاع جديد.

ودفعت نتائج الانتخابات الرئاسية الأميركية، إلى تحسن التوقعات العالمية حول الاقتصاد والاستقرار السياسي.

ورغم تحذيرات خبراء الاقتصاد، من أن القطاع سوف يتضرر من بعض قرارات ترامب، يرى المسؤولون التنفيذيون آفاقاً أكثر إشراقاً لصناعاتهم، من انتعاش لنشاط الصفقات، بالإضافة إلى سهولة الوصول إلى رأس المال في الأشهر المقبلة، وفقاً لموقع «أكسيوس» الأميركي.

وارتفع أحدث مؤشر للتوقعات الاقتصادية الصادر عن مائدة الأعمال المستديرة بمقدار 12 نقطة عن الربع الماضي إلى أعلى مستوى له في أكثر من عامين، وفق بيانات اطلع عليها موقع «أكسيوس».

تفاؤل بتحسن الاقتصاد العالمي 

كشف استطلاع أجرته شركة «تينيو» (Teneo) المتخصصة في البحث والاستشارات العالمية للرؤساء التنفيذيين، على أكثر من 300 رئيس تنفيذي، أن 77% منهم أظهروا تفاؤلاً بتحسن الاقتصاد العالمي في النصف الأول من 2025، مقارنة بـ45% قدموا توقعات مماثلة لعام 2024.

وقال بول كيري الرئيس التنفيذي لشركة «تينيو»، إن فوز ترامب عزز شعور التفاؤل بين الرؤساء التنفيذيين في الولايات المتحدة وخارجها، وخاصةً مع الشركات التي تزيد إيراداتها السنوية عن 10 مليارات دولار.

فيما توقع أكثر من 50% من الشركات تحسن الاقتصاد في الأشهر الستة المقبلة، ارتفاعاً من 16% في عام 2023 و6% في عام 2022.

ومنذ انتخاب دونالد ترامب رئيساً، عمل كبار الرؤساء التنفيذيين على دعمه وبناء علاقات معه، عبر تبرع كل من مارك زوكربيرغ، الرئيس التنفيذي لشركة «ميتا» (Meta)، وجيف بيزوس، مؤسس «أمازون» (Amazon)، وسام ألتمان، الرئيس التنفيذي لشركة «أوبن إيه آي» (OpenAI)، بمليون دولار لصندوق تنصيب ترامب.

يأتي ذلك بمقابل، إبداء رؤساء تنفيذيين آخرين، انزعاجهم من تهديدات ترامب بالرسوم الجمركية، بما في ذلك فرض ضريبة بنسبة 25% على الواردات من كندا والمكسيك، مطالبينه بتغيير موقفه.

وبحسب الاستطلاع الذي أُجري في الأسابيع التي أعقبت الانتخابات الرئاسية الأميركية، فإن مخاوف الرؤساء التنفيذيين في الشركات الكبرى، تتركز على اعتقاد 13% منهم أن الرسوم الجمركية سيكون لها تأثير إيجابي على أعمالهم، مقارنة بـ80% من الرؤساء التنفيذيين للشركات الأصغر حجماً التي شملها الاستطلاع، وتبلغ إيراداتها السنوية مليار دولار على الأقل. وكان ثلث هؤلاء المسؤولين من شركات مقرها في الولايات المتحدة.

تنامي المبيعات في أميركا

يتوقع ما يقرب من 80% من الرؤساء التنفيذيين الأعضاء في مجموعة الضغط ارتفاع المبيعات في الأشهر الستة المقبلة، مقارنة بـ71% توقعوا الشيء نفسه في الربع الماضي.

والآن يخطط أكثر من 40% لزيادة الإنفاق الرأسمالي، وهي زيادة عن نسبة 35% التي قالت ذلك في السابق.

وتخطط نسبة أصغر من المديرين التنفيذيين لتسريح العمال في الأشهر المقبلة، في حين يخطط نحو 38% لزيادة قوتهم العاملة بزيادة 4 نقاط عن الربع الماضي.

ويخطط عدد من التنفيذيين للإبقاء على قوة العمل لديهم ثابتة عند 40%، مما يتماشى مع الديناميكية التي تتجلى في الاقتصاد الكلي، إذ تبدو سوق العمل مجمدة، مع انخفاض معدلات الفصل والتوظيف.

وتعد الشركات الكبرى ليست وحدها الأكثر تفاؤلاً، حيث ارتفع مؤشر لقياس المشاعر بين أصحاب الشركات الصغيرة أيضاً بعد الانتخابات، مسجلاً أكبر مكسب شهري في تاريخ الاستطلاع الذي يمتد لأربعين عاماً، وفقاً للاتحاد الوطني للشركات المستقلة.

انتعاش الاندماج والاستحواذ

بحسب منصة (Dealogic) المتخصصة في تحليل الأسواق المالية لأكبر الشركات، يتوقع أكثر من 80% من الرؤساء التنفيذيين انتعاش عمليات الاندماج والاستحواذ في عام 2025.

إذ ارتفعت قيمة عمليات الاندماج والاستحواذ العالمية بنحو 18% للعام 2024 مقارنة بعام 2023، لكنها لا تزال أقل من مستوياتها القياسية لعام 2021.

فيما يتوقع نحو 45% من الرؤساء التنفيذيين الذين شملهم الاستطلاع أن الرقابة التنظيمية الأكثر صرامة، والموافقات ستكون عائقاً رئيساً أمام عمليات الدمج والاستحواذ في العام المقبل.

وذهب 80% من التنفيذيين إلى أن ارتفاع معدل التضخم في مناطقهم، صاحبه ارتفاع لأسعار المستهلك في الولايات المتحدة، ما أدى إلى تأجيج التكهنات بأن بنك الاحتياطي الفيدرالي سوف يبطئ أو يوقف تخفيضات أسعار الفائدة.

وتوقع 60% من التنفيذيين أن ترفع البنوك المركزية في منطقتهم أسعار الفائدة في الأشهر الستة الأولى من عام 2025. وفي الولايات المتحدة، تظهر العقود الآجلة لأسعار الفائدة أن الأسواق تتوقع خفض أسعار الفائدة مرتين أو ثلاث مرات في العام المقبل.

مؤيدون ومعارضون للرسوم

كان تشاك روبينز الرئيس التنفيذي لشركة سيسكو، قال في بيان سابق، بعد ترؤسه طاولة الأعمال المستديرة، إن كبار المسؤولين التنفيذيين يشعرون «بالتفاؤل» بسبب اعتزام واشنطن «النظر في التدابير التي يمكن أن تحمي وتعزز الإصلاح الضريبي، وتمكن بدورها من خلق بيئة تنظيمية تدفع إلى الاستثمار وخلق فرص العمل».

فيما أشار كبير خبراء الاقتصاد في الاتحاد الوطني لأصحاب الأعمال الصغيرة بيل دونكلبيرغ في بيان إلى أن «نتائج الانتخابات أدت إلى تحول كبير في السياسة الاقتصادية، وزادت بدورها من نسبة التفاؤل بين أصحاب الأعمال الصغيرة».

وفي المقابل، يرى خبراء اقتصاد آخرون، أن خطط ترامب لفرض رسوم جمركية شاملة على الواردات الأميركية تشكل خطراً على النمو الاقتصادي.

وفي بيان سابق، حث جوشوا بولتن الرئيس التنفيذي لشركة (Business Roundtable)، الإدارة القادمة على تجنب «الرسوم الجمركية واسعة النطاق التي يمكن أن تؤدي إلى زيادة التضخم ورفع التكاليف للشركات والمستهلكين الأميركيين».