الجمارك الأميركية تعلن خللاً في نظام تحصيل الرسوم الجمركية للسفن

أبلغت هيئة الجمارك وحماية الحدود الأميركية، يوم الجمعة، المستخدمين عن خلل في النظام المستخدم لإعفاء الشحنات من الرسوم الجمركية، بما في ذلك الشحنات من الصين التي كانت بالفعل على المياه في وقت الإعلان عن التعريفات الجمركية هذا الأسبوع، وأي تجارة من الدول الخاضعة لها.

وأوضح التنبيه أن الجمارك الأميركية اكتشفت أن رمز الدخول الذي يجب على شركات الشحن الأميركية استخدامه لإعفاء شحناتها لا يعمل وأن «المشكلة قيد المراجعة»، وفق ما نقلت شبكة «سي إن بي سي».

وفي التنبيه، نصحت الجمارك الأميركية مقدمي الطلبات «بإرسال إصدار الشحنة بشكل منفصل ومتابعة التقديم الموجز عند حله».

وعادةً، عندما يدفع المستورد الأميركي ثمن شحنته، يُقدّم كلاً من نموذجي الإفراج عن البضائع ومستنداته المالية، ليتمكن من دفع ثمنها. ولضمان استمرارية حركة البضائع، تنصح الجمارك المستوردين بتقديم نموذج الإفراج عن البضائع الآن، وتقديم النموذج المالي لاحقًا بعد إصلاح الخلل.

تعطيل تحصيل الرسوم

في الوقت الحالي، هذا يعني أن الحكومة الأميركية لا تقوم بتحصيل الرسوم الجمركية.

وتعتمد الرسوم الجمركية المتوقفة على تجارة العديد من الدول، والرسوم الجمركية الصينية التي لا تزال سارية، على تاريخ الإبحار، أي تاريخ مغادرة الشحنة المصنع أو المستودع.

ويُطلق على هذا البند «على الماء» وهو ساري المفعول على جميع الشحنات المتجهة إلى الولايات المتحدة والتي كانت على الماء قبل إعلانات الرسوم الجمركية في 5 و9 و10 أبريل.

ولم يتغير هذا البند، على الرغم من أن نسب التعريفات الجمركية على الصين ارتفعت إلى 145%.

وقالت إدارة الجمارك وحماية الحدود إنها ستصدر تحديثًا عندما يتم حل هذه المشكلة.

ووفق «سي إن بي سي» تعد هذه الخطوة، بالنسبة لشركات الشحن الأميركية وسلسلة التوريد، أحدث ضربة في ظلّ حالة من عدم اليقين والخوف بشأن سياسة الرسوم الجمركية.

كما تُثير تساؤلات حول قدرة الجمارك على التعامل مع السياسة الجديدة وتحصيل عائدات الرسوم الجمركية، وهي إيرادات أساسية لتحقيق الأهداف الاقتصادية لإدارة ترامب.

مواعيد بدء سريان الرسوم

وقد دفعت تفسيرات الأوامر التنفيذية المتعددة، ومنشورات وسائل التواصل الاجتماعي، وتنبيهات الجمارك، بعض الشركات والمجموعات الصناعية الأميركية إلى محاولة تحديد موعد تطبيق الرسوم الجمركية الجديدة.

وقال غاريد فارانيلي، نائب رئيس المبيعات الأميركية في شركة سافينو ديل بيني للخدمات اللوجستية: «هناك بعض الالتباس حول ما قاله ترامب في منشوراته على مواقع التواصل الاجتماعي حول موعد بدء تطبيق الرسوم الجمركية وما ورد في الأمر التنفيذي».

وأضاف: «منشورات مواقع التواصل الاجتماعي لا تُعدّ قانونًا بشأن تعليق وزيادة الرسوم الجمركية. مع التغييرات المستمرة في اللوائح، يواجه جميع سماسرة الجمارك في قطاعنا مهمة صعبة».

وعلى الرغم من أن ترامب قال عدة مرات إن التعريفات الجمركية سارية المفعول ويتم تحصيلها، فإن شركات الشحن الأميركية تقول إنها لم تدفع معدل التعريفة الجمركية الأعلى على حاوياتها، والتي وصل بعضها في وقت متأخر من أمس، وفق «سي إن بي سي».

ويقول ديواردريك ماكنيل، المدير الإداري وكبير محللي السياسات في لونغفيو غلوبال، والمتخصص في التجارة الدولية والدفاع، إن الأخطاء تحدث بالفعل، لكن توقيتها غير موفق، وسيؤدي إلى المزيد من التساؤلات حول قدرة الجمارك على مواكبة وتيرة الرسوم الجمركية.

تعقيد أكبر

وأضاف ماكنيل: «سواءً وافقتم على السياسة أم لا، عليكم أن تسألوا: هل لدينا القدرة على تنفيذها بهذه السرعة؟ قد يكون هذا الخلل مؤشرًا على حاجتنا إلى مزيد من الوقت. يبدو من الغريب أن يحدث هذا في هذا الوقت. هذا يُفاقم فوضى السياسات بالنسبة للجهة المُنفِّذة».

وللحفاظ على استمرارية حركة الشحن، تطلب الجمارك من الشركات دفع الرسوم والتعريفات الجمركية خلال 10 أيام من الإفراج عن الشحنة للجمارك، وهو الوقت الذي تتوقع فيه أن يتم إصلاح الخلل.

وقال ماكنيل: «إنها فوضى بكل بساطة. لا أعتقد أنها ستُبطئ حركة البضائع، لكنها ستزيد الإجراءات الورقية على الشركات الأميركية التي تعاني تداعيات الرسوم الجمركية. وستحتاج هذه الشركات إلى إعادة تقديمها لاحقًا. ستتدفق التجارة ولكن بتعقيد أكبر».

وتعمل الولايات المتحدة حالياً على إجراء مفاوضات مع أكثر من 75 دولة بشأن صفقات التعريفات الجمركية التي قال ترامب إنها ستكون مصممة لتناسب كل دولة.

قلق في قطاع الأعمال

وتأتي حالة عدم اليقين عند نقاط الدخول الجمركية في سياق قلق أكبر بكثير في قطاع الأعمال.

وقال ريك وولدينبيرج، الرئيس التنفيذي لشركة (Learning Resources)، وهي شركة ألعاب تعليمية منذ 3 أجيال وتصنع منتجاتها في الصين، إن الشركة كان من المقرر أن تتوسع هذا العام من خلال بناء مبنى جديد، لكنه الآن يوقف التوسع، ويراجع البيانات المالية لشركته لمعرفة أين يمكن إجراء التخفيضات.

فولدنبرغ توقع اضطراباً هائلاً، مضيفاً أن هذه الإجراءات وُضعت دون اهتمام يُذكر بالتفاصيل ما يدمر الأعمال والاقتصاد بشكل كامل.