ويتغّير متوسط مدة هذه الغيابات، بشكل واضح، وتكون بغالبيتها العظمى على شكل توقف عن العمل، وهناك 46% من هذا التغيّب يدوم بين 6 و 15 يوماً.
وأوضح كميل موس الذي شارك في المسح أن نسبة التوقف عن العمل بسبب مرض بسيط يستمر بضعة أيام أو مرض خطير يتطلب عدة أسابيع من التوقف آخذة في الانخفاض.
وأوضح أنه لفهم تطور مدة هذه الغيابات، لا بدّ من النظر إلى تطور طبيعة المرض. ولفترة طويلة، كانت الاضطرابات العضلية الهيكلية، السبب الرئيسي للتوقف، ثم تحوّلت إلى المركز الثاني وحل محلها التوقف بسبب اضطرابات القلق والاكتئاب.
وأضاف موس: بسبب الظروف الاقتصادية والاجتماعية المتوترة للغاية، يكون الموظفون أكثر عرضة للمخاطر النفسية والاجتماعية، والتي غالباً ما تؤدي إلى التوقف عن العمل لمدة عشرة أيام.
وفي عام 2022، عاد التغيّب عن العمل خاصة للمديرين التنفيذيين، علما بأن هذه الفئة من الموظفين كانت أقل ميلاً من غيرها للتغيب فارتفعت نسبة الذين تغيبوا منهم.
وأضاف موس: إن التغيّب يطال اليوم جميع الفئات الاجتماعية وجميع الأعمار، وذلك بسبب عدم التوازن بين الحياة المهنية والحياة الخاصة.
وارتفعت نسبة المديرين التنفيذيين الذين تغيبوا مرة واحدة على الأقل 34% بين عامي 2021 و2022.
وأظهر مسح سابق أن أصحاب المهن الأكثر عرضة للخطر، هم المعلمون والأطباء والممرضون والإداريون.
وتقول شركة بيكا روك إن المرض العقلي الحاد يؤدّي إلى التوقّف عن العمل لمدة 18 شهرا في المتوسّط، أي ضعف طول المدّة التي تستغرقها الأمراض الأخرى. وعلاوة عن ذلك، فإن فرص إعادة الاندماج في سوق العمل أقل بكثير مقارنة ببقية الأمراض، وتنتهي في غالبية الحالات بالتوقّف النهائي عن العمل. وعادة لا يتمكّن سوى نصف المتضررين من العودة إلى العمل، إذا استمرّ الغياب ستة أشهر.