logo
اقتصاد

إسبانيا تتفوق اقتصادياً في 2024.. السياحة والهجرة يقودان النمو

إسبانيا تتفوق اقتصادياً في 2024.. السياحة والهجرة يقودان النمو
سائح ينظر إلى واجهة عرض لمتجر للهدايا التذكارية في روندا، إسبانيا، في 28 يناير 2025المصدر: رويترز
تاريخ النشر:29 يناير 2025, 12:47 م

سجّل الاقتصاد الإسباني، في عام 2024، نمواً استثنائياً تجاوز نظيره في أوروبا والولايات المتحدة، مدفوعاً بازدهار قطاع السياحة وتدفق المهاجرين.

وبحسب «المعهد الوطني للإحصائيات» في إسبانيا (INE)، ارتفع الناتج المحلي الإجمالي بنسبة 3.2% العام الماضي، متجاوزاً توقعات «صندوق النقد الدولي» لنمو الاقتصاد الأميركي عند 2.8%، وبفارق كبير عن نمو منطقة اليورو البالغ 0.8%.

 كما بقي النمو قوياً في الربع الأخير من العام، مسجلاً ارتفاعاً سنوياً بنسبة 3.5%.

وفقاً لصحيفة «وول ستريت جورنال» الأميركية، يعود هذا الزخم الاقتصادي إلى حد كبير إلى حركة الأفراد، إذ ساهم تدفق العمال الأجانب في دعم قوة العمل، التي كانت ستتقلص لولا ذلك، فيما واصل قطاع السياحة ازدهاره.

ونما معدل توفير الوظائف، إذ ارتفعت معدلات التوظيف بنسبة 0.8% خلال الربع الأخير، وفقاً لبيانات المعهد.

وقال خافيير دياث-خيمينيث، أستاذ الاقتصاد في كلية إدارة الأعمال في «معهد الدراسات العليا للأعمال» (IESE): «ساهم العديد من المهاجرين، لا سيما في قطاعي السياحة والخدمات، في هذا النمو».

وأضاف أن الكثير من هؤلاء العمال يشغلون وظائف أساسية في قطاع الضيافة الإسباني، الذي يستقبل تدفقاً متزايداً من الزوار، وفقاً لما نقلته «وول ستريت جورنال».

أخبار ذات صلة

الأردن يوقع مذكرة تفاهم مع إسبانيا لتعزيز التعاون السياحي

الأردن يوقع مذكرة تفاهم مع إسبانيا لتعزيز التعاون السياحي

ازدهار السياحة الإسبانية

استقبلت إسبانيا نحو 94 مليون سائح خلال عام 2024، ما جعلها ثاني أكثر دولة زيارة في العالم بعد فرنسا.

وارتفع عدد السياح الوافدين بنسبة 10% مقارنة بالعام السابق، وهو ما يعادل تقريباً عدد سكان تركيا الذين يزورون بلداً أصغر من ولاية تكساس الأميركية.

ولا يزال البريطانيون يمثلون أكبر مجموعة من الزوار، مع تجاوز عددهم 17 مليوناً سنوياً، أي ما يقرب من ربع سكان المملكة المتحدة.

كما يسجل السياح من هولندا وأيرلندا حضوراً قوياً، فيما تشهد البلاد تزايداً في أعداد السياح القادمين من آسيا والولايات المتحدة، حيث يعد الأميركيون الفئة الأسرع نمواً بين الزوار.

فيما ساهمت عوامل جيوسياسية في ارتفاع إقبال السياح الأميركيين، إذ دفع الصراع في الشرق الأوسط العديد منهم إلى تفضيل إسبانيا على وجهات أخرى في البحر الأبيض المتوسط.

وبحسب منصة «إكسبيديا»، المتخصصة في حجوزات السفر والسياحة، ارتفعت عمليات البحث عن رحلات جوية من الولايات المتحدة إلى إسبانيا بنسبة 20% خلال عام 2024، ما يعكس اهتماماً متزايداً بالشواطئ الإسبانية والمدن التاريخية والمأكولات المحلية.

ومع ذلك، أدى هذا التدفق السياحي إلى تفاقم المخاوف بشأن الاكتظاظ وأزمة الإسكان في وجهات رئيسة مثل برشلونة وملقا والجزر الإسبانية.

أزمة إسكان بسبب السياح

تصاعدت الاحتجاجات المحلية ضد السياحة الجماعية، إذ خرج آلاف المواطنين في برشلونة اعتراضاً على ارتفاع أسعار السكن والضغط المتزايد على البنية التحتية.

ورداً على ذلك، أعلنت الحكومة المحلية عن خطط لإلغاء تراخيص الإيجارات قصيرة الأجل المخصصة للسياح بحلول عام 2028، في خطوة تهدف إلى إعطاء الأولوية لاحتياجات السكان المحليين.

وقال رئيس بلدية برشلونة، جاومي كولبوني: «إن توفير السكن لسكان المدينة هو أولويتنا».

ويؤكد المنتقدون أن ازدهار السياحة أدى إلى؛ تزايد عدم الاستقرار الوظيفي، وتدهور البيئة، وتوجيه الأموال العامة لخدمة المصالح الخاصة.

ورغم هذه التحديات، لا تزال السياحة توفر فرص عمل حيوية للعمالة المهاجرة المتزايدة في إسبانيا.

ووفقاً لدراسة أجراها باحثون في «جامعة برشلونة المستقلة»، فإن «العامل الإسباني العادي لم يعد راغباً في تولي هذه الوظائف، والتي أصبحت تُشغل بشكل أساسي من قبل المهاجرين».

أخبار ذات صلة

إسبانيا تُغرّم "بوكينغ" للحجوزات 446 مليون دولار بسبب قطاع الفنادق

إسبانيا تُغرّم "بوكينغ" للحجوزات 446 مليون دولار بسبب قطاع الفنادق

الهجرة ودعم الاقتصاد

يتمتع العمال الأجانب في إسبانيا بمعدلات مشاركة في سوق العمل أعلى من نظرائهم في الاقتصادات الرئيسة الأخرى في منطقة اليورو، بما في ذلك فرنسا وألمانيا وهولندا، وفقاً لتقرير صادر عن «بنك إسبانيا».

وبين عامي 2022 و2024، ساهمت الهجرة في نحو خمس النمو الاقتصادي للفرد في البلاد.

كما نمت أعداد السكان في إسبانيا بمقدار 500 ألف شخص في عام 2023، ليصل الإجمالي إلى 48.6 مليون نسمة، وهو ما كان سيشهد انخفاضاً لولا تدفق المهاجرين.

إلى جانب ذلك، تستفيد إسبانيا من روابط لغوية وثقافية قوية مع أميركا اللاتينية، التي تبقى المصدر الرئيس للمهاجرين الجدد، إضافة إلى جذبها عدداً كبيراً من المغتربين الأوروبيين، خاصة من إيطاليا والمملكة المتحدة، الذين يفضلون نمط الحياة والمناخ المعتدل.

توقعات بمواصلة النمو

يعزز كل من تدفق المهاجرين، وانخفاض تكاليف الطاقة، والاستخدام الاستراتيجي لصناديق التعافي الأوروبية، قدرة إسبانيا على الحفاظ على تفوقها الاقتصادي على بقية دول منطقة اليورو.

وعلى عكس العديد من الدول الأوروبية، تأثرت إسبانيا بدرجة أقل بأزمة الطاقة في عام 2022، نظراً لانخفاض اعتمادها على الغاز الروسي.

كما أن ما يقرب من نصف إنتاجها من الطاقة يأتي من مصادر متجددة، ما يعزز مكانتها في التحول إلى الاقتصاد الأخضر.

وقال رئيس الوزراء الإسباني، بيدرو سانشيز، خلال مؤتمر حول الطاقة الهيدروجينية في مدريد: «نحن ننمو بمعدلات تفوق أي دولة أخرى، وبطريقة أكثر استدامة من أي دولة أخرى»، مشيراً إلى أن استراتيجية بلاده في مجال الطاقة كانت محركاً رئيساً لهذا النمو.

ومع ذلك، أشارت «وول ستريت جورنال»، إلى أن تغير المناخ يشكل تهديداً طويل الأجل لاقتصاد إسبانيا القائم على السياحة، فقد تؤدي درجات الحرارة المرتفعة والظواهر الجوية المتطرفة إلى تقليل أعداد الزوار في المستقبل.

وقال دياث-خيمينيث: «قد يؤدي تغير المناخ إلى تباطؤ التدفقات السياحية».

لكن في الوقت الحالي، تواصل إسبانيا تفوقها على جيرانها الأوروبيين، مدعومة بازدهار السياحة وتزايد أعداد المهاجرين، ما يعزز زخم نموها الاقتصادي.

logo
اشترك في نشرتنا الإلكترونية
تابعونا على
تحميل تطبيق الهاتف
جميع الحقوق محفوظة © 2024 شركة إرم ميديا - Erem Media FZ LLC