ينمو قطاع خدمات الأغذية في منطقة دول مجلس التعاون لدول الخليج العربية بنسبة 12.29% سنوياً ليصل بحلول العام 2030 إلى 109.9 مليار دولار مقارنة مع 61.5 مليار دولار أميركي متوقع في عام 2025، وذلك مع تسارع التحولات الاقتصادية والاجتماعية في دول المنطقة، بحسب موقع «موردر إنتلجنس» (Mordor Intelligence) المتخصص بأبحاث السوق.
وبحسب الموقع، يعكس الطلب المتزايد على خدمات الأغذية، مدفوعاً بتغييرات في أنماط الاستهلاك، والاهتمام المتزايد بالتجارب الغذائية المتنوعة، فضلاً عن الاستثمارات المتنامية في القطاع.
تدعم عوامل متعددة النمو المتوقع في هذا القطاع، أهمها تفضيلات المستهلكين والابتكار الرقمي، إلى جانب أن 40% من سكان المنطقة يتناولون الطعام خارج المنازل بشكل متكرر على أساس أسبوعي، ما يعكس ثقافة تناول الطعام خارج المنزل القوية.
وأحدث دمج التكنولوجيا في القطاع ثورة في عملية الطلب، حيث تعمل منصات التوصيل الرئيسة على تحسين عروض خدماتها من خلال ميزات مثل الأكياس الحرارية التي تضمن وصول الطعام ساخناً، وضمانات التوصيل في غضون 30 دقيقة، وخيارات الدفع دون تلامس.
وأدت زيادة شعبية الأطباق التقليدية والعالمية القائمة على اللحوم إلى ظهور قوائم هجينة تجمع بين النكهات المحلية وتقنيات الطهي العالمية، وهو ما يتجلى بشكل خاص في العدد المتزايد من المطاعم التي تقدم أطباقاً متنوعة.
وتهيمن مطاعم الخدمة الكاملة على سوق خدمات الطعام في دول مجلس التعاون الخليجي، إذ استحوذت على حصة سوقية تبلغ حوالي 47% في عام 2024.
ويدعم الأداء القوي للقطاع أيضاً النشاط السياحي المتزايد والإنفاق الاستهلاكي المتزايد على الطعام في جميع أنحاء دول مجلس التعاون الخليجي.
ويعزى نمو القطاع أيضاً إلى العدد المتزايد من مؤسسات تناول الطعام الفاخرة، وخاصة في دول مثل الإمارات العربية المتحدة والمملكة العربية السعودية، حيث يوجد طلب قوي على تجارب تناول الطعام عالية الجودة.
برزت ثقافة القهوة والمقاهي كتوجه مهم في قطاع خدمات الطعام في دول مجلس التعاون الخليجي، وخاصة في الإمارات حيث وصل استهلاك القهوة إلى مستويات ملحوظة مع استهلاك أكثر من ستة ملايين كوب يومياً وإنفاق 630 مليون دولار أميركي سنوياً على القهوة.
وقد أدى هذا النمو إلى انتشار سلاسل القهوة العالمية والمقاهي المتخصصة المحلية، حيث يقدم كل منها تجارب فريدة ومنتجات متميزة، وتستضيف دبي وحدها أكثر من 13 ألف مقهى ومطعم، تخدم ما يقدر بنحو 3.5 مليون نسمة، ما يسلط الضوء على كثافة السوق وقدرتها التنافسية.
يمثل صعود المطابخ السحابية تحولاً ثورياً في نموذج تشغيل خدمات الطعام في المنطقة، ويتجلى هذا التحول بشكل خاص في الكويت، حيث أدى انتشار الإنترنت العالي الذي يصل إلى 99% من السكان (حوالي 4.31 مليون مستخدم) إلى خلق بيئة مثالية لخدمات الطعام الرقمية.
وأدى نجاح منصات مثل «طلبات» و«ديليفرو» و«جيت دكان» إلى إنشاء نظام بيئي قوي للمطابخ السحابية، ما مكنها من خدمة علامات تجارية متعددة من موقع واحد مع الحفاظ على الجودة والكفاءة في إعداد الطعام وتوصيله.
ويشهد قطاع المطابخ السحابية نمواً ملحوظاً في سوق خدمات الطعام في دول مجلس التعاون الخليجي، ومن المتوقع أن يتوسع بمعدل نمو سنوي مركب يبلغ حوالي 16% من عام 2024 إلى عام 2029.
شكلت مطاعم الخدمة السريعة في قطر حصة بلغت 42% من إجمالي منافذ تقديم الطعام في الدولة، وقد استثمرت قطر بكثافة في صناعة السياحة، ما أدى إلى زيادة عدد الزوار إلى البلاد، وغالباً ما يبحث السياح عن خيارات تناول طعام مريحة وسريعة، ما يجعل مطاعم الخدمة السريعة خياراً شائعاً.
ووصل إجمالي الإنفاق السياحي في قطر إلى 40 مليار ريال قطري (11 مليار دولار أميركي) خلال عام 2024، بينما ارتفع عدد الزوار إلى 5 ملايين و 76 ألف زائر، بزيادة 25% عن عام 2023 الذي سجل 4 ملايين و 46 ألف زائر.
تهيمن المطاعم المستقلة التي تنتمي إلى أفراد أو شركات صغيرة، ولا تتبع علامة تجارية عالمية، على سوق خدمات الطعام في دول مجلس التعاون الخليجي، حيث استحوذت على حصة سوقية بلغت حوالي 60% في عام 2024.
وقد تبنت المطاعم المستقلة التي تقدم المأكولات الشرق أوسطية والصينية والإيطالية والآسيوية بشكل خاص التأثيرات الثقافية، مما يجعلها جذابة للغاية لكل من السكان المحليين والزوار.
شهدت سلاسل المطاعم الدولية مثل ماكدونالدز (McDonald's)، كنتاكي (KFC)، ستاربكس (Starbucks)، وبيتزا هت (Pizza Hut) توسعاً ملحوظاً، خاصة في السعودية.
ومن المتوقع أن يُظهِر قطاع المطاعم المتسلسلة نمواً قوياً بنحو 13% خلال الفترة المتوقعة 2024-2029. ويعود هذا النمو في المقام الأول إلى التوسع السريع للسلاسل الدولية في جميع أنحاء المنطقة.
يتوقع أن يشهد قطاع الضيافة النمو الأسرع في سوق خدمات الأغذية بدول الخليج خلال الفترة 2024-2029، بمعدل نمو سنوي مركب يصل إلى 11%. ويعود هذا النمو إلى التوسع الكبير في قطاع الضيافة، مدفوعاً بخطط طموحة لتطوير الفنادق، لا سيما في السعودية التي تسعى لإضافة سعة ضخمة لغرف الفنادق بحلول عام 2030.
يعزز انتشار المطاعم الفاخرة داخل الفنادق من تجربة تناول الطعام، حيث أصبحت بوفيهات العشاء والمطاعم المتخصصة وجهة مفضلة للسكان المحليين والسياح على حد سواء.
تُظهر أسواق خدمات الأغذية في دول مجلس التعاون الخليجي تنوعاً ونمواً ملحوظاً، حيث هيمنت السعودية بحصة سوقية تبلغ 50% في 2024، مدفوعةً بتأثير التركيبة السكانية الشابة التي يفضل 85% منها تناول الطعام خارج المنزل.
شهدت المملكة توسعاً في سلاسل المطاعم، مع ازدهار خدمات التوصيل التي نمت بنسبة 460% في العام نفسه مدفوعة بانتشار المطابخ السحابية.
أما الإمارات، فهي السوق الأكثر ديناميكية بمعدل نمو سنوي متوقع يبلغ 17% بين 2024 و2029، مدعوماً بسكانها المتنوعين (89% مغتربين) ووجود أكثر من 13,000 مطعم ومقهى.