الثلاثاء 14 يناير 2025 ص
مع تصاعد المخاوف من اندلاع حرب تجارية ذات آثار عالمية، تستعد كندا لاتخاذ إجراءات مضادة تجاه تهديدات الرئيس الأميركي دونالد ترامب بفرض رسوم جمركية بنسبة 25% على السلع الكندية فور توليه السلطة. هذه الخطوة، إذا ما نُفذت، قد تُعرض ملايين الوظائف الكندية للخطر.
أكدت وزيرة الخارجية الكندية، ميلاني جولي، أن كل الخيارات مطروحة، خلال مقابلة مع قناة «سي تي في نيوز» يوم الأحد 12 يناير.
وشددت جولي، التي تستعد للتوجه إلى واشنطن هذا الأسبوع للدفاع عن مصالح بلادها، على أن كندا قد تلوّح بقطع صادرات الطاقة إلى الولايات المتحدة إذا ما فرضت الإدارة الأميركية الرسوم الجمركية المرتقبة.
وفي مقابلة أخرى مع شبكة «إم إس إن بي سي»، قال رئيس الوزراء الكندي المنتهية ولايته، جاستن ترودو، بشكل صريح: «لا أحد في الولايات المتحدة يريد دفع 25% إضافية على الكهرباء أو النفط أو الغاز المستورد من كندا. أعتقد أن على الجميع التفكير جيدًا في هذا الأمر».
ذكرت صحيفة «ذا غلوب آند ميل» أن كندا تدرس فرض رسوم انتقامية على مجموعة واسعة من المنتجات الأميركية، تشمل عصير البرتقال، والأدوات الخزفية مثل المراحيض والأحواض، وبعض منتجات الصلب. كما أشار موقع «سي إن إن» إلى أن القائمة قد تشمل أيضًا المشروبات الكحولية وأغذية الحيوانات الأليفة.
وفي خطوة تصعيدية، هدد رئيس وزراء أونتاريو، دوغ فورد، بقطع الكهرباء عن 1.5 مليون منزل في ولايات نيويورك وميشيغان ومينيسوتا. وأضاف فورد أن رؤساء الوزراء الكنديين العشرة سيُرسلون وفدًا إلى واشنطن في 12 فبراير لعقد لقاءات مع أعضاء الكونغرس بهدف الضغط على إدارة ترامب.
بحسب صحيفة «لا برس»، فإن نحو مليوني وظيفة كندية تعتمد على الصادرات إلى الولايات المتحدة قد تتأثر بالرسوم الجمركية الأميركية. وتشمل القطاعات الأكثر عرضة للخطر: قطاع النفط، النقل عبر خطوط الأنابيب، تصنيع المعادن، وصناعة معدات النقل.
وتعتمد كندا بشكل كبير على الولايات المتحدة في تجارتها، حيث تشير «الموسوعة الكندية» إلى أن نحو 75% من صادرات كندا تتجه جنوبًا. ويبلغ حجم التبادل التجاري بين البلدين حوالي 1,000 مليار دولار كندي سنويًا (ما يعادل 680 مليار يورو).
قالت المحامية غريتا بيش، التي عملت سابقًا في مكتب الممثل التجاري الأميركي، لوكالة الصحافة الكندية إن ترامب قد يستند إلى قانون الطوارئ الوطنية لفرض رسوم جمركية بنسبة 25% على المنتجات الكندية. وأكدت أن هذه الخطوة تعد «سلاحًا جديدًا في ترسانة الحروب التجارية».
حذرت صحيفة «لو ديفوار» من أن تهديدات ترامب قد تقود إلى ركود اقتصادي حتمي، مع احتمال انكماش الناتج المحلي الإجمالي الكندي بنسبة 2.6%. من جهتها، نبهت شبكة «سي إن إن» إلى أن هذه الحرب التجارية قد تتسبب في رفع أسعار العديد من السلع الاستهلاكية حول العالم، مما يضيف ضغوطًا اقتصادية على المستهلكين والشركات.
في ظل هذه التطورات، تبقى الأجواء مشحونة بين البلدين، مع مخاوف من تأثير هذه السياسات على الاقتصاد العالمي. الرد الكندي قد يكون نقطة تحول في العلاقات الاقتصادية بين أوتاوا وواشنطن، بينما يترقب العالم التداعيات المحتملة لهذه الحرب التجارية.
