توقّع مكتب «درويري» للاستشارات البحرية، اليوم الخميس، أن ينخفض حجم الشحن البحري العالمي للحاويات بنسبة 1% خلال عام 2025، في ظل السياسات التجارية التي تتبعها إدارة الرئيس دونالد ترامب، خاصة ما يتعلق بفرض رسوم جمركية واسعة النطاق.
وقالت الشركة، ومقرها لندن، إن هذا التراجع سيكون الثالث من نوعه في الطلب العالمي على النقل البحري بالحاويات منذ بدء تسجيل البيانات في عام 1979. وكانت أكبر الانخفاضات السابقة خلال الأزمة المالية في 2009 بنسبة 8.4%، وفي عام 2020 خلال جائحة «كوفيد-19» بنسبة 0.9%.
وتنص السياسات الجديدة للإدارة الأميركية على فرض رسوم جمركية عامة بنسبة 10% على معظم الواردات، مع فرض رسوم تصل إلى 145% على المنتجات الصينية، الأمر الذي قابله ردود فعل من بكين ودول أخرى فرضت رسوماً مضادة على البضائع الأميركية.
وجاء في عرض تقديمي لـ«درويري»: «في حال استمرار ثلثي هذه الرسوم الجمركية، فإن واردات الولايات المتحدة من الصين قد تنخفض بنسبة تصل إلى 40%». وتُعد الصين المورد الأبرز للولايات المتحدة في قطاعات السلع الاستهلاكية والمنتجات الصناعية والأثاث، ما يجعلها في قلب العاصفة التجارية.
وأشارت «درويري» إلى أن نقل خطوط الإنتاج الصينية إلى دول تفرض رسوماً أقل قد يعوّض جزئياً هذا التراجع، إذ قد ترتفع واردات أميركا من هذه الدول بنسبة تصل إلى 15%. وحذّر اقتصاديون من أن السياسات التجارية التي ينتهجها ترامب تهدد بدفع الاقتصاد الأميركي، الأكبر عالمياً، نحو الركود، مع احتمال انتقال آثار هذا التباطؤ إلى اقتصادات أخرى حول العالم.
وكان صندوق النقد الدولي قد حذّر في وقت سابق من هذا الأسبوع من أن الاقتصاد العالمي سيشهد تباطؤاً ملحوظاً في الأشهر المقبلة، مع بدء تأثير الرسوم الجمركية المرتفعة التي فرضها ترامب على مختلف الشركاء التجاريين للولايات المتحدة.
وفي السياق نفسه، أعلنت شركة «هاباغ-لويد» الألمانية للشحن أن عملاءها ألغوا 30% من الشحنات المقررة من الصين إلى الولايات المتحدة، بسبب التوترات المتصاعدة بين أكبر اقتصادين في العالم. كما توقعت «الرابطة الوطنية لتجار التجزئة» في الولايات المتحدة، التي تضم كبرى الشركات مثل «وولمارت» و«تارغت»، أن تتراجع واردات الحاويات الأميركية بنسبة لا تقل عن 20% على أساس سنوي خلال النصف الثاني من 2025، نتيجة تعليق العديد من الشركات طلبياتها من الصين.
ويستقبل ميناء لوس أنجلوس، الأكثر نشاطاً في الولايات المتحدة، عدداً كبيراً من الحاويات الصينية، وقد حذّر مديره التنفيذي من أن أحجام الواردات قد تبدأ في التراجع اعتباراً من مايو.