انخفضت الأرباح الصناعية في الصين 10% في شهر أكتوبر مقارنة بالعام الماضي، في إشارة أخرى إلى أن إجراءات التحفيز التي اتخذتها بكين لم تنجح بعد في عكس اتجاه الانخفاض بأرباح الشركات.
يمثل هذا الشهر الثالث على التوالي من انخفاض الأرباح، بعد انخفاض 27.1% على أساس سنوي في شهر سبتمبر، وهو أكبر انخفاض منذ شهر مارس 2020 "بدء جائحة كوفيد"، وتعد الأرباح الصناعية مقياساً رئيساً للصحة المالية للمصانع والشركات في الصين.
تشير البيانات الأخيرة إلى أن إجراءات التحفيز الأخيرة التي اتخذتها بكين ساعدت بالفعل بعض قطاعات الاقتصاد، ولكن ليس بما يكفي لتعويض الضغوط الانكماشية المستمرة، وسط توقعات بتفاقم الضغوط مع بداية ولاية ترامب.
قالت الهيئة الوطنية للإحصاء في بيان اليوم الأربعاء، إن أرباح الشركات الصناعية في الصين انخفضت 4.3% خلال الأشهر العشرة الأولى من العام مقارنة بالعام الماضي، وكان ذلك مقارنة بانخفاض 3.5% خلال الفترة حتى شهر سبتمبر.
عزا مكتب الإحصاء الانخفاض الطفيف في شهر أكتوبر إلى تنفيذ تدابير التحفيز التي اتخذتها بكين، وقال يو وينينغ، الإحصائي في المكتب الوطني للإحصاء: «أظهرت معظم الصناعات تحسناً في الربحية مقارنة بالشهر السابق، وخاصة بفضل قطاع المعدات والتصنيع عالي التقنية».
وقال وينينغ: «إن التباطؤ في تراجع الأرباح الصناعية يعكس استقراراً تدريجياً في الظروف الاقتصادية الصينية، وإن كان عند قاعدة منخفضة».
قال وينينغ: «الاتجاه الحالي تزامن مع درجة من الطلب لمرة واحدة حيث سارع المصدرون المحليون إلى إرسال شحناتهم إلى الولايات المتحدة قبل الرسوم الجمركية المرتفعة المتوقعة»
ويتوقع أن يكون للدعم المالي الإضافي من بكين العام المقبل تأثير أكثر أهمية في رفع أرباح الشركات، وفقاً لوينينغ.
سجلت الشركات المملوكة للدولة انخفاضاً في الأرباح بـ8.2% في الفترة من يناير إلى أكتوبر، في حين شهدت الشركات الخاصة انخفاضاً في الأرباح قدره 1.3%.
شهدت الشركات الصناعية الأجنبية، والتي تشمل تلك التي لديها استثمارات من هونغ كونغ وماكاو وتايوان، ارتفاعاً طفيفاً في الأرباح بـ0.9% في الأشهر العشرة الأولى، مقارنة بالعام الماضي.
سجل الإنتاج الصناعي في البلاد نمواً أبطأ من المتوقع، ومن بين استثمارات الأصول الثابتة، انخفض الاستثمار العقاري 10.3% خلال العام حتى شهر أكتوبر، وهو انخفاض أكثر حدة من الانخفاض الذي بلغ 10.1% خلال الفترة حتى شهر سبتمبر.
ارتفع مؤشر أسعار المستهلك في الصين في شهر أكتوبر بوتيرة أبطأ من المتوقع، حيث ارتفع 0.3% مقارنة بالعام الماضي، مسجلاً أبطأ ارتفاع منذ يونيو.
وفي الوقت نفسه، انخفض مؤشر أسعار المنتجين 2.9% على أساس سنوي؛ ما يشير إلى تعمق الانكماش من الانخفاض بـ2.8% في الشهر السابق.
من المقرر أن تصدر الصين مؤشر مديري المشتريات التصنيعي الرسمي لشهر نوفمبر يوم السبت، وتشير القراءة فوق 50 إلى التوسع في النشاط، في حين أن القراءة تحت هذا المستوى تشير إلى الانكماش.
من المتوقع أن يسجل المؤشر الرسمي لمديري المشتريات 50.3، وفقاً لاستطلاع خبراء الاقتصاد، وهو توسع أكبر قليلاً من 50.1 في شهر أكتوبر.
سجل ثاني أكبر اقتصاد في العالم أبطأ وتيرة نمو له في الربع الثالث منذ أوائل عام 2023، حيث عانى من ضعف الاستهلاك المحلي وتراجع سوق الإسكان فترة طويلة.
منذ أواخر سبتمبر، كثفت السلطات الصينية إعلانات التحفيز لدعم الاقتصاد المتعثر وتحقيق هدف النمو الذي حددته الحكومة بنحو 5%.