«أوبك+» تتجه لتمديد اتفاق الإنتاج في اجتماع الأحد المقبل
تحوم أسعار النفط خلال تعاملات اليوم الأربعاء، قرب مستويات تسوية أمس، وسط حالة عدم يقين بشأن اتجاه السوق في ظل عدد من المعطيات المتناقضة التي تشد مسار الأسعار في اتجاهها، مع استمرار آليات العرض والطلب كمحدد رئيس في تحديد توقعات سعر النفط الخام اليوم وغداً.
حاصرت أسعار النفط أربعة محركات رئيسة بدءاً من توقعات قرار «أوبك+» بشأن تمديد خفض الإنتاج الطوعي، مروراً بالتوصل لاتفاق وقف القتال في جنوب لبنان بين إسرائيل وحزب الله، إضافة إلى معضلة فرض رسوم على واردات النفط الكندية التي تعتمد عليها واشنطن، نهاية بمخزونات النفط الأميركية.
ارتفعت أسعار النفط خلال التعاملات المبكرة اليوم، بصورة طفيفة؛ إذ يستمر تقييم المتداولين للتأثير المحتمل لاتفاق وقف إطلاق النار بين إسرائيل وحزب الله وقبل صدور البيانات الرسمية للمخزونات، إضافة إلى اجتماع «أوبك+» يوم الأحد المقبل.
ارتفعت العقود الآجلة لخام برنت تسليم فبراير 2025 بحوالي 0.15 دولار للبرميل أو ما يعادل 0.1% وصولاً إلى مستويات 72.5 دولار للبرميل بحلول الساعة 6:30 صباحاً.
بالمقابل، صعدت العقود الآجلة لخام غرب تكساس الوسيط الأميركي تسليم شهر يناير، بحوالي 0.3 دولار في البرميل أو ما يعادل 0.2% وصولاً إلى مستويات قرب 69 دولاراً في البرميل.
انخفضت أسعار النفط عند التسوية أمس الثلاثاء لتستمر الخسائر من جلسة أول أمس، في معاملات متقلبة بعد أن وافقت إسرائيل على اتفاق لوقف إطلاق النار مع لبنان، ما قلص علاوة المخاطر المتعلقة بالنفط.
عند نهاية تعاملات أمس، تراجعت أسعار العقود الآجلة لخام برنت القياسي تسليم يناير 2025 بـ0.25% أو ما يعادل 0.2 دولار وصولاً إلى مستويات 72.81 دولار للبرميل.
في الوقت ذاته، انخفضت أسعار العقود الآجلة لخام غرب تكساس الأميركي الوسيط الأميركي تسليم يناير 2025 بـ0.25% ما يعادل 0.2 دولار عند 68.77 دولار للبرميل.
تتجه «أوبك+» إلى تأجيل إضافي لزيادة في إنتاج النفط كان مقرراً أن تبدأ في يناير، وذلك في الاجتماع المقرر يوم الأحد المقبل؛ إذ تناقش المجموعة اتخاذ قرار بشأن سياسة الإنتاج خلال الأشهر الأولى من 2025.
وتضخ المجموعة نحو نصف النفط العالمي وكانت تخطط للتراجع تدريجياً عن تخفيضات إنتاج النفط مع الإقدام على زيادات صغيرة على مدى عدة أشهر في عامي 2024 و2025، لكن تباطؤ الطلب الصيني والعالمي وارتفاع الإنتاج خارج المجموعة قوضا هذه الخطة.
قال بنك «غولدمان ساكس»، بحسب مذكرة نشرتها وسائل إعلام أميركي،: «إن إنتاج النفط الخام لدى العراق وكازاخستان وروسيا انخفض امتثالاً لتخفيضات إنتاج مجموعة أوبك+؛ مما يدعم بعض الارتفاع لأسعار برنت في الأمد القريب».
ورجح أن تمدد السعودية تخفيضات إنتاج النفط حتى أبريل 2025 بدلاً من يناير بسبب تراجع الأسعار في الآونة الأخيرة، وأبقى على توقعاته لمتوسط سعر خام برنت لعام 2025 عند 76 دولاراً للبرميل.
أظهرت بيانات مخزونات النفط الخام الأولية، والتي صدرت في ساعة متأخرة من مساء أمس الثلاثاء، انخفاضاً حاداً غير متوقع لمخزونات النفط الخام الأميركية في إشارة إلى تعافي الطلب لدى أكبر مستهلك للنفط في العالم.
وفقاً لبيانات معهد البترول، فإن مخزونات النفط الأميركية هبطت بمقدار 5.9 مليون برميل خلال الأسبوع الماضي، مقابل التوقعات بارتفاعها بنحو 250 ألف برميل.
كانت بيانات المخزون الأولية قد أظهرت ارتفاعاً فاق التوقعات في الأسبوع قبل الماضي حينما ارتفعت بنحو 5 ملايين برميل دفعة واحدة، ولفتت إلى انخفاض المخزونات في مركز تسليم «كوشينغ»، أكبر مركز تخزين في الولايات المتحدة، بمقدار 734 ألف برميل.
أوضح المعهد أن مخزونات البنزين ارتفعت 1.8 مليون برميل خلال الأسبوع المنتهي في 22 نوفمبر، في الوقت ذاته كشفت البيانات عن ارتفاع مخزون المقطرات -يشمل الديزل وزيت التدفئة- بأكثر من 2.5 مليون برميل.
أثارت الرسوم الجمركية التي أعلن عنها ترامب المخاوف من أن تشمل النفط الخام؛ إذ قال الرئيس الأميركي المنتخب إنه سيفرض رسوماً جمركية بـ25% على جميع المنتجات القادمة إلى بلده من المكسيك وكندا.
وتذهب الغالبية العظمى من صادرات كندا من النفط الخام البالغة أربعة ملايين برميل يومياً إلى الولايات المتحدة، وهو يختلف عن الأنواع التي تنتجها الولايات المتحدة.
وقال معهد البترول الأميركي في بيان أمس، إن الإبقاء على تدفق منتجات الطاقة عبر الحدود من المكسيك وكندا أمر ضروري.