واشنطن تريد عودة المصانع للولايات المتحدة
الصين تريد سلسلة من الإجراءت قبل المحادثات
دخل العالم حالة هدوء مؤقت عقب تحول مفاجئ في نبرة الرئيس الأميركي دونالد ترامب المتشددة بشأن التعريفات الجمركية والتي كلفت الأسواق العالمية خسائر تخطت الـ6 تريليونات دولار.
في غضون ذلك، اشترط الرئيس الأميركي لإنهاء حرب الرسوم المتبادلة والتعريفات الانتقامية، شرطاً واحداً على بكين هو الشرط ذاته الذي وضعته بكين، خفض التعريفات والرسوم قبل التفاوض.
ويبدو أن الخلاف الحالي الوحيد بين أقوى اقتصادين في العالم يدور حول من سيبدأ التخفيضات ليتبعه الآخر!.
قالت المتحدثة باسم البيت الأبيض كارولين ليفيت اليوم الخميس، إن الولايات المتحدة لن تطبق تخفيضات التعريفات الجمركية أحادية الجانب المفروضة على الصين.
وأضافت أن الرئيس أكد حاجة الصين إلى إبرام اتفاق مع الولايات المتحدة الأميركية، و«حين يستمر هذا الوضع، يعود الأمر للرئيس بتحديد معدل الرسوم الجمركية على الصين».
ولفتت، في بيان للبيت الأبيض، إلى حاجة الولايات المتحدة إلى رؤية خفض التعريفات الجمركية والحواجز التجارية غير النقدية من جانب الصين.
في الثاني من أبريل الحالي، بدأ الرئيس الأميركي دونالد ترامب حرباً تجارية بفرض رسوم جمركية على جميع السلع الصينية 54%، ومنذ ذلك الحين، ردّت بكين بالمثل، متعهدةً بالمضي قدماً حتى النهاية.
بعد أيام قليلة، رفع ترامب الرسوم الجمركية على السلع الصينية إلى 145%، بينما رفعت بكين الرسوم الجمركية على السلع الأميركية إلى 125%.
مؤخرا، صرّح البيت الأبيض بأنه ردًا على الرسوم الصينية، ستواجه بكين رسوماً جمركية على الواردات الأميركية قد تصل إلى 245%.
تبادلت بكين وواشنطن اتهامات بممارسات تجارية غير عادلة خلال اجتماع غير رسمي لمجلس الأمن التابع للأمم المتحدة أمس الأربعاء، وسط تصاعد حربهما التجارية وفي إطار مساعي كل منهما لتصوير الآخر كطرف يمارس الاستقواء على العالم.
طلبت بكين عقد الاجتماع لمناقشة تأثير الاستقواء والسياسات الأحادية على العلاقات الدولية في إطار سعيها إلى موقف متشدد تجاه واشنطن بعدما فرض الرئيس الأميركي دونالد ترامب رسوماً جمركية مرتفعة على السلع الصينية.
كما فرض رسوماً جمركية شاملة بـ10% على الواردات، ورسوماً أعلى على الصلب والألمنيوم والسيارات، وهي خطوة قال مبعوث الصين لدى الأمم المتحدة فو كونغ إنها تضع مصالح الولايات المتحدة فوق المصلحة المشتركة للمجتمع الدولي.
بالمقابل، وصفت واشنطن الاجتماع الذي طلبته بكين بأنه مناورة استعراضية تفتقر إلى الجوهر والمصداقية، واتهمت ممثلة الولايات المتحدة تينغ وو الصين باتباع ممارسات تجارية أحادية الجانب وغير عادلة تضر باقتصادات السوق حول العالم.
أكد وزير الخزانة الأميركي سكوت بيسنت أمس، وجوب انخفاض الرسوم الجمركية المرتفعة بين الولايات المتحدة والصين قبل استئناف المفاوضات التجارية.
وأكد للصحفيين، على هامش الاجتماعات السنوية لصندوق النقد والبنك الدوليين، أن تقليل التوتر أمر ضروري لأكبر اقتصادين في العالم لإعادة التوازن إلى علاقاتهما التجارية.
وأضاف: «أعتقد أن خفض الرسوم يجب أن يحدث؛ لأنه مرة أخرى لا يعتقد أي من الجانبين أن هذه مستويات مستدامة. ومثلما ذكرت هذا يعادل حظراً، والانقطاع في التجارة بين البلدين لا يخدم مصلحة أي طرف».
في مفاجأة غير متوقعة، وفي ظل هذه الأحداث الملتهبة، دعا ترامب الصين إلى الاتصال به لبدء المفاوضات لحل النزاع التجاري بين أكبر اقتصادين في العالم.
قالت الصين إنها تريد رؤية سلسلة من الإجراءات من إدارة ترامب قبل الموافقة على محادثات تجارية مع الولايات المتحدة.
في المقابل أعلن ترامب أن الرسوم الجمركية على السلع الصينية ستنخفض بشكل كبير، لكنه أشار إلى أنها لن تُلغى بالكامل.
وعد ترامب بأنه سيكون لطيفا للغاية في المفاوضات مع الصين وبأن الرسوم الجمركية على السلع الواردة منها ستنخفض بشكل كبير بعد التوصل إلى اتفاق، ولكن ليس إلى الصفر.
قال وزير الخزانة الأميركي سكوت بيسنت، أمس، إن الرسوم الجمركية المفروضة بين الولايات المتحدة والصين غير مستدامة، ومن الممكن خفضها قبل بدء مفاوضات تجارية.
في الوقت ذاته، لا يزال الحذر قائماً؛ إذ أكد وزير الخزانة الأميركي أن الرئيس دونالد ترامب لن يخفض الرسوم الجمركية على الواردات الصينية من جانب واحد؛ ما يعني أن عودة التصعيد أمر محتمل، وهو ما يوفر بيئة خصبة لارتفاع أسعار الذهب.