ضعف العملة يمنع «المركزي الصيني» من خفض الفائدة
الأسواق تراهن على تحفيز جديد لتحقيق هدف النمو
أبقت الصين، صباح اليوم الاثنين، أسعار الفائدة على القروض مستقرة، دون تغيير، في الوقت الذي ترفع فيه الحرب التجارية المتصاعدة بين واشنطن وبكين رهانات المتداولين على تحفيز جديد من السلطات الصينية.
جاء قرار بنك الصين، بينما يشعر صناع السياسات النقدية في البلاد، بالقلق إزاء ضعف اليوان الصيني وتقلص هوامش الفائدة لدى المقرضين؛ ما يحد من نطاق تخفيف السياسة النقدية ويعوق خفض الفائدة.
أبقى البنك المركزي الصيني اليوم، على أسعار الفائدة المرجعية للإقراض ثابتة للشهر السادس على التوالي، بما يتماشى مع توقعات السوق، حيث يبدو أن البنك المركزي يركز على استقرار اليوان وسط التوترات التجارية مع الولايات المتحدة.
◄ قرر البنك المركزي الصيني الإبقاء على سعر الفائدة الأساسي للقرض لمدة عام واحد عند 3.1%.
◄ ظل سعر الفائدة الأساسي للقرض لمدة خمس سنوات دون تغيير عند 3.6%.
◄ يبلغ سعر إعادة الشراء لمدة سبعة أيام حالياً 1.5%، وقد خُفِّض آخر مرة بواقع 20 نقطة أساس في سبتمبر.
خففت بيانات النمو الاقتصادي الأقوى من المتوقع في الربع الأول الحاجة الملحة إلى التيسير النقدي الفوري حتى مع رهان الأسواق على المزيد من التحفيز في الأشهر المقبلة للحفاظ على النمو على مستوى متوازن وسط حرب تجارية متصاعدة بين الصين والولايات المتحدة.
وسجل الناتج المحلي الإجمالي للصين نموا بـ5.4% في الربع الأول، متجاوزاً التوقعات، لكن الأسواق تخشى من تباطؤ حاد العام المقبل حيث تشكل سياسات التعريفات الجمركية الأميركية أكبر خطر على القوة الآسيوية منذ عقود.
في الوقت ذاته فإن بيانات التصدير لم تتمكن بعد من التقاط تأثير الرسوم الجمركية الأميركية المرتفعة حيث قامت العديد من المصانع بتحميل طلبياتها مقدماً للتغلب على الرسوم.
كما خفضت مجموعة من البنوك الاستثمارية العالمية توقعاتها للنمو الاقتصادي في الصين العام الجاري وتوقعت اتخاذ المزيد من إجراءات التيسير النقدي لدعم الاقتصاد.
تداول اليوان الصيني مستقراً عند 7.2995 يوان مقابل الدولار في التعاملات المبكرة اليوم، في حين ارتفع اليوان في التعاملات بالخارج بشكل طفيف إلى 7.2962 مقابل الدولار.
ويؤثر معدل الفائدة على القروض العقارية لمدة عام واحد على قروض الشركات ومعظم قروض الأسر في الصين، بينما يُعد معدل الفائدة على القروض العقارية لمدة خمس سنوات معياراً لأسعار الفائدة على القروض العقارية.
في غضون ذلك حافظ بنك الشعب الصيني (البنك المركزي) على معدل الفائدة على القروض العقارية ثابتاً منذ أكتوبر العام الماضي.
يشكل انخفاض التضخم والتحديات الخارجية القوية في ظل تصاعد تهديدات الرسوم الجمركية مبرراً قوياً لتخفيف السياسة النقدية، إلا أن اعتبارات استقرار العملة قد تدفع بنك الشعب الصيني إلى الانتظار حتى يُخفّض الاحتياطي «الفيدرالي» الأميركي تكاليف الاقتراض.
وفرضت الولايات المتحدة رسوماً جمركية تصل إلى 145% على الواردات الصينية، في حين فرضت الصين رسوماً جمركية 125% على الواردات الأميركية.
كذلك ظلت أسعار المستهلك في ثاني أكبر اقتصاد عالمي ضمن منطقة الانكماش، حيث أظهرت قراءة مؤشر أسعار المستهلك في مارس انخفاض الأسعار 0.1% على أساس سنوي.
إلى ذلك انخفضت أسعار المنتجين 2.5% في مارس، مسجلةً بذلك الشهر التاسع والعشرين على التوالي في منطقة الانكماش، وشهدت أكبر انكماش لها منذ نوفمبر 2024.