حذرت الصين يوم الاثنين الدول من إبرام اتفاق اقتصادي مع الولايات المتحدة على حسابها، في تصعيد للهجتها ضمن حرب تجارية متصاعدة بين أكبر اقتصادين في العالم.
جاء ذلك بعد أنباء تفيد أن إدارة ترامب تستعد للضغط على الدول التي تسعى إلى خفض الرسوم الجمركية أو الإعفاءات من الولايات المتحدة للحد من التجارة مع الصين، بما في ذلك فرض عقوبات نقدية.
وقالت وزارة التجارة الصينية، صباح اليوم، في بيان إن بكين تعارض بشدة أي طرف يتوصل إلى اتفاق على حساب الصين، فيما أضافت الوزارة في بيانها: «سنتخذ إجراءات مضادة بطريقة حازمة ومتبادلة».
أعلنت وزارة التجارة الصينية أن الصين تحترم جميع الأطراف التي تسعى إلى حل خلافاتها الاقتصادية والتجارية مع الولايات المتحدة من خلال التشاور على قدم المساواة، لكنها ستعارض بشدة أي طرف يعقد صفقة على حساب الصين.
وقال متحدث باسم الوزارة، في تعليقه على أنباء عن استعداد إدارة ترامب للضغط على دول أخرى للحد من التجارة مع الصين مقابل إعفاءات جمركية من الولايات المتحدة، إن الصين: «ستتخذ إجراءات مضادة حازمة ومتبادلة إذا سعت أي دولة إلى إبرام مثل هذه الصفقات».
كما أضاف المتحدث «أساءت الولايات المتحدة استخدام الرسوم الجمركية على جميع شركائها التجاريين تحت شعار ما يسمى (التكافؤ)، وأجبرت جميع الأطراف على بدء ما يسمى بمفاوضات التعريفات الجمركية المتبادلة معها».
أكدت وزارة التجارة الصينية أن بكين عازمة وقادرة على حماية حقوقها ومصالحها، ومستعدة لتعزيز التضامن مع جميع الأطراف والدول كافة.
في إطار موقف متشدد، ستعقد بكين الأسبوع الجاري اجتماعا غير رسمي لمجلس الأمن التابع للأمم المتحدة لاتهام واشنطن بالتنمر وإلقاء ظلال على الجهود العالمية من أجل السلام والتنمية من خلال استخدام التعريفات الجمركية كسلاح.
وقام الرئيس الصيني شي جين بينغ الأسبوع الماضي بجولة عبر ثلاث دول بجنوب شرق آسيا في خطوة تهدف إلى تعزيز العلاقات الإقليمية، داعيا شركاء التجارة إلى معارضة التنمر أحادي الجانب.
قال شي في مقال نُشر في وسائل إعلام صينية، دون ذكر الولايات المتحدة: «لا رابح في الحروب التجارية وحروب الرسوم الجمركية».
عادت طائرة «بوينغ 737 ماكس» كانت مخصصة لشركة طيران صينية إلى الولايات المتحدة أمس في ظل تصاعد للحرب التجارية بين أكبر اقتصادين في العالم.
في الأسبوع الماضي، أمر ترامب بإجراء تحقيق للنظر في الحاجة إلى فرض رسوم جمركية جديدة محتملة على جميع واردات المعادن الأساسية الأميركية، في تصعيد كبير بنزاعه مع شركائه التجاريين العالميين ومحاولة للضغط على الصين الرائدة في هذا القطاع.
بينما تحاول إدارة ترامب الحد من تقدم بكين في تطوير رقائق أشباه الموصلات المتقدمة التي تقول إنه يمكن استخدامها لأغراض عسكرية، كما فرضت الأسبوع الماضي رسوماً على الموانئ وعلى السفن التي تبنيها الصين للحد من هيمنة الصين في مجال بناء السفن.
وقالت شركة «إنفيديا» العملاقة لرقائق الذكاء الاصطناعي الأسبوع الماضي إنها ستتحمل رسوماً بقيمة 5.5 مليار دولار بسبب القيود التي فرضتها الإدارة على صادرات رقائق الذكاء الاصطناعي.
علق ترامب الرسوم الجمركية التاريخية التي أعلن عنها على عشرات الدول في الثاني من أبريل لمدة 90 يوماً باستثناء تلك المفروضة على الصين، مستهدفاً على وجه التحديد ثاني أكبر اقتصاد في العالم ببعض من أكبر رسومه الجمركية.
وفي سلسلة من الخطوات، رفعت واشنطن الرسوم الجمركية على الواردات الصينية إلى 145%؛ ما دفع بكين إلى فرض رسوم جمركية انتقامية بـ 125% على السلع الأميركية.
كما أشارت الصين، الأسبوع الماضي، إلى أن رسومها الجمركية الشاملة لن تزيد أكثر من ذلك على الولايات المتحدة، وفي الوقت ذاته أكدت أنها مستعدة لدخول في مفاوضات.
خلال وقت سابق من هذا الشهر، قال الممثل التجاري الأميركي، جيميسون جرير، إن ما يقرب من 50 دولة تواصلت معه لمناقشة الرسوم الإضافية الباهظة التي فرضها الرئيس ترامب.
ومنذ ذلك الحين، جرت محادثات ثنائية عدة بشأن التعريفات الجمركية، حيث تدرس اليابان زيادة وارداتها من فول الصويا والأرز كجزء من محادثاتها مع الولايات المتحدة.
كذلك تخطط إندونيسيا لزيادة وارداتها من المواد الغذائية والسلع الأساسية الأميركية وخفض الطلبات من الدول الأخرى.