الليرة التركية تستقر مؤقتاً بعد سلسلة خسائر حادة أمام الدولار

شهدت الليرة التركية استقراراً مؤقتاً مقابل الدولار الأميركي اليوم الثلاثاء، وذلك بعد أن كانت تعتبر من أكثر العملات تقلباً في الأسواق الناشئة نتيجة للظروف الاقتصادية والسياسية التي واجهتها البلاد مؤخراً.

وسجل سعر الليرة التركية اليوم الثلاثاء مقابل الدولار الأميركي نحو 37.99 ليرة بنسبة انخفاض بلغت 0.03% عن سعره بالأمس.

سلسلة خسائر

واصلت الليرة التركية سلسلة خسائرها أمام الدولار الأميركي، مسجلةً تراجعاً ملحوظاً خلال الفترة الأخيرة. ففي 19 مارس 2025، هوى سعر الصرف إلى 42 ليرة للدولار. 

هذا التراجع ليس سوى حلقة في سلسلة انخفاض مستمر لقيمة الليرة على مدار العام الماضي، حيث كان سعر الصرف 34 ليرة للدولار في أغسطس 2024، مما يعني خسارة تقارب 15% من قيمتها حتى مارس 2025.

ما أسباب التراجع؟

جاء ذلك الهبوط الحاد بسبب عدة عوامل اقتصادية وسياسية حيث أدى اعتقال شخصيات معارضة بارزة، مثل رئيس بلدية إسطنبول أكرم إمام أوغلو إلى زعزعة ثقة المستثمرين، مما انعكس سلباً على أداء الأسواق المالية وقيمة العملة.

بالإضافة إلى ذلك، شهدت البلاد اضطرابات سياسية زادت من حالة عدم اليقين الاقتصادي، ما دفع المستثمرين إلى البحث عن أصول أكثر استقراراً خارج تركيا.

من الناحية الاقتصادية، تأثرت الليرة التركية بشكل كبير بالسياسات النقدية التي اتبعها البنك المركزي التركي، حيث واصل اعتماد سياسات غير تقليدية مثل خفض أسعار الفائدة رغم ارتفاع معدلات التضخم، وهو ما أدى إلى فقدان العملة قيمتها أمام الدولار.

وبلغ معدل التضخم 39% في فبراير 2025، مما قلل من القوة الشرائية للعملة وأضعف ثقة الأسواق في استقرار الاقتصاد التركي.

كما ساهم العجز المتزايد في الميزان التجاري في الضغط على الليرة، حيث ارتفعت الواردات بنسبة 18% مقارنة بزيادة 10% فقط في الصادرات، مما أدى إلى عجز تجاري بقيمة 77 مليار دولار. هذا الاختلال في ميزان المدفوعات زاد من الطلب على العملات الأجنبية، مما دفع الليرة إلى مزيد من التراجع.