تتجه سوق التجزئة في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا إلى النمو خلال الفترة المقبلة، فيما يتوقع أن تصل قيمتها إلى 5.141 تريليون درهم (1.401 تريليون دولار) بحلول عام 2032 مقابل 3.141 تريليون درهم (855.97 مليار دولار) متوقعة بنهاية العام الجاري، وبمعدل سنوي مركب قدره 7.3% في تلك المدة.
أحدث تقارير مؤسسة «فورتشن بيزنس إنسايتس» Fortune Business Insights الأميركية المتخصصة في مجال الأبحاث والاستشارات أشارت إلى بلوغ حجم سوق التجزئة بالمنطقة نحو 808.51 مليار دولار في 2024، مشيرةً إلى أن هذه السوق تمتاز بالتنوع والديناميكية، وتتأثر بالعوامل الثقافية والاقتصادية والتكنولوجية التي تمر بها المنطقة والعالم.
ومن المتوقع أن تنمو سوق التجزئة عالمياً بنسبة 17.2% خلال الفترة ما بين عامي 2024 و2032، واستحوذت قارة أميركا الشمالية على الجانب الأكبر من هذه السوق بنسبة 39.42% في عام 2023.
يسهم التبني المتزايد للتقنيات التكنولوجية، بجانب الخطط الحكومية الرامية إلى تطوير المرافق الأساسية في زيادة جاذبية قطاع التجزئة ضمن بلدان منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، وبالتالي يقفز بعدد متاجر التجزئة حتى عام 2032، حسب ما بيَّن التقرير.
على سبيل المثال اتجهت منصة «أمازون ویب سیرفيزس» المعروفة بـ«إيه دبليو إس» إلى توسيع قاعدتها الاستهلاكية في منطقة الشرق الأوسط من خلال تطوير بنيتها التكنولوجية التحتية في دولة الإمارات.
كما ركزت شركة «أمازون» على تزويد المستهلكين في دولة الإمارات، ومنطقة الشرق الأوسط بمزيد من الاختيار والمرونة لاستخدام تقنيات الحوسبة السحابية المتقدمة، وتأمين بياناتهم، وسعت لزيادة خدماتها المقدمة للعملاء في أسرع وقت.
عدد متاجر البقالة يدفع عملية استهلاك المنتجات بمنطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، ويدعم نمو سوقها، فعلى سبيل المثال وسعت مجموعة «أباريل» (Apparel)، المتخصصة في صناعة الملابس، وهي شركة شرق أوسطية، تواجدها في المنطقة عبر افتتاح 19 متجراً جديداً في الهند، والإمارات، والسعودية وقطر.
يقوي التأثير المتزايد لوسائل التواصل الاجتماعي الطلب بشكل كبير على المنتجات الاستهلاكية في بلدان الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، ويعزز في النهاية نمو سوقها، وأصبحت منصات التواصل مثل «فيسبوك»، و«إنستغرام» و«يوتيوب» وغيرها، أدوات قوية لمشاركة الصور والقصص ومقاطع الفيديو المختلفة التي تسلط الضوء على فوائد شراء السلع الاستهلاكية المختلفة والتسويق لها.
ويتصفح 48 مليار شخص تقريباً وسائل التواصل الاجتماعي المختلفة، بما يمثل 59.9% من سكان العالم، حسب ما أفادت جامعة «مين» (Maine) الأميركية في إحصاءات نشرتها عام 2023.
كما توقعت إحصاءات حديثة ذات صلة، وصول حجم التجارة الإلكترونية في منطقة الشرق الأوسط إلى 57 مليار دولار بحلول عام 2026، لا سيما أن 80% من المتسوقين يفضلون استعمال المنصات الإلكترونية لسهولة وتنوع الخيارات المتاحة أمامهم.
تتضمن سوق التجزئة قطاعات مختلفة تتمثل في الأغذية، والمشروبات، والبقالة، والملابس، والعناية الشخصية، والرعاية الصحية، والديكور المنزلي، والأثاث، والإلكترونيات والأجهزة المنزلية وغيرها.
واستحوذ قطاع الأغذية والمشروبات والبقالة على الجانب الأكبر من مبيعات سوق التجزئة في عام 2023 بفضل ارتفاع مستويات الاستهلاك نتيجة النمو السكاني السريع، فضلاً عن زيادة توفر المنتجات من قبل شركات التوزيع.
في السياق ذاته، من المتوقع أن يشهد قطاع الإلكترونيات والأجهزة المنزلية نمواً متسارعاً بشكل كبير حتى عام 2032، لا سيما مع التبني المتزايد لاستعمال الهواتف، والساعات الذكية، وأجهزة الحاسوب المحمولة.
رغم الفرص وإمكانات النمو الهائلة التي تتضمنها سوق التجزئة في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، يواجه القطاع عدداً من التحديات المتمثلة في سبل توريد المواد الخام والسلع أو الخدمات النهائية وشبه النهائية بسبب التوترات الجيوسياسية، وتردي بعض المرافق الأساسية، وكذلك نقص وسائل النقل، حسب ما أفاد التقرير.
تكبد هذه الصعوبات مصنعي وموزعي المنتجات تكاليف محتملة إضافية، وتجبر الشركات على زيادة أسعار المنتجات الغذائية والبقالة للحفاظ على عائدات مشروعاتهم، ما قد يؤدي إلى انخفاض إنفاق المستهلك، ويقيد نمو السوق في النهاية.