تقرير يعتمد على بيانات شركات الشحن البحري نشرته موقع شبكة "سي إن بي سي" الأميركية كشف عن ارتفاع سقف أسعار الشحن البحري خلال أمس الخميس نتيجة لتحويل المزيد من السفن من البحر الأحمر.
وأعطى مديرو الخدمات اللوجستية ، أمس، أوامر بزيادة سعر الشحن البحري لحاوية 40 قدمًا، من شنغهاي إلى المملكة المتحدة، إلى 10000 دولار. وكانت الأسعار في الأسبوع الماضي عند 1900 دولار للحاوية 20 قدمًا، وعند 2400 دولار للحاوية 40 قدمًا.
ويفسر الرئيس التنفيذي لشركة OL USA آلان باير التعديلات السريعة في أسعار الشحن سعي شركات النقل البحري لاسترداد التكاليف الإضافية لتحويل سفنها، لكنه يرى أن هذه القفزات الهائلة في الأسعار تحتاج إلى توضيح من مجتمع الشحن من المستوردين والمصدرين، ومن الهيئات التنظيمية الحكومية لفهم الدوافع الشاملة لهذه الزيادات الكبيرة.
واعتبارًا من صباح أمس الخميس، تم تغيير مسار 158 سفينة بعيدًا عن البحر الأحمر وقناة السويس، تحمل أكثر من 2.1 مليون حاوية بضائع، تبلغ قيمتها بناءً على تقديرات MDS Transmodal نحو 50 ألف دولار لكل حاوية أو ما مجموعه 105 مليارات دولار.
وتخشى شركات عالمية، مثل "إيكيا" السويدية، أن يصل مخزونها من السلع إلى الندرة وأن تضطر إلى إغلاق بعض الفروع بعدما أشارت إلى أن التحولات في مسار الشحن ستحدث اضطرابا في سلاسل الإمداد وستؤثر على توفر المنتج.
لدى شركات الشحن الأميركية العديد من خيارات الطرق البحرية، لكن شركات الشحن الأوروبية لا تمتلك ذلك. فأوروبا تعتمد بشكل كبير على قناة السويس. وتغيير المسار إلى أوروبا يتطلب وقت عبور أطول من الولايات المتحدة، ونتيجة لذلك، تتطلع شركات الشحن الأوروبية إلى الجو لنقل منتجاتها.
وتفيد شركة Freightos، لرصد حركة النقل الجوي إنه في حين أن المعدلات اليومية لشحنات الصين إلى شمال أوروبا آخذة في الانخفاض منذ أواخر نوفمبر، فإن الإقبال على النقل الجوي هذا الأسبوع أدى إلى زيادة أسعار الشحن الجوي.
وزادت أسعار الشحن الجوي هذا الأسبوع بنسبة 13٪ من 3.95 دولار للكيلوغرام إلى 4.45 دولار أميركي للكيلوغرام منذ أن أصدرت شركات النقل البحري إعلانات تحويل واسعة النطاق، مما قد يعكس زيادة في الطلب على الشحن من الممرات البحرية إلى الجوية.
ويقول بريان بورك، كبير مسؤولي النمو في شركة SEKO Logistics، لموقع "سي ان بي سي" إن شدة تأثير البحر الأحمر على سلسلة التوريد العالمية تعتمد على طول الفترة الزمنية لإعادة التوجيه.
وتعتمد القفزة المفاجئة في الشحن البحري وتأثيرها التضخمي أيضًا على مدة تغيير مسار السفينة وطول الفترة التي يدفع فيها الشاحنون تكاليف الشحن المرتفعة. يقول الرؤساء التنفيذيون لقطاع الخدمات اللوجستية لشبكة "سي إن بي سي" إنه بمجرد وصول الجدول الزمني إلى علامة الشهر الواحد، ستتبين الضغوط التضخمية وتظهر في سلسلة التوريد وفي النهاية على مستوى المستهلك.
ومن المتوقع أن تعكس مؤشرات التضخم في الأسابيع المقبلة مدى التأثر بما يحدث لقطاع الشحن البحري. فالقفزة في أسعار الشحن من حوالي 2000 دولار لكل حاوية 40 قدمًا إلى 7000 دولار في 30 يومًا لن يترك مؤشر أسعار الاستهلاك عند مستوياتها المتراجعة.