بنك الشعب الصيني يخفض قيمة اليوان لليوم السادس
توقعات بانخفاض اليوان 15% خلال الشهرين المقبلين
خفضت الصين اليوم الخميس، سعر صرف اليوان الرسمي لليوم السادس على التوالي إلى أدنى مستوى له في 19 شهراً مقابل الدولار، مع استمرار التصعيد بين بكين وواشنطن واشتعال حرب الرسوم الجمركية بين أكبر اقتصادين في العالم.
جاءت خطوة بنك الشعب الصيني في وقت تصاعدت فيه الحرب التجارية، إذ قرر الرئيس الأميركي دونالد ترمب رفع التعريفات الجمركية على الصين إلى 125%، بعدما ردت على التعريفات الجمركية المتبادلة التي فرضها في وقت سابق.
قبل افتتاح السوق، حدد بنك الشعب الصيني سعر الصرف الرسمي الذي يُسمح لليوان بالتداول حوله ضمن نطاق 2%، عند 7.2092 للدولار، وهو الأضعف منذ 11 سبتمبر 2023.
توجه الصين عملتها، اليوان، نحو الضعف بوتيرة منسقة بعناية، وفقا لبنوك عالمية، إذ يسعى البنك المركزي الصيني إلى التخفيف من بعض تداعيات الحرب التجارية على الاقتصاد، دون أن يفقد ثقة الأسواق.
يُنظر إلى خفض قيمة اليوان على أنه أحد خيارات بكين لتعزيز جاذبية صادراتها، التي تشكل محركاً رئيسياً للنمو تزداد عليه الضغوط نتيجة التوترات التجارية.
في الوقت ذاته تخشى بكين من انخفاض حاد في سعر صرف اليوان، إذ قد يؤدي ذلك إلى تزايد التوقعات المتشائمة تجاه الاقتصاد، ويؤثر سلبياً على تدفقات رأس المال.
◄ تراجع اليوان في التعاملات المحلية إلى 7.3518 للدولار في التعاملات المبكرة، وهو أدنى مستوى له منذ 26 ديسمبر 2007.
◄ لا يزال سعر اليوان في المعاملات الخارجية عند أضعف مستوى له على الإطلاق بعد أن خففت الصين قبضتها الصارمة على العملة، وسط تصعيد كبير في الحرب التجارية مع الولايات المتحدة.
◄سجل سعر اليوان الصيني في الخارج هبوطا جديدا بنسبة 0.4% إلى 7.4179 أمام الدولار، مسجلاً أدنى مستوى على الإطلاق في التعاملات الفورية خارج البر الصيني.
◄يعد مستوى 7.2 يوان للدولار، الذي تم الحفاظ عليه لسنوات، بمثابة «خط فاصل» للبنك المركزي الصيني (بنك الشعب)، لسنوات، ومنذ عام 2022 تداول زوج الدولار/اليوان فوق هذا المستوى مرات عدة، لكنه لم يثبت أقدامه.
يتوقع بنك «ويلز فارغو» وفقاً لمذكرة بحثية حديثة احتمال قيام بنك الشعب الصيني بخفض قيمة اليوان بنحو 15% بشكل متعمد خلال شهرين.
توقع خبراء البنك الأميركي ألا يسمح البنك المركزي الصيني بانخفاضات حادة في قيمة اليوان، تزامناً وإصدار تعليماته للبنوك الحكومية الكبرى بخفض مشترياتها من الدولار.
من المرجح أن يكون التخفيض التدريجي لقيمة العملة هو المسار السياسي المفضل في المرحلة المقبلة بدلاً من التعديل المفاجئ الكبير، بحسب مذكرة أخرى صدرت عن «باركليز بنك»، هذا الأسبوع.
كتب خبراء بنك «آي. إن. جي» الهولندي: «تخوض الولايات المتحدة والصين حالياً لعبة خطرة للتنافس على النفوذ، وإلى أن يتم الإعلان عن اتفاق أو تأكيد عقد اجتماع ثنائي كبير، سيكون الدولار واليوان الصيني الآن محور الاهتمام في سوق الصرف الأجنبي».
فرضت الصين رسوما جمركية باهظة على الواردات الأمريكية رداً على إجراءات أمريكية مماثلة، مع تصريح الرئيس الأميركي دونالد ترامب بخفض الرسوم الجمركية المفروضة مؤخراً على عشرات الدول مؤقتا، إلا أنه زاد الرسوم الجمركية على السلع الصينية.
ومن شأن ضعف اليوان أن يجعل الصادرات الصينية أرخص، ويخفف تأثير الرسوم الجمركية على الاقتصاد، إلا أن الانخفاض الحاد قد يزيد ضغط تدفقات رأس المال غير المرغوب فيها، ويهدد الاستقرار المالي في الصين.
تشير أسواق الخيارات إلى أن المتداولين يتوقعون تقلباً متزايداً في قيمة اليوان، مع ارتفاع التقلبات المُسعرة في مشتقات الدولار مقابل اليوان إلى مستويات غير مسبوقة، ما يُشير إلى تزايد حالة عدم اليقين بشأن اتجاه العملة.