وزير أوكراني يحذر من أزمة غذاء عالمية إن استمرت الحرب

كشف وزير السياسة الزراعية والأغذية في أوكرانيا فيتالي كوفال عن فقدان نحو 20.5% من الأراضي الزراعية في بلاده نتيجة الحرب المستمرة منذ نحو 3 أعوام مع روسيا، محذراً من اندلاع أزمة غذاء عالمية بحال عدم توقف القتال.

وأوضح في حديث خاص عن بُعد عبر الإنترنت مع «إرم بزنس» أنّ حجم الإنتاج تراجع بشكل ملحوظ، مبيناً أنّ التأثير من عام إلى آخر يعتمد على الظروف الجوية والتقنيات المستخدمة.

وقال: «بالمقارنة مع العام 2021، أنتجت أوكرانيا 106 ملايين طن من الحبوب، مقابل 77 مليون طن فقط عام 2024».

تأثّر المزارعين

عن تأثّر المزارعين الأوكرانيين بعامل الحرب المستمرة، قال: «علينا أن ندرك أنّ هناك عدداً هائلاً من المزارعين الأوكرانيين، وعندما نتحدث عن القدرة على الصمود، فإنّنا نتحدث بالأساس عن المزارعين لأنّهم يصرّون دائماً على العمل في أرضهم، ومن ثمّ يعتمد 400 مليون شخص في العالم على إنتاجهم الزراعي».

وأضاف: «نواصل توريد الحبوب رغم كلّ شيء، واليوم تمتد جغرافية صادراتنا الزراعية إلى أكثر من 100 دولة حول العالم، مع الإشارة إلى أنّ الأمر صعب على المزارعين، إذ يتعيّن عليهم العمل بأضعاف المرّات عمّا كان عليه الوضع في السابق، ومن هنا فإنّ البلاد تحافظ على مكانتها وتنمو وتبيع منتجاتها للتصدير».

وأشار إلى أنّه في عام 2024، صدّرت أوكرانيا منتجات زراعية بقيمة 3 مليارات و522 مليون دولار أميركي إلى الشرق الأوسط.

وتابع: «على سبيل المثال، صدّرنا أيضاً ما قيمته 2.613 مليار دولار إلى إفريقيا، واحتلت مصر المركز الأوّل بقيمة 1.6 مليار، ونحن ندرك أنّ دولاً مثل مصر والمغرب والجزائر ولبنان تعتمد على توريد المنتجات الأوكرانية بشكل كبير، وكييف تتطلع إلى رؤية المزيد من تلك المنتجات الأوكرانية في هذه المنطقة لأنّ الأمر يتعلق باستمرار الأمن».

 حبوب من أوكرانيا 

لفت الوزير الأوكراني إلى مبادرة «حبوب من أوكرانيا» الهادفة إلى المساعدة في التغلّب على تحدّيات الجوع والاستجابة لحالات الطوارئ.

وعلى سبيل المثال، صدّرت أوكرانيا ما يزيد قليلاً على 4000 طن من الدقيق إلى سوريا في فترة وجيزة، وكانت هذه مساعدة فورية مهمّة لسوريا؛ نظراً للأزمة المستمرة هناك.

وأشار إلى أنّ تلك المبادرة تطال حالياً 14 دولة، محتاجة.

ماذا لو استمرت الحرب؟ 

عن تداعيات استمرار الحرب على أزمة الغذاء العالمي، قال كوفال إنّه في حال استمرت الحرب على أوكرانيا، فإنّ آثارها لن تقتصر على دولة واحدة، بل ستسفر عن أزمة غذاء عالمية.

وقال: «جميعنا يذكر عام 2022 عندما أدت بداية الحرب في أوكرانيا إلى ارتفاع أسعار الغذاء فجأة نتيجة لاختلال التوازن العالمي، إذ إنّ التوازن لا يقتصر على الجغرافيا السياسية فحسب، بل يشمل أيضاً الأمن الغذائي».

خسائر البنية التحتية

أوضح كوفال أنّه «وفقاً للبنك الدولي، فإنّ الخسائر المباشرة وغير المباشرة في البنية التحتية للقطاع الزراعي في أوكرانيا، تبلغ 83 مليار دولار، فيما تشهد البلاد هجمات ومحاولات مستمرة لتدمير البنية التحتية للموانئ، وتدمير صوامع الحبوب... لتعطيل إمدادات الحبوب من أوكرانيا».

ودعا المجتمع الدولي إلى التكاتف حول فكرة السلام، وتحديداً في مجال حماية الغذاء، «الذي هو حق لكلّ إنسان».

وختم الوزير الأوكراني حديثه بالقول إنّ «الخبز أداة سلام، وليس سلاح ابتزاز، فيما تعرقل الحرب عملية وصول الغذاء كل إنسان، وتمنع الدول من التطوّر والثقة بالمستقبل، مهمتنا ضمان الأمن الغذائي في أوكرانيا، نفعل ذلك وسنواصل القيام به رغم الحرب».