بعد أقل من 24 ساعة على التحرك الإنساني الذي أمر به رئيس دولة الإمارات الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، والقاضي بتقديم 100 مليون دولار مساعدات إغاثية عاجلة إلى الشعب اللبناني، أطلق رئيس الوزراء اللبناني نجيب ميقاتي ومنسق الشؤون الإنسانية في لبنان عمران ريزا، اليوم، نداءً عاجلاً لجمع 426 مليون دولار للتعامل مع الأزمة الحالية التي تعيشها البلاد في ظل القصف الإسرائيلي المتواصل، والذي طال مناطق مختلفة.
جاء هذا النداء العاجل خلال اجتماع عقده ميقاتي مع المنظمات التابعة للأمم المتحدة وسفراء الدول المانحة، وذلك في إطار خطة الاستجابة الحكومية لأزمة النزوح الناتجة عن القصف الإسرائيلي، حيث أشار إلى إنشاء إطار «محدد وواضح وفاعل»، بالتعاون والشراكة مع مؤسسات الأمم المتحدة، «لضمان التأمين السريع والفعّال والشفاف لتقديم المساعدات الإنسانية».
يشير تقرير صادر عن مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية اليوم، إلى أن عدد النازحين داخلياً تجاوز 346 ألف شخص، حيث يشكل الإناث 52% والذكور 48%، وذلك وفقاً لتقديرات تتبع النزوح (DTM). ومن بين هؤلاء، يقيم 159 ألف نازح في 833 ملجأ جماعياً من أصل 863، مع وجود تحديات كبيرة في تحديد النازحين خارج هذه الملاجئ. كما تشير البيانات إلى أن 611 ملجأ جماعياً وصلت إلى طاقتها الاستيعابية الكاملة؛ ما يحدّ من القدرة على استيعاب نازحين جدد.
وعلاوة على ذلك، تسبب القصف في 1604 حالات وفاة و8404 إصابات حتى 27 سبتمبر 2024، إلى جانب إغلاق 37 مركز رعاية صحية أولية وتضرر 25 منشأة مائية.
تهدف خطة نداء الطوارئ، التي تستمر من أكتوبر إلى ديسمبر 2024، إلى تقديم المساعدات الضرورية لمليون شخص من المتضررين من الأزمة، مع تقدير الاحتياجات المالية بقيمة 425.7 مليون دولار. وتشمل الأهداف الاستراتيجية تقديم الدعم النقدي متعدد الأغراض والمساعدات الأساسية في مجالات المأوى، والأمن الغذائي، وسبل العيش الطارئة، والصحة، والتعليم، والمياه والصرف الصحي.
كما تتضمن الخطة تعزيز الخدمات اللوجستية وتقنية المعلومات والاتصالات لتسهيل الاستجابة السريعة وضمان المساءلة، إضافة إلى حماية المدنيين والبنية التحتية المدنية وتقديم خدمات الحماية المتخصصة.
وكذلك، سيتم التركيز على استعادة الخدمات الأساسية بسرعة في المناطق المتأثرة، بما في ذلك الرعاية الصحية، والتعليم، والمياه، والصرف الصحي.
يذكر أن الإمارات التي كانت من بين الدول السباقة في تقديم المساعدات الإنسانية للبنانيين، كانت عبّرت عن قلقها البالغ من التطورات التي تجري في لبنان، ومن تداعيات انزلاق هذه الأوضاع الخطيرة وتأثيرها على الاستقرار في المنطقة.
ودعت في بيان صادر عن وزارة الخارجية الإماراتية، إلى ضرورة تضافر الجهود الدولية لوقف تصاعد القتال، لمنع سفك الدماء، مؤكدة ضرورة توفير الحماية الكاملة للمدنيين بموجب القانون الدولي والمعاهدات الدولية.