أكدت رئيسة البنك المركزي الأوروبي كريستين لاغارد، أن اندلاع حرب تجارية على نطاق واسع سيكون سلبيًا على الجميع، وليس فقط على الدول التي تستهدفها الولايات المتحدة بالتعريفات الجمركية، وفي الوقت ذاته طرحت فكرة التفاوض من أجل التوصل إلى اتفاقات ترضي جميع الأطراف كلًا على حدة.
لاغارد قالت في مقابلة نُشرت على موقع البنك: «عندما تبدأ في التفكير في حرب تجارية، فسترى قريبًا تصعيدًا، وهذا لا يمكن أن يكون في مصلحة أحد، لا الولايات المتحدة ولا أوروبا، أو أي شخص آخر في هذا الشأن، هذا التصعيد من شأنه أن يؤدي إلى انخفاض عالمي في الناتج المحلي الإجمالي».
أوضحت لاغارد، أن سياسة وأهداف الإدارة الأميركية من تلك الرسوم غير واضحة حتى الآن، مضيفة «إلا أننا يمكننا التفاوض مع الإدارة الأميركية بشأن آليات التعاون المشترك للحصول على منافع مكتسبة لكلينا بدلاً من التصعيد المتبادل».
وأوضحت «في التجارة يتعين عليك أن تتعامل مع الأمر بمستوى محدد للغاية، إذ تستطيع أوروبا أن تتحدث عن شراء المزيد من الغاز الطبيعي المسال من الولايات المتحدة، كذلك هناك فئة كاملة من السلع الدفاعية، بعضها لا نستطيع تصنيعه هنا في أوروبا».
إلى ذلك أشارت: «ربما يكون فك الارتباط هو نية الحكومة الأميركية المقبلة، ومن الواضح أن نية المفوضية الأوروبية كانت إزالة المخاطر».
رئيسة البنك المركزي الأوروبي اعتبرت أن الإدارة في وزارة الخزانة الأميركية تحت قيادتها الحالية ركزت على إزالة المخاطر، لكن الإعلان الصريح عن فرض رسوم جمركية بنسبة 60% على أي شيء آت من الصين لا يبدو وكأنه إزالة للمخاطر.
حذرت رئيسة البنك المركزي الأوروبي كريستين لاغارد؛ ما وصفته بـ«سيناريو إعادة التوجيه» للمنتجات الصينية التي ستجد صعوبات في دخول أسواق الولايات المتحدة عقب فرض رسوم تصل إلى 60%، والتي أعلن عنها الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترامب مطلع هذا الأسبوع.
وقالت: «كان هناك مستوى عال من عدم اليقين قبل وعقب الانتخابات الأميركية، وقد أُخِذ في الاعتبار بتوقعاتنا المقبلة لشهر ديسمبر».
كما أضافت لاغارد: «ستحاول بعض هذه المنتجات المصنوعة في الصين، والتي ستكون أقل قدرة على المنافسة في الأسواق الأميركية، إيجاد طريقها إلى مكان آخر - ومن المؤكد أن هذا قد يكون ثالث أكبر منطقة اقتصادية في العالم».
أشارت لاغارد إلى أن التجارة الحرة مع الصين أكثر جاذبية إذا كانت متبادلة ومفيدة لكلا الطرفين، وإلا فإن الخطر يكمن في أن ترفع أوروبا الرسوم الجمركية، كما حدث بالفعل في حالة المركبات الكهربائية.
ولفتت إلى خطأ التركيز على فكرة مفادها أن أوروبا، باعتبارها اقتصاداً أكثر انفتاحاً من اقتصاد الولايات المتحدة والصين، أصبحت أكثر عُرضة للخطر نتيجة لذلك.
إلى ذلك لفتت رئيسة البنك المركزي الأوروبي «الواقع أن أوروبا هي ثالث أكبر اقتصاد في العالم، وهي تتاجر كثيراً مع نفسها، وهي لا تعاني مخاطر سعر الصرف، بمعنى أوضح يمكننا الاعتماد على أنفسنا بشكل أكبر».
وعن وصفها السابق لترامب أنه مصدر تهديد لأوروبا، قالت: «لقد تغيرت طريقة تفكيري بعض الشيء. والآن يتعين علينا -الأوروبيون- أن نحول هذا الموقف التهديدي إلى تحد يتعين علينا أن نستجيب له».
لاغارد أشارت إلى أن الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترامب إذا أراد حقاً جعل أميركا قوية، لا يمكنه إشعال حرب تجارية تقود الناتج العالمي إلى التراجع؛ لأن أميركا لن تصبح أقوى إذا تراجع الطلب العالمي».
وأكملت أنه، وفي الأمد البعيد، ستكون التعريفات الجمركية سلبية على النمو العالمي، مشيرة إلى أنه إذا رفعت التعريفات الجمركية على أساس عالمي، فإن ذلك يقلل الناتج المحلي الإجمالي العالمي في جميع المجالات.
كما أضافت: «كيف سيجعل أميركا عظيمة مرة أخرى إذا كان الطلب العالمي يتراجع، خصوصاً إذا حدث ذلك في وقت قد يتباطأ فيه الاقتصاد الأميركي.. أعتقد أننا نحتاج حقاً إلى فهم نطاق وهدف ووتيرة التعريفات الجمركية لقياس التأثير وتقدير التداعيات».