يواجه العديد من الروس أعباء مالية متزايدة خلال موسم الأعياد الحالي بسبب الارتفاع المستمر في أسعار المواد الغذائية الأساسية، مثل: الزبدة، والبطاطا، والدجاج.
أثرت زيادة الأسعار هذه بشكل خاص على الفئات الأكثر فقراً، ما دفع البعض إلى تقليص نفقاتهم المخصصة للاحتفالات برأس السنة.
أجرت «رويترز» مقابلات مع سكان في مدن روسية كموسكو، سانت بطرسبرغ، يكاترينبورغ في جبال الأورال، وأومسك في سيبيريا، لفهم كيفية تعاملهم مع التحديات الاقتصادية.
وقالت ناتاليا موريفا (58 عاماً)، موظفة حكومية في أومسك: «ارتفعت الأسعار بشكل ملحوظ، سواء بالنسبة للدقيق أو الخبز أو الشوكولاتة أو الفواكه أو الخضراوات أو اللحوم. الدخل كافٍ، لكن عندما تذهب إلى المتجر، تجد نفسك تشتري أقل مما اعتدت عليه». وأضافت: «الاحتفالات هذه السنة ستكون متواضعة».
تقليدياً، يزيد الروس من إنفاقهم خلال الأسابيع الأخيرة من العام استعداداً لاحتفالات رأس السنة الجديدة والإجازات الوطنية في يناير. لكن هذا العام، اضطروا لإنفاق مبالغ أكبر بكثير مما كانوا يخططون له. وقالت دينارا، طالبة من يكاترينبورغ، رابع أكبر مدن روسيا: «كل شيء أصبح أكثر تكلفة، الأمر بات يثقل الجيوب. في سنوات سابقة، كانت النفقات تتماشى مع الميزانية، لكن الآن التكاليف أعلى بثلاثة أو أربعة أضعاف».
رغم أن الأجور الحقيقية شهدت ارتفاعاً في قطاعات مثل الدفاع والتكنولوجيا، إلا أن الكثيرين يجدون أن هذه الزيادات لم تواكب التضخم، الذي تجاوز 9%. في المقابل، حافظ البنك المركزي على سعر الفائدة عند 21%، وهو أعلى مستوى له منذ أكثر من 20 عاماً.
قال فياتشيسلاف، المتقاعد البالغ من العمر 73 عاماً من أومسك: «نلاحظ ارتفاع الأسعار يومياً. الوضع صعب في البلاد، لكنني أتمنى أن تتوقف الزيادات السريعة في أسعار المواد الغذائية».
كما أضاف أن سعر جبنه المفضل ارتفع بنسبة تتراوح بين 15 و20% منذ سبتمبر، ليصل إلى نحو 850 روبل (8.3 دولار). من جانبه، أوضح أندري جانجان، مدير قسم السياسة النقدية في البنك المركزي، أن التضخم قد يصل إلى 9.8% بنهاية العام، مع توقع بلوغه ذروته في إبريل 2025 قبل أن يبدأ في الانخفاض.
في الأسبوع الماضي، اختار البنك المركزي الإبقاء على أسعار الفائدة دون تغيير، لكن ارتفاع تكاليف الاقتراض أدى إلى تباطؤ الطلب في سوق العقارات، حيث وصلت معدلات الرهن العقاري إلى 30%، ما دفع المزيد من الناس للجوء إلى سوق الإيجار المزدهر.
قالت فيرونيكا أريفيفا، طالبة من موسكو: «تكاليف الخدمات العامة والضرائب ترتفع أيضاً، وهذا واضح جداً. حتى رغيف الخبز الذي كان سعره 20 روبلاً أصبح الآن بـ50 روبلاً».
وأشار سيرغي شورشورين، طالب آخر من موسكو، إلى أن «أسعار الشوكولاتة أصبحت مرعبة». وفي سانت بطرسبرغ، لاحظ المتسوقون ارتفاعاً حتى في أسعار أشجار عيد الميلاد. وقال راميز، بائع أشجار: «هناك من يشتري دون أن يسأل عن السعر، لكن هناك من لا يستطيع تحمل تكلفة الشراء حتى بعد التخفيضات». وأضاف: «أتمنى للجميع أعياداً سعيدة، وآمل أن يتمكن الجميع من الاحتفال العام المقبل».