أعلن المدير العام المساعد لمنظمة الأغذية والزراعة للأمم المتحدة «فاو» والممثل الإقليمي لمنطقة الشرق الأدنى وشمال إفريقيا، عبد الحكيم الواعر، أن دولة الإمارات العربية المتحدة شريك إستراتيجي رائد في دعم الأمن الغذائي وتطوير الابتكارات الزراعية المستدامة في ظل التحديات المتزايدة التي تواجه الأمن الغذائي على المستويين الإقليمي والعالمي.
قال الواعر، في حوار مع وكالة أنباء الإمارات «وام»، على هامش زيارته إلى الإمارات: «تبرز دولة الإمارات شريكاً إستراتيجياً من خلال استثماراتها الذكية في الزراعة المتكيفة مع المناخ، والمزارع العمودية، والمبادرات المبتكرة مثل (مبادرة الابتكار الزراعي للمناخ)، حيث تقدم نموذجاً استباقياً لمعالجة تداعيات تغير المناخ على الزراعة والأمن الغذائي».
وأضاف بأن هذه الشراكة أكدت أن الاستثمار الإستراتيجي في الزراعة وتطبيق الحلول القائمة على الابتكار والتكنولوجيا يمكن أن يكون له تأثير واسع يتجاوز حدود المنطقة.
أوضح المدير العام المساعد لمنظمة الأغذية والزراعة للأمم المتحدة «فاو» أن الأزمات الاقتصادية العالمية، مثل التضخم وارتفاع أسعار المواد الغذائية، تؤثر بشكل كبير على جهود «فاو» في مكافحة الجوع وتحقيق الأمن الغذائي.
كما لفت إلى أنه وفقاً لتقرير حالة الأمن الغذائي والتغذية «SOFI»، واجه حوالي 733 مليون شخص الجوع في عام 2023، أي ما يعادل شخصا واحدا من بين كل 11 على مستوى العالم، وتصل النسبة في إفريقيا إلى شخص واحد من بين كل خمسة.
فيما ذكر أن «فاو» تركز على تعزيز السياسات المتعلقة بالمناخ وإدارة الموارد المائية لتحقيق الاستدامة مع تصاعد أزمة المياه في منطقة الشرق الأدنى وشمال إفريقيا، حيث تُشير التحليلات إلى أن 25% من الخسائر والأضرار الاقتصادية في الزراعة بالدول النامية تنجم عن المخاطر المناخية، مثل الجفاف والفيضانات.
أشار الممثل الإقليمي لمنطقة الشرق الأدنى وشمال إفريقيا في «فاو» إلى أن المنظمة تعمل على تعزيز الوعي بأهمية الأمن الغذائي من خلال العديد من البرامج التي تهدف إلى تحسين فهم المجتمعات لتحديات الغذاء واستدامة الزراعة، لافتاً إلى إمكانية إشراك الشباب في جهود الابتكار الزراعي والاستدامة التي تقودها الإمارات من خلال تبني برامج مثل تطوير المزارع العمودية والزراعة الذكية مناخياً، التي تهدف إلى زيادة الإنتاجية الزراعية والتكيف مع التغيرات المناخية.
وأوضح الواعر أن هذه المبادرات تعتمد على استخدام تقنيات حديثة مثل الذكاء الاصطناعي وتحليل البيانات، ما يوفر فرصاً تعليمية وتدريبية للشباب ليكونوا جزءاً فاعلاً في تطوير هذه المجالات، وذلك من خلال تعزيز مشاركتهم في هذه البرامج لتمكين تحفيز جيل جديد من المبتكرين الزراعيين القادرين على مواجهة تحديات الأمن الغذائي وتغير المناخ.