logo
اقتصاد

كيف يتأقلم منتجو زيت الزيتون مع تغير المناخ؟

كيف يتأقلم منتجو زيت الزيتون مع تغير المناخ؟
صورة التقطت في 27 يونيو 2024 تظهر زجاجات زيت الزيتون من مختلف العلامات التجارية والأسعار المعروضة في سوبر ماركت في مدريد.المصدر: غيتي إيمجز
تاريخ النشر:27 يونيو 2024, 06:46 م

يعمل منتجو زيت الزيتون على تحسين الري والبحث عن أصناف جديدة من الزيتون لحماية الإنتاج، حيث يؤدي تغير المناخ إلى ارتفاع أسعار المحاصيل، ما يتسبب في ارتفاع أسعار العنصر الأساسي في النظام الغذائي للبحر الأبيض المتوسط.

وقال خايمي ليلو، المدير التنفيذي لـ"المجلس الدولي للزيتون"، إن "تغير المناخ أصبح حقيقة واقعة وعلينا التكيف معه".

وتحدث في افتتاح "المعرض الدولي لزيت الزيتون" الذي يستمر ثلاثة أيام في مدريد، والذي يجمع 300 مشارك من جميع أنحاء العالم، وفق ما نقلت وكالة "فرانس برس".

يأتي هذا التجمع العالمي في الوقت الذي سجّل فيه كبار منتجي زيت الزيتون في العالم، بما في ذلك إسبانيا وإيطاليا واليونان، انخفاضاً غير مسبوق في الإنتاج خلال العامين الماضيين؛ بسبب الجفاف الشديد وموجات الحر المتكررة.

وتظهر أرقام المجلس أن الإنتاج العالمي لزيت الزيتون انخفض من 3.42 مليون طنّ في موسم 2021-2022 إلى 2.57 مليون طن في 2022-2023.

ووفقاً للبيانات المقدمة من الدول الأعضاء الـ37 في المنظمة، فمن المقرر أن تنخفض مجدداً في الفترة 2023-2024 إلى 2.41 مليون طن.

أدى ذلك إلى ارتفاع الأسعار بنسبة تتراوح بين 50 و70% خلال العام الماضي، اعتماداً على الصنف.

وتضاعفت الأسعار في إسبانيا، التي تنتج حوالي نصف زيت الزيتون في العالم، ثلاث مرات منذ عام 2021، ما أثار استياء المستهلكين.

سيناريوهات معقدة

يعتبر زيت الزيتون جزءاً أساسياً من النظام الغذائي للبحر الأبيض المتوسط ​​منذ آلاف السنين. على سبيل المثال، يستخدمه الأسبان لطهي، وتتبيل الأسماك والسلطات والخضروات والأطباق الأخرى.

يقول بيدرو باراتو، رئيس "المنظمة المشتركة لزيت الزيتون" في إسبانيا: "كان ارتفاع الأسعار بمثابة اختبار صعب للغاية لقطاعنا. ولم نشهد شيئاً كهذا من قبل".

وأضاف "علينا أن نجهز أنفسنا لسيناريوهات متزايدة التعقيد ستسمح لنا بمواجهة أزمة المناخ"، مشبّهاً "الاضطرابات" التي يواجهها منتجو الزيتون بتلك التي شهدها القطاع المصرفي خلال الأزمة المالية عام 2008.

والتوقعات ليست مشجعة، فأكثر من 90% من إنتاج زيت الزيتون في العالم يأتي من حوض البحر الأبيض المتوسط.

وقالت "الهيئة الحكومية الدولية المعنية بتغير المناخ التابعة للأمم المتحدة" (IPCC) إن ارتفاع درجة حرارة هذه المنطقة أسرع بنسبة 20% من المتوسط ​​العالمي.

ومن الممكن أن يؤثر هذا الوضع على الإنتاج العالمي على المدى الطويل.

وقال جورجيوس كوبوريس، الباحث في "معهد الزيتون اليوناني"، "إننا أمام وضع دقيق" يتطلّب "تغيير طريقة تعاملنا مع الأشجار والتربة".

وقال ليلو: "شجرة الزيتون من النباتات التي تتكيف بشكل أفضل مع المناخ الجاف. ولكن في الجفاف الشديد، تنشط آليات حماية نفسها، ولا تعود تنتج أي شيء. ولزراعة الزيتون، تحتاج إلى الحد الأدنى من الماء".

إيجاد الحلول

من بين الحلول الممكنة التي أثيرت في مؤتمر مدريد البحث الجيني.

في السنوات الأخيرة، تم اختبار مئات الأصناف من أشجار الزيتون لتحديد الأنواع الأكثر تكيّفاً مع درجات الحرارة المرتفعة.

يقول خوان أنطونيو بولو، رئيس قسم التكنولوجيا في "المجلس الدولي للزيتون"، إن الهدف هو العثور على "أصناف تحتاج إلى ساعات أقل من البرد في الشتاء، وتكون أكثر مقاومة للإجهاد الناجم عن نقص المياه في أوقات معينة من العام، مثل الربيع."

ويتطلّع القطاع أيضاً إلى تحسين استخدام المياه عن طريق تخزين مياه الأمطار وإعادة تدوير مياه الصرف الصحي واستخدام التكنولوجيا لاستخدام كميات أقل من المياه لري الأشجار.

وأضاف بعض الخبراء أن هذا يعني التخلي عن "الريّ السّطحي" وبدلاً من ذلك استخدام "أنظمة التنقيط" التي تنقل المياه "مباشرة إلى جذور الأشجار" لتجنب خسارة المياه.

يتخلى المزارعون عن الإنتاج في مناطق معينة قد تصبح غير صالحة لأشجار الزيتون؛ لأنها جافة جداً، وينقلونها إلى مناطق أخرى.

وقال ليلو إن عدد مزارع أشجار الزيتون الجديدة يرتفع، وإن كان على نطاق صغير، في مناطق لم تكن تستخدم من قبل لزراعة المحصول، مضيفاً أنه "متفائل" بشأن المستقبل.

وأضاف "بالتعاون الدولي سنتوصل تدريجياً إلى حلول".

logo
اشترك في نشرتنا الإلكترونية
تابعونا على
جميع الحقوق محفوظة ©️ 2024 شركة إرم ميديا - Erem Media FZ LLC