أكد سفير لبنان في الإمارات فؤاد دندن أن المساعدات الإماراتية الحالية لبلاده تأتي في لحظة ملؤها الأمل رغم التحديات الصعبة، لتمثل امتداداً لمسيرة إماراتية طويلة وحافلة من الدعم الإنساني والاقتصادي.
وأضاف في حديث خاص لـ«إرم بزنس»: «لطالما كانت الإمارات ملاذاً آمناً للبنانيين في أزماتهم، يبنون عليها آمالهم للخروج من الأوضاع الصعبة، لذلك لم تكن المساعدات الأخيرة مجرد دعم مادي، بل تجسيد حي للعلاقات الأخوية الراسخة بين البلدين، والمحبة والاحترام المتبادل بين الشعبين».
وأعلنت دولة الإمارات العربية المتحدة تقديم حزمة مساعدات إغاثية عاجلة بقيمة 100 مليون دولار لدعم الشعب اللبناني، قبل أن تطلق الحكومة اللبنانية نداء عاجلاً لجمع 426 مليون دولار لمواجهة الأزمة الحالية.
أشار السفير دندن إلى أن حملة "الإمارات معك يا لبنان" وما سبقها من توجيهات الشيخ محمد بن زايد آل نهيان رئيس دولة الإمارات، بتقديم مساعدات تخطت قيمتها 130 مليون دولار، تعكس التزام الإمارات التاريخي بدعم لبنان، كما أنها امتداد لمسيرة طويلة من الدعم الإنساني والاقتصادي الذي تقدمه الإمارات.
وقال إن هذه المبادرات ليست سوى استمرارية لنهج المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، في دعم لبنان إنسانياً وسياسياً، والحفاظ على وحدته واستقلاله.
كما أكد دندن أن العلاقات بين البلدين تقوم على عهد لا ينكث، ووعد لا يخلف، وثبات لا يلين؛ ما يجعل الإمارات نموذجاً عالمياً في مد يد العون للمحتاجين.
أوضح دندن أن الحكومة اللبنانية شكلت هيئة طوارئ لتنظيم استلام وتوزيع المساعدات، يرأسها وزير البيئة، وتضم في عضويتها وزراء الصحة، والشؤون الاجتماعية، والتربية وغيرهم.
وأضاف أن الهيئة تعمل بالتنسيق مع المحافظين والبلديات في جميع المناطق لضمان وصول المساعدات إلى مستحقيها، خاصة النازحين الذين تركوا منازلهم بحثاً عن الأمان.
حملة بمشاركة الجميع
منذ إطلاق حملة «الإمارات معك يا لبنان» عبر الهلال الأحمر الإماراتي، سارع اللبنانيون المقيمون في الإمارات إلى التطوع جنباً إلى جنب مع الأشقاء الإماراتيين ومختلف الجنسيات الأخرى.
ووفقاً للسفير دندن، شارك أكثر من 7000 متطوع في تجهيز المساعدات، سواء في «إكسبو دبي» أو في «أرض المعارض في أبوظبي».
وأكد أن هذه الحملة هي «رسالة إنسانية واضحة تعبر عن روح الإمارات التي لا تتردد في مد يد العون لكل محتاج».
مساعدات تلبي الاحتياجات
أوضح السفير اللبناني أن المساعدات الإماراتية الحالية تشمل احتياجات الوضع القائم، وتتضمن المستلزمات الطبية والأدوية والعلاجات، إلى جانب المساعدات الإغاثية كالفرش والأغطية والوسادات والخيم، وغيرها من احتياجات مراكز الإيواء التي يعد أغلبها مدارس رسمية حكومية وبعض المدارس الخاصة، وكذلك أماكن عامة تم تخصيصها لإيواء النازحين.
كما أكد أن تلك المراكز تحتاج لتركيب مرافق الصرف الصحي (حمامات متنقلة) وكذلك أماكن للاستحمام.
وتشمل المساعدات الإماراتية أيضاً المواد الغذائية الأولية، والأطعمة المصنعة والجاهزة، والأرز والطحين والسكر والحبوب بكميات كبيرة، لمساندة المطابخ المركزية التي تعد الوجبات الساخنة للنازحين يومياً.
ضمان التوزيع الأمثل
أوضح دندن أن السفارة اللبنانية في الإمارات على تواصل مستمر مع هيئة الطوارئ الحكومية في بيروت، لمتابعة توزيع المساعدات وتلبية احتياجات مراكز الإيواء. كما أن هناك تنسيقاً مباشراً مع وزارة الخارجية الإماراتية لضمان توفير كل ما يمكن دعمه.
وأشار إلى أن الحملة ستغطي احتياجات النازحين في كل المناطق اللبنانية، بدءاً من الجنوب إلى البقاع والضاحية الجنوبية لبيروت؛ ما يعكس التزام الإمارات الشامل بدعم الشعب اللبناني في أصعب الظروف.