تشهد سوق العمل في ألمانيا تراجعاً مستمراً منذ عامين، ما يعكس انخفاضاً في الطلب على اليد العاملة؛ بسبب التباطؤ الاقتصادي الذي يواجه أكبر اقتصاد في أوروبا، وفقاً لبيانات صادرة عن معهد البحوث الاقتصادية.
وأظهرت البيانات أن عدد الوظائف الشاغرة في الربع الثالث من العام الحالي بلغ 1.28 مليون وظيفة، مقارنة مع 1.98 مليون وظيفة قبل عامين، وهو الرقم القياسي الذي سُجِّل آنذاك. كما أن هذا الانخفاض مستمر للربع السابع على التوالي، وفقًا لتقرير أصدره معهد بحوث سوق العمل والتوظيف «IAB».
وقال ألكسندر كوبيس، الباحث في سوق العمل بالمعهد أنه بشكل عام، تباطأت ديناميكية سوق العمل بشكل ملحوظ مقارنة بالعام الماضي.
ويتوقع أن تكون ألمانيا، للعام الثاني على التوالي، الأقل أداءً اقتصادياً بين الدول الغنية والديمقراطية في مجموعة السبع (G7).
وأشار التقرير إلى أن عدد الوظائف الشاغرة انخفض بنحو 58,100 وظيفة، أي بنسبة 4% مقارنة بالربع الثاني من هذا العام، كما شهدت انخفاضاً أكبر مقارنة بالربع الثالث من عام 2023، إذ تراجع عدد الوظائف بمقدار 446,500 وظيفة، أي بنسبة 26%.
على الرغم من انخفاض الطلب على اليد العاملة، ظل معدل البطالة المعدل موسمياً ثابتاً عند 6.1% في نوفمبر الماضي، لكن مع التوقعات الاقتصادية القاتمة، يُرجح أن يزداد عدد العاطلين عن العمل في ألمانيا خلال العام المقبل، ما سيؤدي إلى ارتفاع في معدل البطالة، ووفقًا لتوقعات الحكومة، من المتوقع أن يصل معدل البطالة هذا العام إلى 6.0%، مقارنة بـ 5.7% في عام 2023.
هذا التراجع يسلط الضوء على التحديات الاقتصادية التي تواجه ألمانيا في ظل الظروف العالمية المعقدة، مع استمرار الجهود لتحقيق استقرار اقتصادي وتحفيز سوق العمل.