أظهرت نتائج استطلاع حديث أن 77% من الرؤساء التنفيذيين في السعودية يتوقعون نمو الاقتصاد المحلي خلال الـ12 شهراً المقبلة، وهي نسبة تتفوق على نظرائهم في دول مجلس التعاون الخليجي (71%)، الشرق الأوسط (64%)، وعلى مستوى العالم (57%).
النتائج السابقة تعكس تحولات إيجابية مدفوعة برؤية المملكة 2030 التي تركز على التنويع الاقتصادي، تعزيز الاستدامة، والابتكار.
كما أظهر الاستطلاع الذي أجرته شركة «برايس ووترهاوس كوبرز» (PwC) أن 98% من قادة الأعمال السعوديين يتوقعون زيادة إيرادات شركاتهم خلال العام المقبل، بينما أعرب 100% منهم عن تفاؤلهم بتحقيق نمو مستدام على مدار السنوات الثلاث المقبلة.
إضافةً إلى ذلك، صُنفت السعودية أفضل وجهة استثمارية إقليمية لقادة الأعمال خارج دولهم؛ ما يؤكد دورها المتزايد مركزاً اقتصادياً واستثمارياً رائداً.
يشهد الاقتصاد السعودي تحولات جذرية في إطار رؤية 2030، التي تهدف إلى تنويع مصادر الدخل بعيداً عن النفط. أفاد صندوق النقد الدولي في تقريره لعام 2024 بارتفاع معدل النمو المتوقع للمملكة إلى 6%؛ ما يجعلها ثاني أسرع اقتصاد نمواً في العالم بعد الهند.
أسهمت الإصلاحات الاقتصادية في تحقيق نمو قوي للإيرادات غير النفطية بـ4.9% خلال النصف الثاني من عام 2024؛ ما يُظهر قدرة المملكة على بناء اقتصاد مستدام ومتنوع.
أفاد التقرير بأن 72% من الرؤساء التنفيذيين في السعودية استثمروا في مبادرات صديقة للمناخ خلال العام الماضي، متجاوزين بذلك نظراءهم عالمياً وإقليماً. تشمل هذه المبادرات تطوير منتجات أكثر كفاءة من حيث استهلاك الطاقة، وتنفيذ تقنيات تقلل الانبعاثات، والتحول إلى عمليات تشغيل خضراء.
رغم ارتفاع التكاليف المرتبطة بهذه الاستثمارات، شهد 72% من القادة زيادة في الإيرادات نتيجة لذلك؛ ما يعكس فعالية الاستراتيجيات المستدامة في تحقيق قيمة طويلة الأجل.
يشهد الذكاء الاصطناعي تبنياً واسعاً في السعودية، حيث أفاد 81% من الرؤساء التنفيذيين بأنهم أدخلوا تقنيات الذكاء الاصطناعي في مؤسساتهم خلال الأشهر الـ12 الماضية. أظهر التقرير أيضاً أن 57% من القادة يثقون بقدرة الذكاء الاصطناعي على تحسين العمليات الأساسية، متجاوزين المتوسط العالمي البالغ 33%.
بفضل هذه الجهود، حققت السعودية المركز 14 عالمياً في مؤشر الذكاء الاصطناعي لعام 2024، مستهدفة المزيد من التقدم من خلال استثمار 100 مليار دولار في مشاريع الذكاء الاصطناعي مثل «Transcendence»، التي تهدف إلى بناء بنية تحتية رقمية قوية.
رغم انخفاض التضخم إلى 2% في نهاية عام 2024، يبقى الأمن السيبراني من أبرز التحديات التي تواجه قادة الأعمال في المملكة، حيث أشار 49% من المشاركين إلى تعرض شركاتهم لمخاطر إلكترونية.
في ما يخص التوظيف، يخطط 70% من الشركات لزيادة عدد الموظفين خلال العام المقبل، مقارنة بـ42% عالمياً. هذا النمو يعكس التزام المملكة بتعزيز التوطين، تطوير الكفاءات المحلية، واستقطاب المواهب العالمية.
مع استمرار التحولات الاقتصادية، أظهر 66% من القادة السعوديين إدراكاً لحاجة شركاتهم إلى التكيف خلال العقد المقبل لضمان البقاء والتنافسية. خلال السنوات الخمس الماضية، ركزت الشركات على تطوير منتجات مبتكرة، استهداف أسواق جديدة، والتوسع في قطاعات غير تقليدية.
التقنيات الحديثة مثل الذكاء الاصطناعي وتقنيات الجيل الخامس أسهمت في تعزيز الكفاءة وخلق فرص استثمارية جديدة. كما أن تقاطع التكنولوجيا مع قطاعات أخرى، مثل الرياضة والسياحة، أدى إلى تحسين التجارب وزيادة الإيرادات.
أظهر التقرير قوة العلاقات الاقتصادية الدولية للسعودية، حيث أعلنت بورصة هونغ كونغ افتتاح مكتب في الرياض عام 2025 لتعزيز التعاون المالي. إلى جانب ذلك، عكست الشراكات الإقليمية مثل مذكرة التفاهم بين بورصة شنتشن وسوق دبي المالية التزام المملكة بتعزيز الروابط الاقتصادية مع شركاء عالميين.