الإنفاق في الشرق الأوسط يقفز إلى 243 مليار دولار
إيران لم ترفع الإنفاق بسبب العقوبات الأميركية
شهد الإنفاق العسكري العالمي زيادة تاريخية، هي الأكبر منذ الحرب الباردة في ستينيات القرن الماضي، فيما برزت السعودية بين الدول الأكثر إنفاقاً على مستوى العالم.
بلغ الإنفاق العسكري العالمي 2.718 تريليون خلال عام 2024، بزيادة قدرها 9.4% بالقيمة الحقيقية على عام 2023، وهو الأكبر سنوياً منذ نهاية الحرب الباردة على الأقل، وفقاً لبيانات جديدة نشرها اليوم الاثنين معهد ستوكهولم الدولي لأبحاث السلام (SIPRI).
تصدرت المملكة العربية السعودية دول الشرق الأوسط في الإنفاق العسكري لعام 2024، وفيما حلت في المرتبة السابعة في القائمة العالمية.
شهد إنفاق السعودية العسكري زيادة طفيفة بنسبة 1.5%، ليصل إلى ما يُقدر بـ 80.3 مليار دولار، ولكنه لا يزال أقل بنسبة 20% مما كان عليه في عام 2015، عندما بلغت عائدات النفط ذروتها.
وصل الإنفاق العسكري في الشرق الأوسط إلى نحو 243 مليار دولار عام 2024، ما يمثل زيادة بنسبة 15% مقارنة بعام 2023 و19% أكثر من عام 2015.
وارتفع الإنفاق العسكري الإسرائيلي بنسبة 65% ليصل إلى 46.5 مليار دولار في عام 2024، وهي أكبر زيادة سنوية منذ حرب عام 1967، مع استمرارها في حربي غزة وجنوب لبنان.
كما قفز العبء العسكري الإسرائيلي إلى 8.8% من الناتج المحلي الإجمالي، وهو ثاني أعلى معدل في العالم.
ارتفع الإنفاق العسكري اللبناني بنسبة 58% في عام 2024 ليصل إلى 635 مليون دولار بعد سنوات من انخفاض الإنفاق؛ بسبب الأزمة الاقتصادية والاضطرابات السياسية.
إلى ذلك قالت زبيدة كريم، الباحثة في برنامج الإنفاق العسكري وإنتاج الأسلحة في معهد ستوكهولم الدولي لأبحاث السلام: «على الرغم من التوقعات التي سادت بأن العديد من دول الشرق الأوسط ستزيد إنفاقها العسكري في عام 2024، فإن الزيادات الكبيرة اقتصرت على إسرائيل ولبنان».
في أماكن أخرى، لم تزد الدول إنفاقها بشكل ملحوظ استجابةً لحرب غزة، أو حالت القيود الاقتصادية دون ذلك، وفقاً لكريم.
وانخفض الإنفاق العسكري الإيراني بنسبة 10% بالقيمة الحقيقية ليصل إلى 7.9 مليار دولار في عام 2024، على الرغم وقد حدّ تأثير العقوبات على إيران بشدة من قدرتها على زيادة الإنفاق.
ازداد الإنفاق العسكري في جميع مناطق العالم، مع نمو سريع بشكل خاص في كل من أوروبا والشرق الأوسط، مسجلاً بذلك ارتفاعاً للعام العاشر على التوالي.
شكلت الدول الخمس الكبرى المنفقة عسكرياً - الولايات المتحدة، الصين، روسيا، ألمانيا والهند - 60% من الإجمالي العالمي، حيث بلغ إجمالي إنفاقها 1.635 تريليون دولار، وفقاً لبيانات جديدة نشرها اليوم معهد ستوكهولم الدولي لأبحاث السلام (SIPRI).
ارتفع العبء العسكري العالمي -أي حصة الناتج المحلي الإجمالي العالمي المخصصة للإنفاق العسكري- إلى 2.5% في عام 2024.
قال شياو ليانغ، الباحث في برنامج الإنفاق العسكري وإنتاج الأسلحة في معهد ستوكهولم الدولي لأبحاث السلام: «رفعت أكثر من 100 دولة حول العالم إنفاقها العسكري في عام 2024».
مع إعطاء الحكومات الأولوية بشكل متزايد للأمن العسكري، غالباً على حساب مجالات الميزانية الأخرى، فإن التنازلات الاقتصادية والاجتماعية قد يكون لها آثار كبيرة على المجتمعات لسنوات مقبلة، وفقاً ليانغ.