قال سفير المهام الخاصة في وزارة الخارجية الروسية، ورئيس أمانة منتدى الشراكة الروسية الإفريقية أوليغ أزوروف، بأنّ بلاده تتفاوض مع العديد من البلدان الإفريقية بشأن تحويل التجارة إلى العملات الوطنية.
ورداً على سؤال بشأن إمكانية التحول إلى التجارة بالعملات الوطنية مع إفريقيا، قال أزوروف "نحن نتفاوض مع العديد من البلدان".
ووصف أزوروف تحويل التجارة إلى العملات الوطنية، بأنّها "عملية معقدة"، وتتطلب اتخاذ القرار من قبل كل من السلطات التنظيمية الروسية والإفريقية.
الطريق نحو عملة البريكس
الباحث الروسي زين العابدين شيبان، يقول "أصبحنا نعرف معالم الطريق الاقتصادي والسياسي، التي تسير به روسيا، ومحاولة ربط الدول بعملة موحدة في عالم متعدد الأقطاب، حيث تبحث روسيا التوسع في ضم المزيد من البلدان الإفريقية، إلى قائمة التعامل المشترك بالعملات المحلية، في التبادل التجاري، بعيدا عن الدولار الأميركي، على غرار الخطوة التي اتخذتها مع إيران مؤخرا.
وأضاف شيبان، لموقع "إرم الاقتصادية"، أنه مع غنى القارة الإفريقية بثرواتها الطبيعية والباطنية، وتوسع آفاق التجارة الروسية نحو آسيا وإفريقيا، فلا بد من تضييق التعامل بالدولار الأميركي رويدا رويدا، والتعامل مع الدول التي تعتبر أطرافا للتجارة مع روسيا بالعملات الوطنية، كخطوة أولية قبل إصدار عملة البريكس.
منفعة متبادلة
الباحث المتخصص في الاقتصاد الإفريقي أحمد رشدي ناصف، يرى أن العلاقات الروسية الإفريقية تتخذ طابعا خاصا للأهمية المتبادلة بين الطرفين، فدول إفريقيا في حاجة إلى شركاء دوليين أقوياء سياسيا واقتصاديا، لدعم التنمية في إفريقيا وزيادة الاستثمار واستغلال موارد القارة، ودعم مواقف دول القارة دولياً.
وأضاف ناصف، لموقع "إرم الاقتصادية"، أن روسيا في حاجة أولا إلى الدعم السياسي من قبل القارة الإفريقية، في المؤسسات الدولية لما للقارة الإفريقية من ثقل وحجم تصويتي هو الأكبر في الأمم المتحدة، وممثل عن 54 دولة ذات سيادة، تتنافس عليها الدول الكبرى، وهو ما يدفع روسيا إلى تحجيم هذا التنافس والتواجد بقوة داخل الساحة الإفريقية.
وتابع "ثانيا روسيا في حاجة للموارد الخام والأولية، مثل المعادن وموارد زراعية أخرى، وهو ما يعكس التحركات والاهتمام الروسي بالقارة خلال السنوات السابقة، وتنامي الدور الروسي في القارة سياسيا واقتصاديا وعسكريا.
منافسة الدولار
وأشار إلى أن روسيا في حاجة إلى فتح أسواق متعددة لمنتجاتها وخدماتها، وخاصة بعد الأزمة الحالية من العقوبات الدولية المفروضة على روسيا، بسبب الحرب مع أوكرانيا، وهو ما دفع روسيا إلى التغلب على هذه الأزمة من خلال استحداث أدوات جديدة للتبادل، من خلال دعم العملات الأخرى بخلاف الدولار، عن طريق تقديم اقتراح باعتماد العملات الوطنية للدول الإفريقية لدى البنك المركزي الروسي في التبادل التجاري، في محاولة لإنهاء سيطرة الدولار على التجارة العالمية، وهو ما قوبل حتى الآن بالقبول والترحاب من الدول الإفريقية لحاجة دول القارة إلى المنتجات الخارجية من جانب، وعدم توافر الدولار بسبب الأزمة الدولية مما سبب موجة من التضخم في اقتصاديات القارة.
وكشف أن روسيا تستهدف استقطاب المزيد من الدول الإفريقية، للانضمام إلى منظمة البريكس الاقتصادية، التي تضم (الصين وروسيا وجنوب إفريقيا والبرازيل والهند)، واعتماد عملات الدول الأخرى لدى المنظمة. وهناك اتجاه إلى استحداث عملة موحدة لدول المنظمة.