في عالم يواجه الانهيار البيئي، أصبحت الاستدامة أكثر من مجرد كلمة رنانة - إنها شريان حياة.
في اللوجستيات والنقل، اللذان يساهمان في أكثر من 23% من انبعاثات الكربون العالمية، تتسارع المنافسة لإنقاذ كوكبنا، وفقاً للمنتدى الدولي للنقل، فإن النقل بالشاحنات وحده يشكل حوالي 10% من إجمالي انبعاثات ثاني أكسيد الكربون العالمية.
هذا يشكل صورة قاتمة لتأثير اللوجستيات على بيئتنا، مع تفاقم تغير المناخ في جميع أنحاء العالم، أصبح الضغط لتبني ممارسات مستدامة أمراً ملحاً. الاستدامة ليست خياراً، بل ضرورة وجودية.
في مجال اللوجستيات، يبدو الطريق نحو الاستدامة واضحاً، ولكنه مليء بالتحديات، يجب تقليل الانبعاثات الكربونية، وتحسين سلاسل الإمداد، مع تقليل الفاقد، وتشهد صناعة اللوجستيات ثورة، يقودها تزايد الطلب من المستهلكين والشركات على حلول أكثر خضرة، كما أظهرت دراسة حديثة من شركة ماكينزي أن 75% من المستهلكين حول العالم مستعدون لدفع المزيد مقابل المنتجات المستدامة، و60% من الشركات تعطي الأولوية للاستدامة في خيارات اللوجستيات، الطلب على ممارسات اللوجستيات المستدامة ضرورة لا تقبل الجدل.
أصبحت التكنولوجيا هي شعاع الأمل في هذه المعركة، التقنيات المتقدمة مثل الذكاء الاصطناعي (AI) والتعلم الآلي لم تعد مجرد أدوات للراحة، بل أصبحت أساسية لتحويل قطاع اللوجستيات، تساعد تحليلات البيانات وتحسين المسارات على تقليل استهلاك الوقود والانبعاثات، وفقاً للمنتدى العالمي للوجستيات وسلاسل الإمداد، فإن تحسين كفاءة سلسلة الإمداد من خلال التكنولوجيا يمكن أن يقلل من انبعاثات ثاني أكسيد الكربون العالمية بنسبة تصل إلى 30%، هذا الانخفاض ليس حلماً بعيداً، إنه في متناول اليد.
في هذا السياق من التحول العاجل، تظهر المنصات الرقمية كلاعبين محوريين، تمكّن منصة غودز 2 لود الشركات من تصفية مزودي الخدمات اللوجستية بناءً على معايير الاستدامة، مثل الشحن المحايد للكربون والشراكات مع الكيانات شبه الحكومية التي تركز على تقليل الانبعاثات، نحن نُمكّن الشركات الصغيرة والمتوسطة من التعاون مع مزودي الخدمات اللوجستية الذين يلتزمون بالاستدامة، ما يساعد على توجيه عملياتهم نحو الممارسات الخضراء التي يحتاجها كوكبنا بشدة.
كما أن الرقمنة تقلل من الحاجة إلى المعاملات الورقية، ما يعزز العمليات البيئية الصديقة، تساعد البيانات الفورية الشركات على اتخاذ قرارات مستنيرة، وتحسين المسارات وتقليل الشحنات غير الضرورية، وجدت دراسة من شركة أكسنتشر أن الشركات التي تعتمد على أدوات اللوجستيات الرقمية يمكن أن تقلل من تكاليف التشغيل بنسبة تصل إلى 12%، بينما تخفض تأثيرها البيئي، هذا يخلق وضعاً مربحاً للطرفين، حيث تسير الاستدامة والكفاءة المالية جنباً إلى جنب.
الاستدامة الاقتصادية هي جانب آخر بالغ الأهمية، خاصة بالنسبة للشركات الصغيرة والمتوسطة التي تواجه تحديات في إدارة تكاليف النقل المرتفعة، تقدم المنصات الرقمية خدمات لوجستية فعالة تتماشى مع الاحتياجات التشغيلية، تساعد الشفافية في هذه المنصات الشركات الصغيرة والمتوسطة على تحقيق توازن بين التوفير في التكاليف والاستدامة، ما يجعل اللوجستيات الخضراء في متناول جميع الشركات.
يتوقع المنتدى الاقتصادي العالمي أن التحول الرقمي في اللوجستيات يمكن أن يوفر 1.5 تريليون دولار بحلول عام 2027، ما يقدم فرصة هائلة للشركات لتوسيع أعمالها مع الحفاظ على مسؤوليتها البيئية.
كما تلعب الاستدامة الاجتماعية دوراً محورياً، تمكّن المنصات الرقمية الشركات من التواصل مع مزودي الخدمات اللوجستية الذين يعطون الأولوية للممارسات العمالية الأخلاقية والشمولية، هذا يضمن أن تمتد الاستدامة لتشمل الجوانب الاجتماعية بجانب البيئة، يجب على المنصات الرقمية أن تعزز الشفافية والمساءلة، ما يضمن أن يتم معاملة العمال في سلسلة الإمداد اللوجستي بشكل عادل ومسؤول.
علاوة على ذلك، تمكّن المنصات الرقمية الشركات في المناطق غير المخدومة من الوصول إلى الأدوات التي تمكنها من المنافسة على الصعيد العالمي، هذا يعزز التنمية الاقتصادية، ويخلق فرص عمل، ويبني مجتمعات مرنة، من خلال دعم الشركات الصغيرة والمتوسطة في الوصول إلى خدمات لوجستية موثوقة، نحن نساهم في توزيع أكثر عدلاً للموارد والفرص.
مع استمرار تطور اللوجستيات، فإن الفرص المتاحة لتحقيق مزيد من الاستدامة ضخمة، قد تشمل التطورات المستقبلية تتبع الانبعاثات الكربونية في الوقت الفعلي، وبرامج تعويض الكربون العالمية، وشهادات الاستدامة، تقدّر مؤسسة كاربون ترست أن تبني التقنيات الكربونية الفعّالة قد يقلل الانبعاثات بنسبة 60% بحلول عام 2050، إن مستقبل اللوجستيات يكمن في دمج التكنولوجيا مع الممارسات الخضراء، ما يساهم في الانتقال العالمي نحو النقل المستدام وسلاسل الإمداد.
الاستدامة في اللوجستيات لا تتعلق فقط بتقليل التأثير البيئي، بل هي أيضاً حول تعزيز الرفاهية الاقتصادية والاجتماعية. من خلال تبني التكنولوجيا، يمكن للشركات المساهمة في بناء مستقبل أكثر اخضراراً مع تحسين أرباحها ودعم المجتمعات التي تخدمها، تمكن منصات مثل غودز 2 لود الشركات من اتخاذ قرارات مسؤولة تتماشى مع قيم المستهلكين واحتياجات الأجيال القادمة، ما يخلق نظاماً بيئياً لوجستياً أكثر استدامة.