كما توقع أردوغان وشميشك.. التضخم التركي يتباطأ بأكثر من التوقعات

أظهرت بيانات رسمية صدرت اليوم الأربعاء، تباطؤ التضخم في تركيا بأكثر من التوقعات ليسجل 71.6% خلال يونيو الماضي، ليأتي متفقاً في الاتجاه مع تصريحات الرئيس رجب طيب أردوغان ووزير المالية محمد شميشك.

في مايو الماضي ارتفع معدل التضخم في تركيا إلى 75.5% سنوياً متجاوزاً التوقعات، ما يمثل ذروة أزمة تكلفة المعيشة التي طال أمدها في البلاد، وفقاً لبيانات رسمية عن مكتب الإحصاء التركي "ترك ستات".

تضخم في يونيو

وفقاً للبيانات التي صدرت اليوم الأربعاء، عن "ترك ستات"، تباطأ التضخم في تركيا ليسجل مستويات 71.6% خلال شهر يونيو.

يأتي ذلك بأقل من توقعات المحللين والأسواق التي رجحت أن يسجل التضخم مستويات 72.6%، ودون قراءة مايو الماضي التي سجلت 75.5%.

وفي العام قبل الماضي بلغ التضخم في تركيا ذروة 24 عاماً حينما وصل إلى مستويات 85.5%، ليبدأ في الانخفاض إلى ما دون 40% مع تحول سياسة البنك المركزي وانتهاج سياسة تقليدية متخلياً عن سياسة التيسير، إلا أن التضخم عاد إلى الارتفاع مجدداً ليصل إلى ذروة عام في مايو الماضي.

بدأ "المركزي التركي" سياسة خفض أسعار الفائدة منذ سبتمبر 2021 من مستويات 19% إلى 8.5% وهي التخفيضات التي صاحبها تسجيل الليرة لأدنى مستوياتها إطلاقًا، تزامناً مع ارتفاع التضخم لذروة ربع قرن.

 تباطؤ التضخم في تركيا بأكثر من التوقعات ليسجل 71.6% خلال يونيو الماضي نزولاً من 75.5%.

ترك ستات

الليرة اليوم 

تفاعلت الليرة التركية مع البيانات، وبحلول الساعة 7:15 صباحاً بتوقيت غرينتش، ارتفعت الليرة نحو 0.1% مقابل الدولار قرب مستويات 32.5 ليرة للدولار.

نزلت الليرة التركية خلال تداولات يونيو الماضي إلى مستويات دون 33 ليرة للدولار 3 مرات، حينما لامست مستويات 33.063 في الأسبوع الماضي.

ومنذ بداية العام نزلت الليرة من مستويات 29.7 ليرة للدولار إلى المستويات الحالية بتراجع بلغت نسبته 11%، وفقاً لبيانات "بورصة اسطنبول".

خلال العام 2023 انخفضت الليرة التركية من مستويات 18.7 ليرة للدولار إلى مستويات 29.5 ليرة للدولار بتراجع بلغت نسبته 57%.

بينما هوت الليرة التركية من مستويات قرب الـ 8.5 ليرة للدولار إلى المستويات الحالية بعدما تبنى البنك المركزي التركي سياسة تيسيرية مخالفاً اتجاه البنوك المركزية حول العالم بدءاً من سبتمبر 2021.

تحول السياسة النقدية

تحول "المركزي التركي" صوب سياسة متشددة لمواجهة التضخم، حينما رفع أسعار الفائدة بقوة بمقدار 4150 نقطة أساس منذ يونيو 2023، ولكنه أبقى عليها دون تغيير عند 50% منذ أبريل الماضي.

قال محافظ البنك المركزي التركي فاتح كاراهان: "واجب البنك المركزي هو الحفاظ على استقرار الأسعار، ولهذا الغرض، بدأنا عملية التشديد النقدي في يونيو وقمنا بزيادة سعر الفائدة منذ ذلك الحين من 8.5 % إلى50%".

أضاف كراهان وفقاً لبيان البنك في اجتماعه الأخير الشهر الماضي: "سيُحَافَظ على موقف السياسة النقدية المتشددة حتى يُحَقَّق انخفاض كبير ودائم في الاتجاه الأساسي للتضخم الشهري وتتقارب توقعات التضخم مع النطاق المتوقع".

واجب البنك المركزي الحفاظ على استقرار الأسعار، ولهذا الغرض، زدنا سعر الفائدة منذ ذلك الحين من 8.5% إلى50%.

محافظ "المركزي التركي"

خانة الآحاد

قال الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، وفقاً لموقع الرئاسة التركي، الشهر الماضي:" ستحقق تركيا النتائج الجيدة في ما يتعلق بالتضخم بدءاً من النصف الثاني من العام"، وأضاف: "التضخم سينخفض ​​بالتأكيد إلى ما دون 10%".

أشار الرئيس التركي إلى أن ارتفاع معدلات التضخم في العالم لا يزال مصدراً للقلق، وقال: "دخلنا عملية التخلص من وحش التضخم الذي يشاركنا طعامنا ووظائفنا وخبزنا".

وتابع أردوغان: "برنامجنا الاقتصادي يؤتي ثماره من حيث الإنتاج والتوظيف والصادرات، ونأمل أن نحصل على نتائج أفضل في ما يتعلق بالتضخم بدءاً من النصف الثاني من العام".

وأكد أن حكومته ستعمل على خفض مشكلة التضخم التي تتكرر لأسباب مثل الأوبئة والحروب والأزمات العالمية إلى خانة الآحاد كما كانت الحال في الماضي.

الأسوأ مر

قال وزير المالية التركي، محمد شيمشك، منذ أيام، خلال حدث في لندن نظمه مركز "تشاتام هاوس" للأبحاث: "التضخم يوشك على الانحسار بشكل كبير"، متوقعاً تباطؤ التضخم إلى نحو 15% المقبل بما يساهم في جذب مزيد من الاستثمارات الدولية.

أضاف شيمشك: "من المحتمل أن يصل التضخم في تركيا إلى ما يقل قليلاً عن 40 % أو يزيد قليلاً على 30% في وقت لاحق من هذا العام، وأن يصل العام المقبل إلى قرابة 15% قبل أن يتراجع إلى أقل من 10%".

كما كتب شيمشك -عبر موقع "إكس"- بعد وقت قصير من نشر بيانات التضخم خلال الشهر الماضي: "لقد أصبح الأسوأ وراءنا".

وتوقع وزير المالية التركي أن تبدأ انخفاضات التضخم الدائمة في يونيو الجاري، ما قد يؤدي إلى خفض المعدل ربما أقل من 50% بحلول نهاية الربع الثالث.