logo
اقتصاد

هل تنجح استراتيجية ترامب في كبح التنين الصيني؟

هل تنجح استراتيجية ترامب في كبح التنين الصيني؟
الرئيس المنتخب دونالد ترامب يحضر حدثاً لحملته الانتخابية في ألينتاون، بنسلفانيا، الولايات المتحدة، 29 أكتوبر 2024.المصدر: رويترز
تاريخ النشر:7 مارس 2025, 03:20 م

يزيد التركيز المتجدد لإدارة الرئيس الأميركي دونالد ترامب، على الصين من المخاوف في بكين، لا سيما في ظل الأزمة الاقتصادية التي يواجهها الرئيس شي جين بينغ داخلياً.

وبعد وقت قصير من فوز ترامب بالانتخابات الرئاسية في نوفمبر الماضي، طلب شي جين بينغ من مساعديه تحليل التنافس في الحرب الباردة بين الولايات المتحدة والاتحاد السوفييتي بشكل عاجل.

ووفقاً لتقرير نشرته صحيفة «وول ستريت جورنال»، يتمثل القلق المباشر للرئيس الصيني في احتمال عزل بلاده داخل النظام التجاري العالمي الذي ساعدها على الخروج من الفقر، وذلك في ظل زيادة الحواجز التجارية.

وعلى الرغم من أن نهج ترامب التصادمي تجاه الصين قد أسهم في تشكيل صورته كمنبوذ دولي، إلا أن الخبراء يشيرون إلى أن الصين، هي التي تجد نفسها في وضع استراتيجي غير مواتٍ في هذه الحرب التجارية.

أخبار ذات صلة

صادرات الصين تخيب التوقعات والواردات تسجل أكبر انخفاض منذ يوليو 2023

صادرات الصين تخيب التوقعات والواردات تسجل أكبر انخفاض منذ يوليو 2023

التغييرات الاستراتيجية

بينما تعمل إدارة ترامب على وضع استراتيجيات لمواجهة التأثير الاقتصادي للصين، يسعى الرئيس الأميركي إلى تقويض الأعراف التجارية العالمية التي تم تصميمها لصالح دول مثل الصين.

ووفقاً للمستشارين، يُنظر إلى هذا التحول كوسيلة لحماية العمال والشركات الأميركية من الهيمنة الاقتصادية الأجنبية.

أحد العناصر الرئيسة لاستراتيجية ترامب هو السعي لعقد صفقات تجارية أكثر تفضيلاً مع الدول التي تعتبر حلفاء تقليديين للصين، لتقليل التكاليف الاقتصادية المرتبطة بالحواجز التجارية، بالإضافة إلى الحد من قدرة الصين على تجاوز التعريفات.

على سبيل المثال، تسعى الولايات المتحدة إلى تقليل الاعتماد على السلع الصينية من خلال إبرام اتفاقيات تجارية جديدة مع دول مثل المكسيك وفيتنام.

ويعكس هذا التركيز من ترامب على هذه المبادرات نية واضحة لعزل الصين عبر الوسائل الاقتصادية والدبلوماسية.

موقف ترامب تجاه قناة بنما يعد مثالاً آخر على هذه الاستراتيجية، إذ تُعتبر السيطرة الأميركية على القناة أمراً أساسياً للحد من تأثير الصين المتزايد في المنطقة.

وقد حققت الولايات المتحدة مؤخراً انتصاراً كبيراً عندما اشترت شركة «بلاك روك» الأميركية حصصاً مسيطرة في الموانئ الواقعة على جانبي قناة بنما، والتي كانت تحت سيطرة مصالح صينية سابقاً.

ويُعتبر هذا التحرك تدبيراً لأمنها القومي، إذ يتيح للولايات المتحدة تقليص النفوذ الاستراتيجي للصين في التجارة العالمية.

استراتيجيات الصين الدفاعية

استجابة لهذه الضغوط، تركز الصين على الحفاظ على النظام التجاري العالمي، بينما تستعد في الوقت ذاته لمواجهة صدام تجاري محتمل.

وفي الأشهر الأخيرة، كثفت الصين جهودها لتعزيز علاقاتها مع حلفاء الولايات المتحدة التقليديين، على أمل الحصول على دعمهم في حال تصاعد النزاع الاقتصادي.

كما يعمل فريق قيادة شي، على وضع تدابير انتقامية لمواجهة التعريفات الأميركية، مع التركيز على فرض ضوابط تصدير للمعادن الحيوية واستهداف الصناعات التي تتمتع الصين فيها بنفوذ كبير، مثل التصنيع التكنولوجي المتقدم.

أخبار ذات صلة

الصين تواصل تعزيز احتياطيات الذهب للشهر الرابع على التوالي

الصين تواصل تعزيز احتياطيات الذهب للشهر الرابع على التوالي

تجنب محاكاة التعريفات

ومع ذلك، يشير الخبراء المقربون من الحكومة الصينية إلى أن بكين قد تتجنب محاكاة التعريفات الأميركية بشكل متساوٍ؛ لأن ذلك قد يكون له تأثير اقتصادي سلبي، إذ تستورد الصين من الولايات المتحدة أكثر مما تصدر إليها، ما يعني أن التعريفات الانتقامية قد تضر بالاقتصاد الصيني أكثر من الاقتصاد الأميركي.

رغم التحديات، تظهر الصين جبهة قوية، فقد وضعت الحكومة هدفاً نمواً متواضعاً بنسبة 5% لعام 2025، ما يعكس ثقتها بقدرتها على الصمود أمام العاصفة الاقتصادية.

متحدث باسم وزارة الخارجية الصينية، قال في تصريح حديث، إن الصين مستعدة لمواجهة أي نزاع تجاري مع الولايات المتحدة، بما في ذلك حرب تعريفة جمركية ممتدة.

استراتيجية الولايات المتحدة

تحركات ترامب وصفها بأنها جهود لتعزيز الاقتصاد الأميركي، بينما يضعف النمو التكنولوجي والصناعي في الصين.

ولا تقتصر استراتيجية ترامب الاقتصادية على التعريفات الجمركية فحسب، بل تدرس إدارته اتخاذ إجراءات إضافية، مثل تقييد الاستثمارات الصينية في الولايات المتحدة وتقليص بيع المنتجات التكنولوجية للشركات الصينية.

علاوة على ذلك، يلعب الموقف الدبلوماسي لترامب تجاه روسيا دوراً محورياً في استراتيجيته الأوسع. تسعى الولايات المتحدة إلى استغلال الانقسامات بين الصين وروسيا، بهدف تقليل اعتماد الصين على روسيا في مجالات مثل الطاقة والدفاع.

وأشار التقرير إلى أنه رغم خطابه التصادمي، يواصل ترامب التعبير عن استعداده للتفاوض مع نظيره الصيني، ومع ذلك، فإن احتمال إتمام مثل هذه الصفقة معقد؛ بسبب الدور المركزي لحزب شي الشيوعي في النموذج الاقتصادي الصيني، الذي يلتزم بالحفاظ على سيطرة الحكومة على الاقتصاد.

logo
اشترك في نشرتنا الإلكترونية
تابعونا على
تحميل تطبيق الهاتف
جميع الحقوق محفوظة © 2024 شركة إرم ميديا - Erem Media FZ LLC