كيف غيّر التضخم عادات التسوق لدى الأميركيين في «الجمعة البيضاء»؟

على الرغم من الحماس المعتاد لاستقبال يوم التسوّق الشهير «الجمعة البيضاء» الذي يأتي مباشرة بعد عيد الشكر، فإن التضخم المتصاعد قد يدفع المستهلكين الأميركيين إلى التريث في إنفاق أموالهم في هذا الموسم.
ويرى محللون أن المستهلكين قد فقدوا جزءاً من قدرتهم الشرائية بفعل التضخم الذي شهدته البلاد مباشرة بعد جائحة كوفيد-19 قبل أن يتراجع ببطء.

 

وحتى لو تمكنت الحكومة من كبح جماح التضخم والعودة به إلى مستويات مقبولة، فإن الأسعار الحالية، التي ارتفعت بأكثر من 20% عن مستوياتها قبل الجائحة، من غير المرجح أن تشهد انخفاضاً كبيراً.
ويقول المحلل لدى شركة «أدوبي ديجيتال إنسايتس» فيفيك بانديا، إنّ المستهلكين باتوا أكثر اهتماماً وتركيزاً على الأسعار؛ مما كانوا عليه في السنوات السابقة. 
ويشكل «وايتفرايداي» الذي يلي يوم الخميس الذي يُحتفل فيه بعيد الشكر، انطلاقة لموسم التسوق الخاص بأعياد نهاية السنة في الولايات المتحدة.

السعر أولاً

يُعدّ استياء الأسر الأميركية من التضخم أحد أسباب فوز دونالد ترامب في الانتخابات الرئاسية التي أجريت في نوفمبر، ويتعيّن على تجار التجزئة التكيف مع هذا الغضب.
يقول بانديا «نلاحظ أنّ المستهلكين أصبحوا يولون أهمية أكبر للسعر، ويستجيبون كثيراً للعروض الترويجية أو المتعلقة بالمناسبات».

وفي السنوات الأخيرة، بدأت بعض الشركات منها «تارغت» تطرح عروضها الترويجية الخاصة بـ«الجمعة الأسود» بدءاً من أكتوبر.
وتنظم شركة «تارغت» أسبوعاً من العروض الترويجية كل ثلاثة أشهر، ما يجذب عدداً كبيراً من المستهلكين.

 

وأوضح مديرو المجموعة أنّ المشتريات تكون أكثر انخفاضاً في الأسبوع الذي يسبق، وذلك الذي يلي هذه العروض.
وفي مطلع الشهر، قال الرئيس التنفيذي لـ«تارغت» براين كورنيل للمحللين، بعد فترة طويلة من التضخم «يقول لنا المستهلكون إنّ ميزانياتهم لا تزال محدودة».
ويضيف «باتوا أكثر ابتكاراً في سلوكهم الشرائي، إذ ينتظرون حتى آخر لحظة للشراء، ويركزون على العروض الجيدة، ويخزّنون السلع عندما يجدونها».
ويتوقع الاتحاد الوطني للبيع بالتجزئة (NRF) نمواً في الإنفاق خلال نهاية العام بنسبة تتراوح بين 2.5 و5% مقارنة بالعام الماضي، ليصل إلى 989 مليار دولار في شهرين.

قوة التجارة الإلكترونية

بدأ موسم الأعياد بقوة على صعيد المبيعات عبر الإنترنت، إذ حققت ارتفاعاً بنسبة 9.6% في أول 24 يوماً من الموسم، فيما كانت التوقعات تشير إلى نمو بـ8.4% فقط في الموسم بأكمله، على ما أفادت «أدوبي ديجيتال إنسايتس» الأربعاء.

وعلى الرغم من أن تأخر موسم الأعياد قد أدى دوراً، فإن الدراسات تشير إلى أن السبب الرئيسي وراء استقرار الأسعار هو المنافسة الشديدة بين المتاجر الإلكترونية التي تسعى لجذب العملاء.
ورغم ارتفاع معدل التضخم العام بنسبة تجاوزت 2%، أظهرت بيانات شركة أدوبي انخفاضاً ملحوظاً في أسعار السلع المبيعة عبر الإنترنت بنسبة 2.9% في أكتوبر مقارنة بالعام الماضي.

وهذا يدل على قدرة المنافسة الشديدة في عالم التجارة الإلكترونية على كبح جماح الارتفاع العام في الأسعار.