الجمعة 31 يناير 2025 م
تتصدّر دبي مشهد التجارة الإلكترونية المتنامي في الشرق الأوسط، إذ يُتوقّع أن يصل حجم السوق في المنطقة، إلى 50 مليار دولار خلال عام 2025.
وبصفة عامة، أسهمت البنية التحتية الرقمية المتطورة، والمبادرات الحكومية، والبيئة التنظيمية الداعمة في أن تجعل الإمارة مركزاً رئيساً لنمو قطاع البيع بالتجزئة عبر الإنترنت، ما جذب الشركات الناشئة والعملاقة على حد سواء.
ومع وجود شريحة شبابية متمرسة في التكنولوجيا وزيادة مستويات الدخل المتاح للإنفاق، يشهد القطاع ازدهاراً في المعاملات الرقمية.
كما أن انتشار الإنترنت والهواتف الذكية بشكل شبه كامل، إلى جانب الموقع الاستراتيجي والبنية اللوجستية المتطورة، قد ساعد في توفير بيئة مثالية لنمو التجارة الإلكترونية، وفق صحيفة «إيكونوميك تايمز» الهندية.
وتشهد قطاعات الأزياء ومستحضرات التجميل والإلكترونيات نمواً ملحوظاً، في ظل تنوع أذواق المستهلكين وتطور توجهاتهم الشرائية.
وفقاً لغرفة تجارة دبي، من المتوقع أن تصل مبيعات التجارة الإلكترونية في الإمارة إلى 8 مليارات دولار بحلول عام 2025، بما يتماشى مع الاتجاه العالمي الذي أشارت إليه شركة «ديلويت» (Deloitte) في تقريرها «المشهد المزدهر للتجارة الإلكترونية في الشرق الأوسط».
وتشمل أبرز العوامل التي تدفع نمو التجارة الإلكترونية في دبي، التطورات التكنولوجية التي تساهم في تغيير تجربة التسوق. إذ يساهم الذكاء الاصطناعي والتعلم الآلي في تمكين التخصيص الفائق، وأتمتة خدمة العملاء، وتحليل البيانات التنبؤية لتحسين تجربة المستهلك.
ويلعب الموقع الاستراتيجي والبنية التحتية اللوجستية المتطورة دوراً هاماً في تسريع عمليات التجارة الإلكترونية عبر الحدود، مما يسهم في تسريع عمليات التسليم.
ويعزز التنوع الديموغرافي للمستهلكين، مع ازدياد القوة الشرائية للسكان متعددي الثقافات، من قدرة دبي على جذب العلامات التجارية الإقليمية والعالمية في قطاع التجارة الإلكترونية.
وساهمت البيئة الرقمية المتكاملة في دبي في تمكين الشركات الناشئة من التوسع بسرعة. على سبيل المثال، تمكنت شركة «أيوا» (Eyewa) للبصريات، والمتخصصة في بيع النظارات عبر الإنترنت، من جمع 100 مليون دولار في جولة تمويل حديثة.
وقال أنس بومدين، الشريك المؤسس والرئيس التنفيذي للشركة: «تتمتع دبي باقتصاد رقمي متقدم، ما يتيح للشركات الناشئة مثل شركتنا الانتقال من الفكرة إلى التنفيذ بسرعة فائقة، مع تبني المستهلكين للخدمات الجديدة بشكل سريع».
أما عمالقة التجارة الإلكترونية، فقد حققوا نجاحاً مماثلاً، إذ لا تزال «نون»، المنصة الإلكترونية الإقليمية، توسع نطاق خدماتها لمنافسة لاعبين عالميين مثل «أمازون».
في الوقت نفسه، كثفت «كارفور» الإمارات عملياتها في قطاع البقالة عبر الإنترنت، معتمدة على تقنيات الذكاء الاصطناعي لتحسين كفاءة التوصيل.
إلى ذلك، شهدت دبي خلال الأشهر الأخيرة محطات هامة في قطاع التجارة الإلكترونية، من أبرزها طرح أسهم شركة «طلبات» للاكتتاب العام، إذ دخلت منصة التوصيل في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا «سوق دبي المالي» في 10 ديسمبر، محققة أكبر طرح عام أولي لشركة تكنولوجية في عام 2024.
كما شهد معرض «وورلديف دبي» (WORLDEF Dubai)، الذي أقيم في ديسمبر 2024 ويعد أكبر معرض للتجارة الإلكترونية في منطقة الخليج، تسليط الضوء على دور دبي كمركز عالمي للقطاع.
