استمرت البنوك المركزية حول العالم في تكديس أطنان الذهب مع استمرار التوترات الجيوسياسية حول العالم لتقفز مشتريات المعدن النفيس إلى أعلى مستوى في الربع الثاني على الإطلاق بعد مشتريات بلغت في الإجمالي 1258 طناً.
وأظهر تقرير اتجاهات الطلب على الذهب للربع الثاني من عام 2024 الصادر عن مجلس الذهب العالمي أن إجمالي الطلب العالمي على الذهب ارتفع 4% على أساس سنوي إلى 1258 طناً.
كما يعد الربع الثاني من 2024 أقوى ربع ثان في سلسلة بيانات المجلس، حيث كان الطلب الإجمالي مدعوماً بمعاملات خارج البورصة (OTC 2)، بزيادة ملحوظة بنسبة 53% على أساس سنوي ليسجل 329 طنًا.
أدت زيادة الطلب على الذهب خارج البورصة، واستمرار عمليات الشراء من جانب البنوك المركزية، وتباطؤ تدفقات صناديق الاستثمار المتداولة إلى ارتفاع أسعار الذهب إلى مستويات قياسية في الربع الثاني.
وبلغ متوسط سعر الذهب 2338 دولاراً للأونصة، بارتفاع 18% على أساس سنوي، ليصل إلى مستوى قياسي بلغ 2483 دولارا أمريكيا للأونصة خلال الربع.
كما زادت البنوك المركزية والمؤسسات الرسمية حيازاتها العالمية من الذهب بمقدار 183 طناً، ما يمثل تباطؤاً عن الربع السابق، لكنه لا يزال يعكس زيادة بنسبة 6% على أساس سنوي.
وأظهر مسح المجلس العالمي للذهب السنوي للبنوك المركزية أن مديري الاحتياطيات يعتقدون أن تخصيصات الذهب ستستمر في الارتفاع على مدى الأشهر الاثني عشر المقبلة، مدفوعة بالحاجة إلى حماية المحافظ وتنويعها في بيئة اقتصادية وجيوسياسية معقدة.
انخفض الطلب على المجوهرات في الربع الثاني 2024 مع استمرار الأسعار في الارتفاع
كبيرة محللي الأسواق في مجلس الذهب العالمي
وفقا لبيانات مجلس الذهب العالمي بقي الاستثمار العالمي في الذهب صامداً، حيث ارتفع بشكل طفيف على أساس سنوي عند 254 طناً، ما يخفي اتجاهات الطلب المتباينة.
وانخفض الاستثمار في السبائك والعملات المعدنية 5% إلى 261 طناً في الربع الثاني، بسبب الانخفاض الحاد في الطلب على العملات الذهبية.
فيما شهدت صناديق الاستثمار المتداولة في الذهب العالمية تدفقات خارجية طفيفة بلغت 7 أطنان خلال الربع، بينما استمر النمو الآسيوي.
في غضون ذلك دفعت الأسعار المرتفعة القياسية الطلب على المجوهرات إلى الانخفاض 19% على أساس سنوي في الربع الثاني، لكن الطلب في النصف الأول لا يزال قوياً مقارنة بالفترة نفسها من العام الماضي، وذلك بفضل الربع الأول الأقوى من المتوقع.
وعلاوة على ذلك، استمر الطلب على الذهب في مجال التكنولوجيا بالارتفاع، حيث قفز 11% على أساس سنوي، مدفوعا في المقام الأول بطفرة الذكاء الاصطناعي في قطاع الإلكترونيات الذي شهد زيادة 14% على أساس سنوي.
قالت كبيرة محللي الأسواق في مجلس الذهب العالمي، لويز ستريت: "شهد سوق خارج البورصة استمرار شهية اقتناء الذهب من المستثمرين المؤسسيين والأثرياء، فضلاً عن المكاتب العائلية، حيث يتجهون إلى الذهب لتنويع محافظهم الاستثمارية".
أضافت ستريت: "من ناحية أخرى، انخفض الطلب على المجوهرات في الربع الماضي مع استمرار الأسعار في الارتفاع، ما أغرى أيضا بعض المستثمرين الأفراد لجني الأرباح، بينما دعم الطلب القوي من البنوك المركزية وسوق خارج البورصة الأسعار، وهو اتجاه ثابت طوال العام".
كما أوضحت: "ازدادت التدفقات إلى صناديق الاستثمار المتداولة في الذهب بفضل الاهتمام المتجدد من المستثمرين الغربيين".
فيما أشارت إلى أن الانتعاش في الطلب من الهند، من المفترض أن يدعم الأسعار حيث يؤدي خفض الرسوم الجمركية على الواردات الذي أُعْلِن عنه مؤخرًا إلى خلق ظروف إيجابية للطلب على الذهب".
وقالت ستريت: "في حين أن هناك رياحا معاكسة محتملة للذهب في المستقبل، هناك أيضا تغييرات تجري في السوق العالمية من شأنها أن تدعم وترفع الطلب على الذهب".