هل تخشى بكين واشنطن؟.. قصة الثغرة وإصابة هونغ كونغ وقيمة الرسوم

مع تصاعد حرب التصريحات والقرارات بين واشنطن وبكين، والتي أسفرت أحدث تداعياتها عن إصابة هونغ كونغ بنيران الرسوم التجارية، برزت قضية الثغرة الضريبية، والتي أثارت غضب بكين بعدما أغلقتها قرارات ترامب.

في الوقت ذاته، ومع ترقب الأسواق لمكالمة هاتفية لتقريب وجهات النظر بين القطبين، أثير جدل حول الفارق الضخم في قيمة ما ستطاله قرارات بكين المضادة من منتجات وما طالته بالفعل قرارات واشنطن والتي تتجاوز العشرين ضِعفا.

وفي تصعيد جديد من الولايات المتحدة، أعلنت وزارة الأمن الداخلي والجمارك وحماية الحدود الأمريكية في إخطار اليوم الأربعاء، أن الرسوم الجمركية الإضافية التي فرضتها الولايات المتحدة على الصين والبالغة 10% ستطبق على هونغ كونغ.

بدورها، قالت «هيئة البريد الأميركية» (USPS) إنها توقفت عن قبول الطرود من الصين وهونغ كونغ حتى إشعار آخر، وسط تصاعد الحرب التجارية بين بكين وواشنطن.

الثغرة

ألغى الأمر التنفيذي الذي أصدره ترامب، الإعفاء الذي كان يسمح للسلع الصينية التي تبلغ قيمتها 800 دولار أو أقل بالدخول إلى الولايات المتحدة دون الحاجة إلى دفع رسوم أو بعض الضرائب.

واجهت «الثغرة الضريبية» الدنيا تدقيقا متزايدا في السنوات الأخيرة حيث استخدمتها شركات التجارة الإلكترونية الصينية العملاقة للوصول إلى ملايين العملاء في الولايات المتحدة، وفقا لتقارير أميركية.

بحسب تقرير أصدرته لجنة الكونغرس الأميركي المعنية بالصين في عام 2023، فإن ما يقرب من نصف الطرود التي دخلت الولايات المتحدة ضمن الشحنات الضئيلة أُرْسِلَت من الصين.

وأشار التقرير إلى أن التدفق الكبير للطرود التي تدخل البلاد من خلال هذا الإعفاء جعل من الصعب على نحو متزايد فحصها بحثا عن بضائع غير قانونية محتملة.

متواضعة

قدرت شركة «كابيتال إيكونوميكس للأبحاث» ومقرها المملكة المتحدة، أن الرسوم الجمركية الإضافية التي فرضتها الصين ستنطبق على نحو 20 مليار دولار من الواردات السنوية.

يأتي ذلك مقارنة بـ450 مليار دولار من البضائع الصينية الخاضعة لرسوم ترامب الجمركية التي دخلت حيز التنفيذ يوم أمس.

قال رئيس قسم الاقتصاد الصيني في الشركة «جوليان إيفانز بريتشارد» في مذكرة، إن الإجراءات متواضعة إلى حد ما، على الأقل مقارنة بالتحركات الأميركية، وقد تمت معايرتها لإرسال رسالة إلى الولايات المتحدة.

رد

في المقابل، وابتداءً من العاشر من فبراير، ستخضع منتجات الفحم والغاز الطبيعي المسال لرسوم جمركية 15%، كما ستخضع النفط الخام والآلات الزراعية والسيارات ذات المحركات الكبيرة لرسوم جمركية 10%.

في حين قال الرئيس الأمريكي دونالد ترامب أمس الثلاثاء، إنه ليس في عجلة من أمره للتحدث مع الرئيس الصيني شي جين بينغ لمحاولة نزع فتيل حرب تجارية جديدة بين أكبر اقتصادين في العالم، والتي أشعلتها رسوم جمركية فرضها بنسبة 10% على جميع الواردات الصينية.

 مكالمة

في إطار محاولات التهدئة، تترقب الأسواق مكالمة منتظرة بين الزعيمين الأميركي والصيني، في محاولة لتقريب وجهات النظر ووأد الحرب التجارية بين القطبين قبل تفاقمها.

في غضون ذلك، قالت المتحدثة باسم البيت الأبيض كارولين ليفات في بيان أمس، إنه لا يزال يتعين تحديد موعد للمكالمة بين ترامب وشي.

وأضافت أن شي تواصل مع ترامب للتحدث عن هذا الأمر، ربما لبدء المفاوضات، «لذا سنرى كيف ستسير هذه المكالمة».

في حين قال المتحدث باسم السفارة الصينية في واشنطن ليو بينغيو: «الصين تأمل أن تعمل واشنطن مع بكين لضمان علاقات مستقرة وصحية ومستدامة بين البلدين».

تحذير

اعتبر صندوق النقد الدولي أن من مصلحة الجميع إيجاد طرق بناءة لحل الخلافات وتمكين التجارة.

وأشار ترامب يوم الأحد الماضي إلى أن الاتحاد الأوروبي سيكون هدفه التالي الرسوم الجمركية، لكنه لم يحدد موعدا لذلك.

قالت رئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لاين، إن بروكسل ستكون مستعدة لمفاوضات صعبة، لكنها أكدت الحاجة إلى وضع أسس لشراكة أقوى مع أكبر شريك تجاري واستثماري للاتحاد الأوروبي.

وأضافت: «سنكون منفتحين وعمليين في كيفية تحقيق ذلك، لكننا سنوضح بالقدر نفسه أننا سنحمي مصالحنا دائما - متى وكيفما لزم الأمر».