هبطت ثقة الأسر اليابانية بوتيرة متسارعة، على النقيض من توقعات الأسواق والمحللين التي رجحت ارتفاعها، لتهوي إلى مستويات 36.2 نقطة، تزامنا مع تآكل القوة الشرائية للين الياباني وهبوطها إلى أدنى مستوياتها منذ عام 1970، إضافة لتراجع العملة أمام نظرائها من العملات الكبرى.
وتراقب الأسواق عن كثب اجتماع بنك اليابان المركزي المقبل في الوقت الذي ألمح خلاله كازوا أويدا -محافظ البنك- إلى تمسك البنك بسياسته الحالية، مع احتمال تعديل السياسة النقدية إذا اقتضت الحاجة والضرورة ذلك.
مع انخفاض الين الياباني إلى مستويات ما دون الـ 160 ينا للدولار، هبطت القوة الشرائية للعملة إلى أدنى مستوياتها منذ سبعينات القرن الماضيميزهو للابحاث
تآكل الثقة
كشفت أحدث بيانات مكتب الإحصاء الياباني اليوم -والصادرة عن مجلس الوزراء- عن تراجع ثقة الأسر فيما يتعلق بالأوضاع الاقتصادية المستقبلية في البلاد، على النقيض من التوقعات.
ونزل مؤشر ثقة الأُسَر إلى مستويات 36.2 نقطة، مقابل توقعات بارتفاع إلى 39.1 نقطة، ومقابل القراءة السابقة خلال أبريل والتي سجلت 38.3 نقطة.
ويجري استخراج هذا المؤشر من مسح شهري بعد استجواب عدد من الأسر لتقييم الجوانب الاقتصادية المستقبلية، وعندما يكون المستهلكون متشائمين فإنهم يميلون للإحجام عن شراء المزيد من السلع والخدمات، مما يبطئ النمو الاقتصادي.
اقرأ أيضاً- بعد بيانات مقلقة.. الأسهم تهبط خشية نفاد صبر بنك اليابان
القيمة الحقيقية
مع انخفاض الين الياباني إلى مستويات ما دون الـ160 ينا للدولار، هبطت القوة الشرائية للعملة إلى أدنى مستوياتها منذ سبعينات القرن الماضي وفق مذكرة لميزهو اليابانية.
وفقد الين نحو 60% من قوته الشرائية منذ ذروة سعر الصرف الفعلي الحقيقي في أبريل 1995، و فقا لشركة ميزوهو للأبحاث والتكنولوجيا.
ويقدر المشاركون في السوق أن طوكيو أنفقت نحو 60 مليار دولار لإنعاش الين من مستويات متدنية، بينما أكد وزير المالية الياباني شونيتشي سوزوكي مجددا نية الحكومة التدخل إذا لزم الأمر.
انخفض الإنفاق الاستهلاكي للأسر اليابانية للشهر الثالث عشر على التوالي، مع تراجع حاد في الإنفاق على خدمات المرافقمكتب الإحصاء الياباني
الين مقابل العملات
وهبط الين الياباني بصورة حادة أمام الجنيه الإسترليني خلال تداولات سوق العملات الأجنبية الرئيسة، مسجلا أدنى مستوى له في 16 عاما، إذ سجل نحو 200.60 للإسترليني.
ونزل الين مقابل الدولار الأميركي إلى مستويات 157.4 ين للدولار، قبل أن يقلص بعضا من خسائره وصولا إلى مستويات 157.1 ين للدولار.
وفي الوقت ذاته انخفض الين مقابل العملة الأوروبية الموحدة إلى أدنى مستوياته في أكثر من 22 عاما، نزولا إلى مستويات دون الـ 170 ينا لليورو الواحد.
اقرا أيضاً- الين يهبط صوب قاع تاريخي.. تضارب البيانات يُعقد موقف بنك اليابان
السعر الحقيقي
وبلغ سعر الصرف الفعلي الحقيقي للين، وهو مؤشر يقيم قوته الشرائية وقوته الفعالة مقابل العملات الدولية الرئيسة الأخرى، مثل الدولار واليورو 74.31 وفقا للبيانات المقدمة من بنك اليابان.
وقالت أبحاث ميزهو في مذكرة بحثية: "هذا الرقم ليس بعيدًا عن المستوى القياسي المنخفض البالغ 73.7 نقطة المسجل في أكتوبر الماضي، وهو أدنى قراءة منذ سبتمبر 1970، عندما تم ربط الين بسعر صرف ثابت قدره 360 للدولار.
وقدرت شركة ميزوهو للأبحاث والتكنولوجيا أنه إذا ظل سعر الين دون عتبة 145 ينا للدولار، فسيتعين على الأسر اليابانية تحمل تكاليف إضافية تعادل حوالي 188 ألف ين (1280 دولارًا) .
سيقوم بنك اليابان بتحليل ودراسة ضعف الين وتأثيره على خطوات السياسة النقدية، وسيرفع بنك اليابان سعر الفائدة إذا ارتفع اتجاه التضخم كما هو متوقعمحافظ بنك اليابان كازو أويدا
انكماش الإنفاق
وفي وقت سابق أظهرت بيانات مكتب الإحصاء الياباني انكماش مؤشر إنفاق الأسر العام (The Overall Household Spending) الذي يقيس إجمالي الإنفاق من جانب الأسر(مع تعديل التضخم) للشهر 13 على التوالي.
وانخفض الإنفاق الاستهلاكي للأسر اليابانية للشهر الثالث عشر على التوالي، مع تراجع حاد في الإنفاق على خدمات المرافق، وذلك في ظل الانخفاض المستمر على مدار عامين في الأجور الحقيقية.
وانكمش إنفاق الأسر اليابانية بنسبة -1.% مقابل توقعات بانكماش -2.3% بينما كان المؤشر قد انكمش في مارس 2023 بنسبة -0.5%.
وعلى أساس شهري تباطأ معدل إنفاق الأسر اليابانية إلى -1.2% مقابل توقعات بانكماش -0.3% ومقابل نمو بنسبة 1.4% في فبراير الماضي.
موقف أويدا
وعن تحركات سوق الفوركس وهبوط الين قال محافظ بنك اليابان كازو أويدا: "إذا أثرت تحركات سوق الفوركس على اتجاه التضخم؛ فإن بنك اليابان ملتزم بالرد عن طريق سياسته النقدية".
وأضاف محافظ بنك اليابان: "سيقوم بنك اليابان بتحليل ودراسة ضعف الين وتأثيره على خطوات السياسة النقدية، وسيرفع بنك اليابان سعر الفائدة إذا ارتفع اتجاه التضخم كما هو متوقع".
وتابع أويدا: "لا يوجد دليل واضح على أن سعر الفائدة المحايد استمر في الانخفاض عما كان عليه قبل خمس سنوات عندما كان يقدر بحوالي الصفر"، مؤكدا أن البنك يراقب عن كثب تقلبات أسعار الصرف بسوق الفوركس.
