رفع صندوق النقد الدولي اليوم الأربعاء توقعات النمو الاقتصادي في الصين، لكنه أكد بالمقابل الحاجة إلى سياسات إضافية لدعم سوق الإسكان المتعثر، وفي الوقت ذاته دقت النائب الأول للمدير العام للصندوق غيتا غوبيناث، ناقوس الخطر بشأن التوترات التجارية المتزايدة بين الصين والولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي.
وجاء التقييم الأخير بعد أن التقت غوبيناث مع محافظ بنك "الشعب الصيني" بان غونغ شنغ، والعديد من كبار المسؤولين بالوزارة خلال زيارتها للبلاد.
الصندوق يرى دليلاً على الصدام السريع للغاية عندما تضع أي من هذه الاقتصادات الثلاث الكبرى (الصين وأميركا وأوروبا) سياسة حمائيةالنائب الأول للمدير العام لصندوق النقد الدولي غيتا غوبيناث
خطر كبير
وقالت غوبيناث خلال مؤتمر صحفي في بكين اليوم إن الصندوق يرى دليلا على الصدام السريع للغاية عندما تضع أي من هذه الاقتصادات الثلاث الكبرى (الصين وأميركا وأوروبا) سياسة صناعية حمائية.
وحذرت من اتساع الصدام بين الاقتصادات الكبرى، وهو ما قد يقود إلى خطر أكبر بكثير لوجود نظام تجاري عالمي مجزأ.
اقرأ أيضاً- جي بي مورغان: الصين أكبر من التهميش واقتصادها سيتجاوز التوقعات
الاحتكاك التجاري
تواجه الصين احتكاكات تجارية متزايدة مع الولايات المتحدة، إذ أعلنت الإدارة زيادة كبيرة في الرسوم الجمركية على الواردات من السيارات الكهربائية الصينية بعد اتهام بكين بإغراق السوق بالصادرات الرخيصة.
ويحقق الاتحاد الأوروبي أيضًا فيما إذا كانت السيارات الكهربائية الصينية تستفيد بنحو غير عادل من الإعفاءات.
وقالت النائب الأول للمدير العام للصندوق إن السياسات الصناعية يمكن أن تكون مفيدة، ولكنها يمكن أن تؤدي إلى "تشوهات" إذا جرى تنفيذها بنحو عشوائي وعلى أساس أكثر استدامة.
وأشارت إلى فرض حوالي 3000 قيد تجاري في جميع أنحاء العالم عام 2023، أي ثلاثة أضعاف العدد في عام 2019، وأن القيود الصارمة على التجارة يمكن أن تخفض 7% من الناتج المحلي الإجمالي العالمي على المدى المتوسط.
اتساع الصدام بين الاقتصادات الكبرى قد يقود إلى خطر أكبر بكثير لوجود نظام تجاري عالمي مجزأالنائب الأول للمدير العام لصندوق النقد الدولي غيتا غوبيناث
توقعات النمو
عدّل صندوق النقد الدولي توقعات نمو الناتج المحلي الإجمالي للصين إلى 5% لعام 2024 و4.5% لعام 2025، وكلاهما أعلى بنسبة 0.4 نقطة مئوية من توقعاته في أبريل.
ووفقا لبيان الصندوق، تعكس هذه الترقية نتائج الربع الأول القوية وتدابير السياسة الأخيرة، مثل الإعانات لتشجيع المستهلكين على التجارة في السلع القديمة وشراء سلع جديدة.
وأضاف البيان أن الناتج المحلي الإجمالي نما في الربع الأول 5.3%، ما أبقى الصين على المسار الصحيح لتحقيق هدف النمو "حوالي 5%" هذا العام.
اقرا أيضاً- الاقتصاد يتخطى الخلافات.. الصين واليابان وسيول لأول مرة معاً منذ 5 سنوات
تباطؤ في 2029
يتوقع صندوق النقد الدولي تباطؤ التوسع الاقتصادي إلى 3.3% بحلول عام 2029 بسبب شيخوخة السكان وتباطؤ نمو الإنتاجية.
وقالت غوبيناث في بيان صحفي، إن المخاطر تميل نحو الجانب السلبي، بما في ذلك استمرار أزمة قطاع العقارات بنحو أكبر أو أطول من المتوقع وزيادة ضغوط التجزئة.
المخاطر تميل نحو الجانب السلبي، بما في ذلك استمرار أزمة قطاع العقارات بنحو أكبر أو أطول من المتوقع وزيادة ضغوط التجزئةالنائب الأول للمدير العام لصندوق النقد الدولي غيتا غوبيناث
أزمة العقار
تواجه السلطات الصينية تراجعا مستمرا في سوق الإسكان، وتسارع انخفاض الأسعار في أبريل في معظم المدن وفق بيان الصندوق.
وأدى تدهور الشهية للعقارات إلى التخلف عن السداد لدى بعض من أكبر المطورين.
وفي منتصف شهر مايو، أعلن البنك المركزي عن خطة تمويل بقيمة 300 مليار يوان (42 مليار دولار) لتشجيع الحكومات المحلية على شراء المنازل التجارية غير المباعة وتحويلها إلى مساكن مدعومة.
كما خفضت البنوك الوطنية الكبرى في الصين متطلبات الدفع وألغت الحد الأدنى لأسعار الفائدة على الرهن العقاري.
