logo
اقتصاد

زيارة مرتقبة لمديرة صندوق النقد.. هل تطلب مصر قروضاً إضافية؟

زيارة مرتقبة لمديرة صندوق النقد.. هل تطلب مصر قروضاً إضافية؟
رئيس الوزراء المصري مصطفى مدبولي خلال المؤتمر الصحفي الأسبوعي عقب اجتماع الحكومة المصدر: رئاسة مجلس الوزراء
تاريخ النشر:30 أكتوبر 2024, 07:30 م

كشف رئيس الوزراء المصري، مصطفى مدبولي، الأربعاء، عن زيارة مرتقبة لمديرة صندوق النقد الدولي، كريستالينا غورغييفا، الأسبوع المقبل، ويعقبها وصول فريق من الصندوق لبدء المراجعة الرابعة.

جاء ذلك خلال كلمته في المؤتمر الصحفي الأسبوعي عقب انتهاء اجتماع الحكومة اليوم بالعاصمة الإدارية الجديدة، وفق بيان لمجلس الوزراء.

مدبولي أشار إلى الجهود الكبيرة التي تقوم بها الدولة المصرية لمواجهة تداعيات الحرب في قطاع غزة وأيضاً في لبنان، لافتاً إلى حجم التبعات التي يمكن أن تلحق بدول المنطقة في حال اندلاع أي حرب إقليمية، والثمن الذي يمكن أن تدفعه كنتائج لتلك الحرب.

واستكمالاً لتلك النقطة، أوضح رئيس مجلس الوزراء أن هذا الأمر هو ما دعا الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، الأسبوع الماضي، إلى الحديث عن ضرورة إعادة النظر في إجراء مراجعة مع صندوق النقد الدوليّ بشأن برنامجه مع مصر؛ حتى يمكننا استيعاب المستجدات المتلاحقة التي لحقت بنا كدولة، رغم أننا كنا اتفقنا مسبقاً على مستهدفات الدولة.

وجدد مدبولي الإشارة إلى قيام وزراء المجموعة الاقتصادية، ومحافظ البنك المركزي بالسفر إلى واشنطن لحضور الاجتماعات السنوية للصندوق، مشيراً إلى أنه كانت هناك محادثات بنّاءة مع فريق الصندوق على هامش تلك الاجتماعات، لافتاً إلى نقطة مهمة للغاية تتعلق بهذه المناقشات، والتي تتمثل في أن المراجعة والتفاوض مع مسؤولي الصندوق لا تتضمن أية مبالغ جديدة أو قروض إضافية، بل تشمل فقط مراجعة الالتزامات والمستهدفات وتوقيتات تحقيقها طبقاً للظروف المحيطة والمستجدات الواقعة في المنطقة، وهو ما يعني أنه ليس هناك أية أعباء سيتحملها المواطن المصري، فنحن نتحدث عن إطالة أمد بعض الإجراءات؛ حتى يتسنى لنا التخفيف من وطأة الظروف الراهنة.

وفي السياق نفسه، أعلن أن الأسبوع المقبل سيشهد زيارة للمديرة التنفيذية لصندوق النقد الدولي، ويعقب زيارتها مباشرة وصول فريق المراجعة الخاص ببرنامج مصر، تمهيداً لبدء المراجعة الرابعة بشأن البرنامج.

واستكمالاً للملف الاقتصادي، قال مدبولي إنه برغم كل التوترات الإقليمية وتأثيراتها الكبيرة للغاية على مصر، فقد شهدت زيارته الأخيرة إلى المملكة العربية السعودية، للمشاركة نيابة عن رئيس البلاد في مؤتمر اقتصادي مهم تنظمه المملكة عن ملف الاستثمارات، عدة لقاءات جانبية مع زعماء الدول المشاركين بالمؤتمر، حيث حرص جميعهم على التعبير عن تقديم رسالة تقدير كبير لموقف مصر ومساهمتها في ظل الأزمة غير المسبوقة التي تواجهها منطقة الشرق الأوسط.

وأضاف أن "قادة العالم بالمؤتمر أكدوا أنهم يدركون تماماً حجم الأعباء الكبيرة المُلقاة على عاتق مصر جراء تبعات هذه الأزمات، وحجم الضغوط المحيطة بها، والظروف الجيوسياسية التي تفرض مشكلات على حركة التجارة في البحر الأحمر، إلى جانب المشكلات التي يواجهها أهالينا في السودان والتي دفعت أمين عام منظمة الأمم المتحدة للحديث صراحة عما يشهده السودان من أزمات غذاء قاسية جداً، وكذا الموقف في كل من غزة ولبنان، حيث كانت معظم النقاشات، التي تم إجراؤها مع هؤلاء الزعماء، تحمل تقديراً للدولة المصرية وصمودها وسط هذه الظروف، مع القدرة على التعامل مع كل هذه الصدمات في هذه المرحلة الصعبة".

وأشار رئيس الوزراء المصري إلى أنه صدر منذ أيام قليلة تقرير وكالة الأنباء العالمية "رويترز" عن تقديراته حول الاقتصاد المصري، والذي ذكر أن معدل النمو الاقتصادي في مصر سيزيد خلال العام المالي الحالي ليصل إلى 4%، متوقعاً أن يتجاوز خلال العام الذي يليه نسبة 4.7%، وليقترب في العام الذي بعده من 5.3% أو 5.5%، وذلك برغم كل تلك التحديات الراهنة المشار إليها".

قبل أن يستدرك: "لكن الأهم الذي صدر عن هذه الوكالة المتخصصة أنها تحدثت عن التضخم، حيث توقعت أن يصل معدل التضخم خلال العام المالي الحالي 2024/ 2025 إلى حدود 20.4%، وتقديراتها حول العام المالي التالي 2025/ 2026 أن يصل التضخم إلى حدود 11%، وهو قريب للغاية مما سبق أن ذكرناه، حيث نستهدف مع نهاية 2025/ 2026 تضخما في حدود 10%".

وكان من المقرر أن يجري صندوق النقد الدولي في نهاية سبتمبر مراجعة جديدة لاتفاقية القرض المبرمة مع مصر في أبريل، لكن الصندوق أرجأ المراجعة إلى موعد لم يتحدد بعد وتأجل بالتالي حصول مصر على شريحة جديدة من القرض قيمتها 1،2 مليار دولار.

وبحسب الصندوق فإنّ أهمّ الإصلاحات الاقتصادية في مصر تشمل التحوّل إلى نظام سعر صرف مرن، وتشديد السياسة النقدية والسياسة المالية العامة، وإبطاء الإنفاق على البنية التحتية للحد من التضخم، والمحافظة على استدامة القدرة على تحمل الديون، مع تعزيز بيئة تمكن القطاع الخاص من ممارسة نشاطه.

وأكد صندوق النقد الدولي أن هذه السياسات ستساهم في المحافظة على الاستقرار الاقتصادي الكلي واستعادة الثقة، كما ستمكّن مصر من مواجهة التحديات التي طرحتها الصدمات الخارجية في الآونة الأخيرة.

logo
اشترك في نشرتنا الإلكترونية
تابعونا على
جميع الحقوق محفوظة ©️ 2024 شركة إرم ميديا - Erem Media FZ LLC