وبعدما شهدت أسعار النفط ارتفاعا حادًا مع اندلاع المواجهات إلا أنها أنهت الأسبوع بخسائر بلغت نسبتها 3% بعد أن قللت إيران من شأن هجمات يشتبه بأنها إسرائيلية على أراضيها، في مؤشر على إمكانية تجنب تصعيد الأعمال القتالية في الشرق الأوسط.
وكان المستثمرون يراقبون عن كثب رد فعل إسرائيل على الهجمات الإيرانية بطائرات مسيرة وصواريخ في 13 أبريل، التي جاءت ردا على غارة جوية يشتبه بأنها إسرائيلية في الأول من أبريل على مجمع السفارة الإيرانية في دمشق.
لم يكن الهجوم سوى استعراض كبير، وبالتالي تراجعت الأسواق بالسرعة التي ارتفعت بهاتيم سنايدر
هبطت أسعار النفط خلال الأسبوع المنتهي أمس الجمعة بعدما ضغطت الرياح الاقتصادية المعاكسة على معنويات المستثمرين بشأن تراجع الطلب الصيني والأوروبي.
جنبًا إلى جنب فقد تضاءل تأثير التوترات الجيوسياسية، بعدما جاء رد إسرائيل على الهجوم الإيراني، باهتاً حيث لم يكن الهجوم سوى استعراض لم تنجم عنه أية أضرار.
وسجلت العقود الآجلة للخامين القياسيين برنت وخام غرب تكساس الأميركي أكبر خسارة أسبوعية لهما منذ فبراير الماضي.
وخلال الأسبوع أنخفض سعر العقود الآجلة لخام برنت القياسي، تسليم يونيو بنسبة 3.6% نزولا إلى مستويات 87.29 دولار للبرميل بعدما وصلت قرب مستويات الـ 92 دولار للبرميل.
وفي الاتجاه ذاته هبطت العقود الآجلة لخام غرب تكساس الوسيط الأميركي، تسليم مايو نزولا إلى مستويات 83.14 دولار للبرميل بعدما تكبد خسائر أسبوعية بنسبة 3%.
تراجعت علاوة المخاطر الجيوسياسية في أسعار النفط على أساس أن أي انتقام إسرائيلي سوف يأتي ضعيفاكيلفن وونغ
وقال تيم سنايدر، الخبير الاقتصادي لدى شركة ماتادور إيكونوميكس: "لم يكن الهجوم سوى استعراض كبير، وبالتالي تراجعت الأسواق بالسرعة التي ارتفعت بها".
ولفت سنايدر إلا أن الأسواق كانت تتخوف من اتساع الصراع بين البلدين خوفًا من توقف تدفقات النفط الإيراني أو إغلاق مضيق هرمز.
وتعد إيران ثالث أكبر منتج في منظمة البلدان المصدرة للنفط أوبك، ومن شأن تخفيف صراعها مع إسرائيل أن يقلل من احتمالات انقطاع الإمدادات في الشرق الأوسط، وفقًا لسنايدر.
وتنتج إيران أكثر من 3 ملايين برميل يوميا من النفط الخام بصفتها منتجا رئيسيا داخل منظمة البلدان المصدرة للنفط (أوبك).
ويرى محلل أواندا، كيلفن وونغ أن ارتفاع علاوات المخاطر الجيوسياسية تم ترجمته إلى بيئة خالية من المخاطرة في هذه المرحلة مع زيادة خطر انقطاع إمدادات النفط على المدى القصير على الأقل.
وقال وونغ: "تراجعت علاوة المخاطر الجيوسياسية في أسعار النفط هذا الأسبوع على أساس تصور مفاده أن أي انتقام إسرائيلي على الهجوم الإيراني سوف يأتي ضعيفا في ظل ضغوط دولية".
ولفت وونغ إلى أن الأسعار ارتفعت بعدما أطلقت إيران مئات الطائرات دون طيار والصواريخ للرد على غارة إسرائيلية استهدفت قنصليتها في سوريا، بيد أنه سرعان ما نزلت بعدما تبين أن الضربة جاءت بأقل الأضرار والإصابات.
الأسواق كانت تراهن على المزيد من التصعيد يشير إلى أن الانتقام المتبادل بين الجانبين سيستمر لمدة أطولجون رونغ يب
بينما لفت محلل آي جي (IG) بنك جون رونغ يب إلى ان الأسواق كانت تراهن على المزيد من التصعيد يشير إلى أن الانتقام المتبادل بين الجانبين سيستمر لمدة أطول.
وقال يب: "في بداية الأمر الهجوم الإيراني المضاد شكل مخاطر كبيرة لتوسيع الصراع إلى صراع إقليمي، حيث كان من الممكن أن يعرض بعض إمدادات النفط للخطر، وقد تظل أسعار النفط الخام مدعومة في هذه الأثناء مع استمرار تصاعد التوترات".
وأوضح يب أن المستثمرين راقبوا عن كثب رد فعل إسرائيل على الهجمات الإيرانية بطائرات دون طيار وهو ما اتضح أنه رد فعل لم ينجم عنه ما يؤدي إلى توسعة الصراع في المنطقة".
وفي غضون ذلك تتجه واشنطن لفرض عقوبات جديدة على إيران من المُقرر أن تؤثر بصورة مباشرة وواضحة في صادرات النفط الإيرانية، بحسب تقرير مؤسسة "كلير فيو إنرجي بارتنرز" (ClearView Energy Partners).
ولفت تقرير كلير فيو إلى مشروع قانون "شيب" (SHIP)، يمهد إلى فرض عقوبات على المواني والسفن ومصافي التكرير التي "تشارك عمدًا" في عمليات شحن ونقل ومعالجة النفط الخام ومنتجات النفط الإيرانية.
وبموجب هذا القانون المُقترح، ستُمنع السفن التي تنتهك هذه البنود سالفة الذكر من دخول المواني الأميركية لمدة عامين.
ومع ذلك، يتضمّن مشروع القانون تقديم استثناءات لمدة 180 يومًا، إذا ما ارتأت إدارة الرئيس الأميركي جو بايدن، ضرورة تجنب ارتفاع أسعار النفط.
وقال محللون في إيه إن زد ريسيرش (ANZ Research): "ردّ إسرائيل سيحدّد ما إذا كان التصعيد سينتهي أم سيستمر، إذ ما يزال من الممكن احتواء الصراع بين إسرائيل وإيران، مع احتمال مشاركة الولايات المتحدة".
ودخلت أسعار النفط في موجة من التراجعات بعدما ارتفعت الأسبوع الماضي إلى أعلى مستوياتها منذ أكتوبر، بعد أن تسببت الهجمات الإيرانية، التي وصفتها حكومتها بأنها انتقامية على غارة جوية على قنصليتها في دمشق، في أضرار متواضعة.
وتضافرت مجموعة من العوامل في الضغط على أسعار النفط بدءا من محدودية الهجوم الإيراني وتأجيل رد إسرائيل جنبًا غلى جنب وبيانات تشير إلى ضعف قطاع التصنيع في الصين إضافة إلى ارتفاع المخزونات الأميركية.