%30 خفضاً في حدود إنتاج حقل تنغيز الكازاخي
هبطت أسعار النفط في التعاملات المبكرة اليوم الثلاثاء بصورة طفيفة، رغم الارتفاع الكبير أمس بفعل توقف أكبر حقل منتج للنفط في غرب أوروبا وتصاعد حدة المخاوف من تزايد التوترات الروسية الأوكرانية، وهي العوامل التي لا تزال قائمة حتى الآن؛ ما ضرب سياجاً من الغموض حول توقعات سعر النفط اليوم.
ارتفعت أسعار النفط بأكثر من 3% عند الإغلاق أمس، بعد أنباء عن توقف الإنتاج في حقل يوهان سفيردروب النفطي العملاق في النرويج؛ ما عزز مكاسب سابقة نتجت عن تصاعد حدة المواجهة بين روسيا وأوكرانيا.
انخفضت العقود الآجلة لخام برنت للتسليم في يناير 0.1 دولار في البرميل أو ما يعادل أو 0.1% وصولاً إلى مستويات 73.37 دولار للبرميل، بحلول الساعة الـ3:10 صباحاً بتوقيت غرينتش.
كما هبطت العقود الآجلة لخام غرب تكساس الوسيط الأميركي للتسليم في ديسمبر 0.07 دولار في البرميل أو ما يعادل 0.1% وصولاً إلى مستويات 69.23 دولار للبرميل.
بنهاية تعاملات أمس، ازدادت العقود الآجلة لخام برنت 2.26 دولار بما يعادل 3.2% إلى 73.30 دولار للبرميل، بينما ارتفعت العقود الآجلة لخام غرب تكساس الوسيط الأميركي 2.14 دولار بما يعادل 3.2%، إلى 69.16 دولار للبرميل.
أعلنت شركة إكوينور النرويجية مساء أمس، أنها أوقفت الإنتاج في حقل يوهان سفيردروب النفطي، وهو الأكبر في غرب أوروبا، بسبب انقطاع للكهرباء.
قال متحدث باسم الشركة في بيان إن العمل جار لإعادة تشغيل الحقل دون الإشارة إلى الموعد المتوقع لاستئناف العمل، مشيراً إلى أن الانقطاع نجم عن تصاعد الدخان في محطة تحويل كهرباء على اليابسة.
وأضاف أن الموقف جرى توضيحه بسرعة، لكنه أدى إلى إغلاق مؤقت للإنتاج في الحقل بأكمله، وينتج حقل سفيردروب نحو 755 ألف برميل من المكافئ النفطي يومياً.
عمّق من مخاوف نقص المعروض أيضاً، الإعلان عن خفض حقل تنغيز، أكبر حقول النفط في قازاخستان إنتاجه في حدود 30%، بسبب أعمال الصيانة الجارية، وهو ما يسهم في تقليص الإمدادات العالمية بشكل أكبر.
إلى ذلك قالت وزارة الطاقة في البلاد إن من المتوقع أن تكتمل أعمال الصيانة بحلول يوم السبت المقبل، وتدير الحقل شركة شيفرون الأميركية.
تزايد حذر المستثمرين في تقييم اتجاه الحرب بين روسيا وأوكرانيا، وتأثيره في المعروض بسبب مشاكل الإنتاج في بعض حقول النفط، بعد أن شنت روسيا أكبر غارة جوية لها على أوكرانيا منذ ما يقرب من ثلاثة أشهر يوم الأحد، ما تسبب في أضرار جسيمة في نظام الطاقة في البلاد.
وفي خطوة من شأنها تأجيج المخاوف بشأن انقطاع إمدادات النفط أو تعثرها، شهدت سياسة واشنطن تحولاً كبيراً، إذ سمحت إدارة الرئيس جو بايدن لأوكرانيا باستخدام أسلحة أميركية الصنع تسمح بضرب عمق روسيا، التي تعد أحد أكبر منتجي وموردي النفط في العالم.
في المقابل أعلن الكرملين أمس أن روسيا سترد على ما وصفه بالقرار المتهور لإدارة بايدن، بعد أن حذّر في وقت سابق من أن مثل هذه القرارات من شأنها أن تزيد خطر المواجهة مع حلف شمال الأطلسي بقيادة الولايات المتحدة.
من جهة أخرى أكد خبراء «بنك آي. جي» في مذكرة «قد يؤدي منح بايدن أوكرانيا الضوء الأخضر استخدام صواريخ بعيدة المدى تطال العمق الروسي، إلى أن تلقي التأثيرات الجيوسياسية بظلالها على النفط مع تصعيد حدة التوتر، رداً على دخول قوات كورية شمالية إلى القتال (في صفوف القوات الروسية)».
انخفضت أسعار خام برنت وخام غرب تكساس الوسيط بأكثر من 3% الأسبوع الماضي، بسبب بيانات ضعيفة عن معدلات تشغيل المصافي في الصين.
في الوقت ذاته توقعت وكالة الطاقة الدولية أن يتجاوز المعروض العالمي من النفط الطلب بما يزيد على مليون برميل يومياً في عام 2025 حتى إذا ظلت تخفيضات الإنتاج من مجموعة «أوبك+» سارية.