اﻷحد 13 أبريل 2025 م
إلغاء كامل تخفيضات «أوبك+» يقود لزيادة كبيرة بالمعروض
الحرب التجارية والركود العالمي يزيد الضغط على الأسعار
في سيناريو متطرف، توقع بنك «غولدمان ساكس» أن خام برنت القياسي قد يواجه مزيداً من الهبوط إلى ما دون 40 دولاراً للبرميل مع اشتعال الحرب التجارية وزيادة الإمدادات، جنباً إلى جنب وتراجع الطلب على النفط الخام.
يأتي ذلك، بينما تشهد أسواق النفط العالمية تقلبات في الجلسات الأخيرة، مع تصعيد إدارة ترامب للحرب التجارية.
وردّ بعض الاقتصادات، بما فيها الصين، على ذلك ما أدى إلى تزايد مخاطر الركود وتداعيات سلبية على استهلاك الطاقة.
في الوقت ذاته، عدّلت «أوبك+» مسارها بإضافة المزيد من البراميل إلى مستويات أعلى من المتوقع بعد فترة طويلة من ضبط الإمدادات، عقب صدور قراراها الأخير بالمضيّ قدماً في خطة زيادة الإنتاج.
توقع محللو «غولدمان ساكس» في مذكرة بعنوان «إلى أي مدى قد تنخفض أسعار النفط؟» في سيناريو أكثر تطرفاً وأقل احتمالاً بحسب خبراء البنك، هبوطاً عنيفاً لأسعار النفط العالمية في السنوات المقبلة.
كتب خبراء البنك بقيادة يوليا جيستكوفا غريغسبي في مذكرة: «نقدّر مساراً صعباً للأسعار بافتراض خط أساس الناتج المحلي الإجمالي العالمي لدينا والإلغاء الكامل لتخفيضات (أوبك+) البالغة 2.2 مليون برميل يومياً».
السيناريو الذي يجمع بين تراجع الناتج المحلي الإجمالي العالمي مع إلغاء كامل لتخفيضات «أوبك+»، يتحدث عن زيادة كبيرة في المعروض، تؤدي إلى انخفاض نفط برنت إلى ما دون 40 دولاراً للبرميل في أواخر 2026.
حدد بنك «غولدمان ساكس» سيناريوهات يمكن أن تنحرف فيها أسعار النفط عن هذه التوقعات، في حالة حدوث تغيير حاد في سياسة التعريفات الجمركية، قد تتجاوز أسعار النفط تقديرات مجموعة «غولدمان ساكس» الحالية.
وتوقع خبراء البنك أنه إذا دخلت الولايات المتحدة في «ركود نموذجي» مع الالتزام بخط أساس أوبك، يمكن أن ينخفض خام برنت إلى 58 دولاراً للبرميل بحلول ديسمبر 2025، وإلى 50 دولاراً بحلول العام التالي.
كما أشاروا إلى احتمالية أن ينخفض برنت نحو 54 دولاراً للبرميل بحلول ديسمبر 2025، وإلى 45 دولاراً بحلول ديسمبر 2026، في سيناريو يشهد تباطؤاً في نمو الناتج المحلي الإجمالي العالمي.
كتب خبراء البنك: «لا تعكس هذه النظرة التوقعات الأساسية الحالية لـ«غولدمان ساكس»، والتي حددت سعر خام برنت عند 55 دولاراً للبرميل في ديسمبر المقبل».
وتوقعوا انخفاضاً في أسعار نفط برنت وخام غرب تكساس الوسيط إلى 62 و58 دولاراً للبرميل على التوالي بحلول ديسمبر 2025، وإلى 55 و51 دولاراً بحلول ديسمبر 2026.
تستند هذه التوقعات إلى افتراضين رئيسيين: أن الاقتصاد الأميركي سيتجنب الركود بفضل تخفيضات كبيرة في التعريفات الجمركية المقرر بدؤها في 9 أبريل، وأن «أوبك+» ستزيد الإمدادات بشكل معتدل بزيادتين قدرهما 130-140 ألف برميل يومياً في يونيو ويوليو.
وشهدت أسعار النفط الخام العالمية انخفاضاً حاداً، حيث انخفضت إلى نحو 60 دولاراً للبرميل نزولاً من مستويات قريبة من 75 دولاراً الأسبوع الماضي.
ارتفعت العقود الآجلة لخام برنت القياسي تسليم شهر يونيو نحو 0.8 دولار في البرميل تعادل 1.3% وصولاً إلى مستويات فوق 65 دولاراً للبرميل بحلول الساعة 3:20 صباحاً بتوقيت غرينتش.
بينما زادت العقود الآجلة لخام غرب تكساس الوسيط الأميركي تسليم شهر مايو، ما يقرب من الدولار أو ما يعادل 1.4%، وصولاً إلى مستويات 61.61 دولار للبرميل.
مع نهاية تعاملات أمس الاثنين، تعرضت الأسعار إلى أسوأ أداء يومي في 4 أعوام، وتراجعت العقود الآجلة لخام برنت 1.37 دولار أو 2.1% إلى 64.21 دولار للبرميل، بينما هبطت العقود الآجلة لخام غرب تكساس الوسيط الأميركي 1.29 دولار أو 2.1% أيضا 60.70 دولار.
شهدت جلسة أمس تقلبات حادة، إذ انخفضت الأسعار أكثر من ثلاثة دولارات للبرميل قبل أن تقلص خسائرها مع انتشار التقارير الصحفية التي أفادت بشأن احتمال تأجيل الرسوم، إلا أن البيت الأبيض نفى التقرير، ما دفع الأسعار إلى الانخفاض من جديد.
توقع بنك «غولدمان ساكس» أمس الاثنين 45% احتمال حدوث ركود في الولايات المتحدة خلال الـ12 شهراً المقبلة، وعدّل توقعاته لأسعار النفط بالخفض.
في الوقت ذاته، خفض «سيتي بنك» توقعاته لخام برنت، بينما توقع بنك «جيه. بي مورغان» الأسبوع الماضي بنسبة 60% احتمال حدوث ركود في الولايات المتحدة والعالم.
زاد الضغط على الأسعار، قرار تحالف «أوبك+» المضيّ قدماً في خطط زيادة الإنتاج بمقدار 411 ألف برميل يومياً في مايو بما يشكل زيادة عن 135 ألف برميل يومياً كانت مخططة من قبل.
في غضون ذلك أعلنت شركة النفط السعودية «أرامكو» أول أمس، تخفيضات حادة لأسعار النفط الخام للمشترين الآسيويين إلى أدنى مستوى في أربعة أشهر.
