logo
اقتصاد

«سيناريو  2018».. الرنمينبي الصيني يواجه تعريفات ترامب

«سيناريو  2018».. الرنمينبي الصيني يواجه تعريفات ترامب
الرئيس الأميركي دونالد ترامب خلال اجتماع مع نظيره الصيني شي جين بينغ ضمن قمة قادة مجموعة العشرين في مدينة أوساكا اليابانية يوم 29 يونيو 2019.المصدر: رويترز
تاريخ النشر:8 أبريل 2025, 09:26 ص

في ساعة مبكرة من صباح يوم الثلاثاء، حدد بنك الشعب الصيني (PBOC) سعر صرف اليوان اليومي عند 7.2038 للدولار، وهو أدنى مستوى له منذ سبتمبر الماضي، في مفاجأة جديدة لسوق العملات، مقابل توقعات بتسجيل مستويات 7.3321 دولار، في حين أغلق اليوان أمس عند 7.3220 يوان لكل دولار.

من المعروف أن اليوان ليس عملة حرة التداول مثل الدولار الأميركي واليورو ودول مجموعة السبع الأخرى، ويُسمح له بالتداول في نطاق 2% فوق أو دون سعر الصرف اليومي المُعلن.

في الوقت ذاته تشير أسواق الخيارات إلى أن المتداولين يتوقعون تقلباً متزايداً في قيمة الرنمينبي، مع ارتفاع التقلبات المُسعرة في مشتقات الدولار مقابل الرنمينبي إلى مستويات غير مسبوقة؛ ما يُشير إلى تزايد حالة عدم اليقين بشأن اتجاه العملة.

يستخدم بنك الشعب الصيني سياسة سعر الصرف الثابت بإدارة قيمة اليوان عن طريق إبقائه ثابتاً أمام سلة من عملات الدول التي تعتبر شريكة للصين، وتُقَاس السلة بسعر الدولار؛ نظراً لأن الولايات المتحدة هي أكبر شريك تجاري للصين.

أخبار ذات صلة

الطاولة تنقلب بعد خسائر تاريخية.. ماذا يحدث في أسواق آسيا؟

الطاولة تنقلب بعد خسائر تاريخية.. ماذا يحدث في أسواق آسيا؟

 خط فاصل

يُعتبر مستوى 7.2 يوان للدولار، الذي تم الحفاظ عليه لسنوات، بمثابة «خط فاصل» للبنك المركزي الصيني (بنك الشعب)، لسنوات، ومنذ عام 2022 تداول زوج الدولار الأميركي/اليوان الصيني فوق هذا المستوى مرات عدة، لكنه لم يثبت أقدامه.

وتشير هذه الخطوة إلى تحول نحو خفض قيمة اليوان بشكل مُدار؛ ما سيساعد على الحفاظ على صادرات الصين أرخص وأكثر تنافسية، وقد يُعوّض التأثير السلبي لرسوم ترامب الجمركية في السلع الصينية.

قررت الصين تثبيت سعر صرف الرنمينبي عند أضعف مستوى له في 18 شهراً، في أول إشارة إلى أنها ستسمح بخفض قيمة العملة للتعويض عن الحرب التجارية المتصاعدة مع الولايات المتحدة.

رد فعل

تأتي خطوة المركزي الصيني الأخيرة، بينما تسعى الولايات المتحدة الآن إلى ممارسة ضغوط اقتصادية شاملة على الصين، وهي الضغوط التي قد تُجبر بكين على الرد بالتيسير الكمي وخفض قيمة عملتها.

مع دخول قرارات ترامب الجمركية حيز التنفيذ، قرر بنك الصين الشعبي تحديد سعر صرف الدولار مقابل اليوان عند المستوى 7.1889 يوان لكل دولار، وهو الأضعف بالنسبة لليوان منذ الـ17 من يناير.

إلى ذلك خفّض البنك المركزي الصيني قيمة اليوان بنسبة 1.9% في الـ11 من أغسطس 2015، وهو أكبر انخفاض يومي منذ أكثر من عقدين؛ ما أثار صدمةً في الأسواق المالية العالمية حينها. 

وتشهد أسواق العملات استقراراً هشاً بعد تقلبات خلال الأربع والعشرين ساعة الماضية، إذ عوض الدولار بعض خسائره الفادحة مقابل عملات الملاذ الآمن، بينما كان المتداولون يقيمون تطورات الحرب التجارية.

سوق منقسم

كتبت جو وانغ، رئيس استراتيجية الصرف الأجنبي والأسعار الصينية في بنك «بي إن بي باريبا» في مذكرة بحثية: «السوق منقسمة الآن إلى مجموعتين، الأولى تعتقد أن الصين ستضطر حتماً إلى السماح للعملة بالتعديل قليلاً، والثانية تقول إن العملة كانت مرنة حتى الآن».

ترى وانغ أن خفض قيمة اليوان من عدمه هو خيارٌ يعود للحكومة الصينية، بعدما هدد ترامب، بين عشية وضحاها، بزيادة الرسوم الجمركية بنسبة 50% إضافية على الصادرات الصينية إذا لم تتراجع بكين عن الرسوم الانتقامية التي فرضتها على الولايات المتحدة.

ويرى محللون إن بكين قد تفكر في إضعاف قيمة اليوان تدريجياً بدلاً من خفضه بشكل مفاجئ، وهو ما قد يكون له تأثير مزعزع للاستقرار المالي العالمي.

أخبار ذات صلة

ترامب وماسك.. هل تفسد التعريفات ما «أصلحته» السياسة؟

ترامب وماسك.. هل تفسد التعريفات ما «أصلحته» السياسة؟

الخيار الأفضل

يعتقد كاناري سينغ، رئيس استراتيجية الأصول المتقاطعة في آسيا لدى «باركليز»، بحسب مذكرة بحثية أن الصين ستلجأ إلى الانخفاض التدريجي بدلاً من التعديل المفاجئ الكبير.

خلال ولاية ترامب الأولى، سمحت الصين لقيمة الرنمينبي بالانخفاض بأكثر من 10% مقابل الدولار رداً على الرسوم الجمركية الأميركية المفروضة منذ عام 2018، في الوقت ذاته انتقل المصدرون الصينيون إلى مراكز تصنيع مثل فيتنام وكمبوديا، لكن هذه الدول تواجه في تلك المرة رسوماً جمركية أميركية مرتفعة.

كتب سينغ في المذكرة: «على عكس عام 2018، هناك مجال أضيق بكثير لتحويل مسار التجارة ونقل سلاسل التوريد والحفاظ على هوامش ربح المُصدّرين، ومن المرجح أن يكون الخفض التدريجي لقيمة العملة هو المسار السياسي المُفضّل في المرحلة المقبلة».

في حين يرى روبن شينغ، كبير الاقتصاديين الصينيين في «موران ستانلي»، وفقاً لـ«فايننشيال تايمز» أن حجم خفض قيمة الرنمينبي سيعتمد على كيفية تطور التعريفات الجمركية على الدول الأخرى.

يقول شينغ: «أعتقد أن بنك الشعب الصيني سيحاول ضبط وتيرة انخفاض قيمة العملة، إذ إن آخر ما يرغب فيه هو تدفق رأسمالي خارجي مُحقق وحدوث أزمة ثقة»، مشيراً إلى أن خفض قيمة العملة بشكل سريع من شأنه أن يتعارض مع أهداف بكين المتعلقة بزيادة الثقة والحد من تدفقات رأس المال إلى الخارج.

logo
اشترك في نشرتنا الإلكترونية
تابعونا على
تحميل تطبيق الهاتف
جميع الحقوق محفوظة © 2024 شركة إرم ميديا - Erem Media FZ LLC