تراجعت أسعار النفط عند التسوية، يوم الجمعة، مسجلةً خسائر أسبوعية بأكثر من 3%، وسط انحسار المخاوف بشأن تضرر الإمدادات جراء الصراع بين لبنان وإسرائيل، واحتمال زيادة المعروض خلال العام المقبل، على الرغم من توقعات بتمديد «أوبك+» لتخفيضات الإنتاج، وفق وكالة «رويترز».
لم يتسبب الصراع في الشرق الأوسط باضطراب إمدادات النفط، التي من المتوقع أن تكون أكثر وفرة في 2025. وتتوقع وكالة الطاقة الدولية فائضاً في المعروض بما يربو على مليون برميل يوميا، أي ما يعادل أكثر من 1% من الإنتاج العالمي.
انخفضت أسعار العقود الآجلة لخام برنت بواقع 34 سنتا أو 0.46% لتصل إلى 72.94 دولار للبرميل عند التسوية.
وهبطت أسعار العقود الآجلة لخام غرب تكساس الوسيط الأميركي بواقع 72 سنتا أو 1.05% مسجلة مستويات 68 دولارا للبرميل. وكان يوم الخميس عطلة في الولايات المتحدة بمناسبة عيد الشكر.
على المستوى الأسبوعي، تراجعت العقود الآجلة لخام برنت 3.1%، في حين هبطت أسعار خام غرب تكساس الوسيط 4.8%.
انخفض إنتاج النفط الخام الأميركي بنحو 157 ألف برميل يوميا على أساس شهري في سبتمبر ليصل إلى 13.20 مليون برميل، وهو أكبر تراجع منذ يناير الماضي، حسب بيانات صادرة من إدارة معلومات الطاقة الأميركية.
جاء هذا التراجع بعد أن واجه عدد من مرافق إنتاج النفط والغاز في خليج المكسيك بالولايات المتحدة حالات إغلاق طويلة الأمد في سبتمبر عند مرور الإعصارين «فرنسين» و«هيلين» بالمنطقة قبل وصولهما إلى اليابسة.
وأشارت البيانات إلى أن إنتاج النفط البحري في خليج المكسيك هبط 12% على أساس شهري في سبتمبر إلى 1.58 مليون برميل يومياً، وهو أدنى مستوياته منذ ثلاثة أعوام.
من جهة أخرى، ارتفع الإنتاج بشكل طفيف في تكساس، أكبر ولاية أميركية منتجة للنفط، إلى 5.81 مليون برميل يومياً، ليتجاوز المستوى المرتفع القياسي المسجل في الشهر السابق عند 5.8 مليون.
وتراجع إنتاج النفط في ولاية نيو مكسيكو 0.2% ليصل إلى 2.09 مليون برميل يومياً في سبتمبر.
إلى ذلك، أظهرت بيانات الإدارة أن إجمالي إنتاج الغاز الطبيعي في البر الرئيس للولايات المتحدة هبط للشهر الثاني على التوالي إلى 114.9 مليار قدم مكعبة يومياً.
أما في أكبر الولايات المنتجة للغاز، ذكرت البيانات أن الإنتاج الشهري في تكساس تراجع 0.5% إلى 35.83 مليار قدم مكعبة يومياً، وهبط في بنسلفانيا 1.6% إلى 19.71 مليار قدم مكعبة.
في الوقت ذاته، يراقب المتداولون نتائج اجتماع «أوبك+»، الذي يأتي في وقت تأثرت خلاله أسعار النفط بشدة العام الجاري؛ بسبب تباطؤ نمو الطلب على الوقود في الولايات المتحدة والصين، أكبر بلدين مستهلكين للنفط.
وأرجأ تحالف «أوبك+» اجتماعه المقبل بشأن سياسة الإنتاج إلى 5 ديسمبر المقبل بعدما كان من المقرر عقده في 1 ديسمبر، ومن المتوقع أن يمدد الاجتماع تخفيضات إنتاج التحالف.
وفقاً للتوقعات على نطاق واسع، من المرجح أن تتجه «أوبك+» نحو تأجيل جديد لزيادة كانت مزمعة لإنتاج النفط من المفترض أن تبدأ في يناير، وهو ما قد يمنح الأسعار بعض الدعم.
وقال محللون في «بي إم آي» في تقرير: «على الرغم من أننا نتوقع أن تختار مجموعة (أوبك+) تمديد التخفيضات الحالية إلى العام الجديد، فلن يكون هذا كافياً لتبديد تأثير فائض الإنتاج كلياً، الذي نتوقعه للعام المقبل».
«رويترز» أجرت استطلاعاً شمل 41 محللاً، أظهر أن متوسط سعر خام برنت قد يبلغ 74.53 دولار للبرميل في 2025، في تعديل بالخفض للشهر السابع على التوالي في استطلاعات «رويترز».